المجلس الانتقالي وإعلان الجمعية العمومية

بقلم/هدى العطاس

مع إيماني ودعمي الكامل غير المشروط للمجلس الأنتقالي كمواطنة جنوبية، فأن اعلانه أمس عن تشكيل جمعية عمومية يبدو كأنما كسبا للوقت واشتغال في المتاح لا اكثر. للأسباب التالية:
– لا يحتاج الانتقالي ككيان ثوري سياسي شعبي أثقال نفسه بأطر تنظيمية إضافية عدا دوائره ولجانه الموجودة التي أعلن عنها عند وبعد تشكيله.
– أن تشكيل الجمعية سيواجه ذات الإشكالات المتمثلة في كيفية التشكيل؟ وماهو النظام أو الضابط في التشكيل؟
إذا قرر أن تشكل قوامها عبر الترشيح؟ سيواجه الأمر بسؤال: 
من هي الجهات المخولة شعبيا والمقبولة بالاجماع لترشيح الأعضاء في كل منطقة؟
لإذا قرر أن تشكيل عبر الأختيار، سيقفز الترجيح التالي عن:
درجة الوثوقية، والضامن، والمعايير التي تجنب تدخل عامل القرابات والولاءات والهوى والمزاج الشخصي، على حساب الكفاءة والتمكين؟
ما كان يجب أن يعلنه المجلس هو: تشكيل لجنة لمقترح الأستفتاء، وأشدد على “مقترح” لأن الاستفتاء يعد أحد الادوات لنيل الاستقلال وليس الاداة الوحيدة، بل وهناك تحفظات من بعض القوى السياسية الجنوبية بإقراره كأداة.
ومهمة اللجنة وضع رؤية شاملة حول الاستفتاء إيجابياته وسلبياته ومساره ونتائجه …الخ، استقبال الرؤى والمقترحات من الافراد ذوي الاختصاص والمؤسسات والمراكز وإقامة الانشطة والغعاليات بصدد وحول هذا الاجراء.
بينما في تقديري الفعلي إن مايحتاجه المجلس الآن وعلى وجه السرعة التالي:
– أستكمال تشكيل دوائره ولجانه وتدشين وتيرة دائمة لعملها. وبالذات التركيز على الدوائر الاستراتيجية التالية:
– الدائرة القانونية ويجب أن يتمحور عملها تحديدا إن لم يكن حصرا في هذه المرحلة بتجهيز ملفات الجرائم والانتهاكات ضد الجنوب منذ اعلان الوحدة إلى اليوم وتقديم ورفع قضايا امام المحاكم الدولية.
– الدائرة الثقافية ويتمحور اشتغالها في ترسيخ الهوية الجنوبية وإحياء الذاكرة ورصد وتجميع التراث ورصد الانتهاكات والجرائم الثقافية التي مورست ضد المعالم والرموز التاريخية والبيئة الثقافية الاجتماعية في الجنوب.
– الدائرة الأعلامية ولا يختلف أثنان إنها اصبحت من أهم الدوائر ويجب تأهيل كوادر اعلامية للقيام بدورها ورفدها بالخبرات حتى لو ت الاستعانة بخبرات عربية في هذا المجال . وأظن قد حان الوقت لقناة تلفزيونية للمجلس لو تسمح امكانياته.
– الدائرة الخارجية وهي الجسر وقناة التوصيل الأهم ويجب أن تشكل من شخصيات ثقيلة ووازنة وتستطيع فتح ابواب المجتمع الدولي والاقليمي والمنظمات والمؤسسات الدولية، وتشكيل لوبي فاعل وضاغط وديناميكي.
وهذه الدوائر يجب أن يحرص في تشكيلها تجنيب الأهواء والامزجة الشخصية والولائية وتخضع لمعيار الكفاءة والقدرة والتمكين فقط. وبالطبع هذا يسحب نفسه على كل الدوائر واللجان والأطر التنظيمية.
وفي الأخير نتمنى للمجلس الأنتقالي كهيئة شعبية تخرج الجماهير المرة تلو المرة لتأييدها وتفويضها أن تصل بطموحات الجنوبيين إلى محطة الأنجاز، وأن نرى الجنوب على أيديهم حرا مستقلا، ومواطنوه في عز وكرامة.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com