1// مؤخراً تفاقمت سطوة لصوص نهب مرتبات جنودنا الجنوبيين ، كما وتصاعد صراخ جنودنا من هذا النهب الشرِه والصّلف ، والمؤسف أيضاً أن هذه المرتبات هي موسمية في الأصل ، بل وهناك من الضباط والجنود من لهم سبعة إلى تسعة أشهر بدون مرتبات نهائياً ! وهذه كارثة ورب الكعبة ، إذ كيف لهؤلاء أن يعيلوا أُسرهم ويفون بالتزاماتهم في ظل هذا الوضع ؟! بل وأين هو هذا التحالف العربي من هذا النهب للمرتبات التي يقدمونها لجنودنا هنا ؟!
2// المصيبة الأكبر ، هي في ثقتنا كل الثقة بأن دولة الرئيس ( عبدربه ) وكذا رئيس وزرائه ( بن دغر ) بالقطع قد سمعوا بصراخ عسكريينا من هذا النهب ، فكل الصحف والمواقع قد تنادت به ، والمؤسف أيضا أنهم يتعاطون معه بعقلية المأفون عفّاش ومسلكه ، أي دع الضباط الكبار يتعاملون وفق ما يريدون مع عساكرهم ! وهذه هي العقلية السائدة في الشمال أصلا .. إذاً لمن يشتكي هؤلاء الجنود البسطاء ؟ ومن سينصفهم ؟!
3// نعرف جيداً ، بل نثقُ كل الثقة أيضاً ، أن قادة الألوية هنا في جنوبنا كلهم يدينون بالولاء للدراكولا الدموي علي محسن الأحمر ، وهم يستمدّون صلفهم من صلفه وفسادهِ ونهبهِ للمال العام ويستقوون بهِ ، وهذا معروف للكل ، فهو من إنتقاهم كقادة ألويه ، ولذلك لا يتجه الرئيس ولا رئيس وزرائهِ بالتصدّي لهم أو زجرهم ، أو حتى محاسبتهم على نهبهم رواتب العسكريين الجنوبيين بالإستقطاعات الغير مشروعة والجائرة التي تذهب الى جيوبهم ، وإن تمت تحت ذريعة سخيفة مثل تحسين المعسكرات – وهذه مسخرة – لأنها ليست من مسؤولية الجنود ، أو تحت مبررات الغياب عن العمل ، وهذه الأخيرة معروفة كيف ترصد في السجلات القانونية ، وكيف تُوَرّد عائدة الى الخزانة العامة للدولة ، وليس إلى جيوب هؤلاء القادة اللصوص والصّلفين !
4// شخصياً لا أستوعب كيف يُقَيّض لهؤلاء القادة نهب مرتبات ضباطهم وجنودهم ، ومع ذلك يسيرون في الشوارع والأسواق وفي أحيائهم السكنية بكل صلفٍ ووقاحةٍ ؟! مع أن كل الناس تعرف جيداً أنهم لصوصٍ لمرتبات جنودهم !! هنا لاأدري ماذا سيورّثون لأولادهم غير فضيحة اللصوصية والنهب للبسطاء من جنودهم ، أو أنهم يتوقّعون أنهم سيخلّفون لهم المجد والفخر والإعتزاز بأنهم كانوا قادة ألويةً وجهابذة هذا الزمن البشع ؟! لاأدري كيف ؟!
5// قبل أيامٍ قليلة مضت ، جاء إلى منطقتنا إبن أحد قادة الألوية الواقعة في منطقتنا الآن لغرضٍ ما ، وهو شاب فتي ، بل ويشبهُ أباهُ الذي كان قائداً عسكرياً جنوبياً ومحبوباً في يومٍ ما ، وقد أُقصي عام 1994م ضمن من أقصوا من الجنوبيين ، وإشتغل في تجارة عادية ورائجة هنا ، وكنا يومها نستظل بجوار متجرٍ صغيرٍ ، وقال أحدنا عندما رأى الشاب بنبرة إعجاب : أوه .. هذا إبن القائد فلان . وبسرعة ردّ عليه رجلاً كبيراً بيننا وبصوتٍ متهكم ساخر : هذا أبوه كان قائداً نظيفاً زمان .. أما الآن فهو لص وسارق ينهب مرتبات ضباطهِ وجنودهِ .. ثم أردف : لاتُكبّره ، هذا إبن لص مش أكثر .. وذهبت بخواطري بعيداً وأنا اتساءل : كيف لو سمع الفتى مثل هذا الكلام الواقعي ؟! أو كيف سيكون وقعهُ عليه ياترى ؟!
6// يالصوص مرتبات الجنود الجنوبيين البسطاء ، والله العظيم أنكم بلصوصيتكم هذه تورّثون الخزي والعار لأبنائكم ، فلاتعتقدون أنكم ببنائكم الڤلل والعمارات والتجارة التي تزمعون أنكم ستورّثونها لأبنائكم أنكم ستورّثون بها الآمان والعزّ والإستقرار لهم .. كلا والله ، بل تورّثون الخزي والعار والمهانة في الدنيا والآخرة لكم ولهم ، ثم أن الله ليس بغافلٍ عما ترتكبونه من جُرمٍ بحق البسطاء من الجنود ..
7// ثم إن على كل هؤلاء البسطاء في كل الألوية والوحدات عليهم أن يجتمعوا معاً وفي حشدٍ واحد ويتظاهرون في مكان واحد ليراهم الداخل والخارج ، وذلك ليُسمِعوا بصوتهم فضائح هؤلاء اللصوص من قادتهم ، وعلى الجنوبيين جميعاً الوقوف معهم في حشدهم هذا .. نعم على الجنوبيين جميعا أن يقفوا ضدّ هذه اللصوصية والنهب البشع لقوت الفقراء ، أم أن هذا الشعب قد ماتت فيه الروح وإستحال الى شعبٍ بليدٍ وميت لاتهزه كل هذه النوائب والعبث والفساد الذي يعصف به ؟! نعم إلى متى هذا الصمت المهين على كل هذا العبث بنا ؟! إلى متى ؟! الله المستعان ..