خط التماس بين الجنوب والشمال خط أحمر بالنسبة للأحمر وهادي تفاصيل مخطط سقوط بيحان ومحاصرة قوات الأحمر للواء 19ومنعه من التقدم في بيحان واستقدام 10أطقم و3مدرعات لإقتحام مواقع للنخبة الشبوانية في العقلة”تقرير يكشف المستور”

احمد الحسني – العربي
يبدو أن أطراف الصراع في جنوب اليمن تقترب من مرحلة الصدام على نقاط التماس الفاصلة بينها، وذلك في مناطق استراتيجية هامة في محافظة شبوة.
حتى أغسطس الماضي، كانت تلك المناطق في قبضة المنطقة العسكرية الاولى التي تخضع لنائب الرئيس اليمني، اللواء علي محسن الأحمر، قبل أن تتدخل الإمارات وتدفع بقوات «النخبة الشبوانية»، لتبسط الأخيرة سيطرتها على حقول النفط والغاز القريبة من سواحل البحر العربي.
قبل أيام، طَلَب «المجلس الانتقالي» من قوات «التحالف» إسناد مهمة «تحرير» مديرية بيحان، في محافظة شبوة، من مقاتلي حركة «أنصار الله»، إليه. طلبٌ أعقبه تحرك قوة من العبر، قوامها 10 أطقم عسكرية وثلاث مدرعات تابعة للمنطقة العسكرية الاولى، وسيطرتها على موقع عسكري في الخشعة يفصل بين شبوة وحضرموت، ويبعد بضعة كليومترات من مواقع تمركز قوات «النخبة الشبوانية» في منطقة العقلة النفطية.
إثر ذلك، منحت قوات «النخبة» قوات المنطقة الاولى مهلة للتراجع والانسحاب إلى ثكناتها في العبر، ما تسبب باندلاع اشتباكات بين وحدات من لواء «حراد»، التابع لـ«النخبة»، وبين القوات التابعة للمنطقة العسكرية الاولى. وأسفرت الاشتباكات عن تقدم «النخبة» حتى منطقة خشم رميد، وتراجع قوات المنطقة الاولى.
ويرى مراقبون أن أحداث شبوة تفاقمت بعد اتهامات وجهها «الانتقالي»، قبل أيام، لحكومة «الشرعية»، بمحاصرة قوات اللواء الـ19 المحسوب على المجلس في بيحان، من قبل اللواءين 21 و26 التابعين لـ«الشرعية»، ومحاولة منعه من التقدم في جبهات بيحان.
ويؤكد مراقبون أن ملف بيحان لا ينفصل عن المناطق الحدودية التي لا زالت بيد مقاتلي حركة «أنصار الله»، مثل مكيراس التي تفصل أبين عن البيضاء، وكرش الفاصلة بين لحج وتعز، معتبرين أن قرار «تحرير» تلك المناطق ما يزال بيد «التحالف»، وهو قرار سياسي فحواه ضرورة عدم اكتمال «تحرير» المناطق الجنوبية بحدود العام 90، بحسب هؤلاء. مصدر عسكري في شبوة: «ملف شبوة وحضرموت لا يزال بيد ضابط الإرتباط السعودي أبو فيصل»
يفيد مصدر عسكري في شبوة، في حديث إلى «العربي»، بأن «ملف شبوة وحضرموت لا يزال بيد ضابط الإرتباط السعودي أبو فيصل»، مضيفاً أن «الضابط السعودي الذي يشرف على شبوة من مأرب والجوف، يرفض تقدم قوات المقاومة الجنوبية صوب مديريات بيحان».
ويرجح المصدر أن يكون «الطلب الذي تقدم به الانتقالي بخصوص تحرير بيحان موجهاً للسعودية وليس للإمارات»، متحدثاً عن «إمكانية تسليم الملف إلى الإمارات خلال أيام، والدفع بقوات الحزام الأمني نحو التحرك إلى بيحان».
 ويعتبر المصدر أن «قوات النخبة لا تستطيع مواجهة قوات المنطقة الثالثة بمفردها، ولا حتى مقاتلي الحوثيين، لأنها قوات أمنية تدربت على مكافحة الإرهاب فقط، وتعزيزها بقوات الحزام في عدن سيمكنها من تحقيق انتصارات».
ويؤكد ناشطون سياسيون جنوبيون أن الصراع على مواقع في شبوة اندلع بدوافع ذاتية، وليس وطنية، وأن للطرفين أهدافاً خارج الحسابات الوطنية، إنما في إطار السباق على النفوذ والسيطرة على منابع النفط، وحماية الشركات النفطية الأجنبية. في هذا الإطار، يشير الصحافي، رئيس تحرير موقع «حضرموت برس»، عوض كشميم، في حديث إلى «العربي»، إلى أن «الوحدات العسكرية شكّلها التحالف العربي وفق معايير غير وطنية وجهوية ومناطقية». ويضيف كشميم أن «الصدام بين وحدات المنطقة العسكرية الثالثة وبين القوات الأخرى متوقع، لأن كل تشكيل له دوافع متناقضة مع الوحدات الأخرى، وأكثر ما يعزز هذا الصراع هو طبيعة الهيمنة والتسلط من منطلقات ذاتية صرفة لا وطنية، وهو الصراع على النفوذ ومنابع النفط والحماية».
ويلفت الناشط، وضاح بن عطية، من جهته، في مقال له، إلى أن «الرئيس هادي والمحافظ الحارثي أمام امتحان صعب، إما ان يكونوا مع شعب الجنوب ومقاومته وجيشه ونخبته الأبطال أو يكونوا مع العدو»، متابعاً أن على «المجلس الانتقالي أن يكون جاهزاً لكل الاحتمالات، ونجاح تحرير ما تبقى من شبوة سيجعل من المجلس الانتقالي المفاوض والممثل الوحيد للجنوب في أي مفاوضات قادمة».
ويرى الإعلامي، مهدي الخليفي، بدوره، في حديث إلى «العربي»، أن «ميزان القوة تغير لصالح الجنوب، وأثبتت النخبة الشبوانية أنها حامية حدود شبوة والجنوب ضد قوات تدعي أنها مع الشرعية، تركت مهمة محاربة الانقلابيين واتجهت لمنابع النفط»، في حين يعتبر الناشط السياسي، عبد ربه العولقي، في تصريح إلى «العربي»، أن «تقدم قوات النخبة في مناطق عسكرية هامة في شبوة جاء لقطع أطماع القوى الشمالية التي يقودها علي محسن الأحمر»، لافتاً إلى أن «المناطق التي تخضع لسيطرة النخبة من حبان وحتى المكلا تعيش حالة أمن أفضل بكثير من بقية المناطق الأخرى».
(العربي)
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com