اين الحكومة؟ اين المتشدقين؟ حتى الأردنيين لا يعقل !!
Share
بقلم/محمد بن عبدات
اتذكر انني زرت الاردن لأول مرة في حياتي كان في مطلع التسعينات وحينها كنت قادما من زياره للأهل في سنغافورة.
واتذكر كيف كان الاستقبال المتفرد والمميز في مطار الملكة عليا وكان معي في الرحلة جنسيات مختلفة وكنا جميعا في طابور امام عاملي الجوزات الأردنية
وحين رأى احدى رجال امن المطار جواز سفري اخذني على جنب من بين كل المسافرين في تلك الرحلة وقال انت غير كونك من مواطني مجلس التعاون العربي.
واشار الى الجوزات الخاصة بنا فوجدت نفسي وحيدا امام احد عاملي الجوازات بينما الآخرون ظلوا في ذلك الطابور الطويل ينظرون ناحيتي باندهاش وربما بحسره كونني خلصت اموري سريعا بينما كل واحد منهم لازال ينتظر وصوله الى كابينة الجوازات.
واتذكر بعدها ايضا انه تم توصيلنا الى فندق عالية للسكن فيه على حساب الخطوط الجوية الأردنية وهو الفندق الواقع على طريق المطار كونني نزلت ترانزيت لمدة يومين. وكنت حينها في بداية عنفوان الشباب وكان الجو بارد في عمان الا انني قمت بزيارة اكثر من مكان تاريخي وسياحي في الاردن كان الجميع حيث ما رحت تشاهد في عيونه المحبة والترحاب ، هكذا عرفت الاردن.
وهكذا عرفت فيما بعد كثير من اصدقائي وزملائي الاردنيين الذي نتقارب معهم في امور شتى .
ولازالت صداقاتي معهم الى هذا اليوم تحمل كل الود والمحبة والتعامل الراقي في كل شيء .
ولهذا استغربت كثيرا مما اسمعها من قصص حول ما يتعرض له المسافرين القادمين من مطاري عدن و سيئون على الخطوط اليمنية الى الاردن.
حيث يتم التعامل معهم بصورة غير محببة تحمل كثير من المضايقات في مطار الملكة عليا وان كان المسافرين واضعين الاردن محطة ترانزيت لا غير ليغادروا بعدها الى واجهه اخرى كما حصل مع المريض الذي كان في رحلة الى الهند للعلاج وتم حجز جوازه ورمي أدويته بحجة انها فيروسية حسب ما تناقلته اكثر من وسيلة اعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وحين طارت رحلته الى الهند اخبروه ان هناك رحله اخرى الا انها مرت كسابقتها وحين استاءت حالتها اخذه مرافقه ليرتاح في فندق داخل المطار بعد ان دفع مبلغ بالعملة الصعبة لمدة ست ساعات وحين عاد يستفسر من الرحلة وجد مماطله فطلب العودة الى بلاده فلم يعير مطلبه احد فأستلقى على أرضية المطار وحاول مرافقه البحث عن دواء دون جدوى بعد ان تم رمي ادويته الخاصة كما اشرنا.
ولم يستطع ذلك المريض ومرافقه عمل شيء حتى وافاه ذلك المريض المغلوب على امره الأجل في قصة مؤلمة وموجعة لا يقبلها عقل او منطق ان تكون احداثها ومسبباتها اخوان عرب ومسلمين نكن لهم كل المحبة والتقدير .
حقيقة ان ما حصل امر محزن ويحز في النفس كثير ، وهنا اوجه كلامي قبل اي احد الى حكومتنا الموقرة ووزارة خارجيتها ما هو دوركم اتجاه مواطنيكم الذي كل يوم يتعرضون للإهانات والاستفزاز في كثير من مطارات العالم وانا واحد ممن حصل له مثل ذلك في مطار سنغافورة مؤخرا رغم انني احمل تأشيرة دخول .
فحين شاهد ضابط الامن جواز سفري اخذني الى غرفة زجاجية ووجدت رجل وزوجته يحملون الجواز اليمني ايضا في حالة يرثى له تاركينهم لساعات في غرفة اشبه بالثلاجة من شدة البرودة.
رغم ان لديهم تأشيرة دخول ايضا وقد اغمي على الرجل وتم استفزازنا بصورة لا يصدقها عقل رغم انني زرت هذا البلد اكثر من مره من قبل ولم يحصل لنا مثل هكذا.
امور وبالتالي ارى ان سياسة البلد الخارجية حاليا في اسوأ حالاتها فحين كنت تدخل بدون تأشيره بلدان كثيرة وتحصل على تأشيرة سفر للعديد من دول العالم بكل سهولة ويسر.
اليوم اصبحنا منبوذين حتما جيراننا الذين يذلونك ويتطاولون عليك في منافذهم وفي اغلب الاحيان يوصدونها في وجهك ولا ينظرون اليك حتى بعين رحمة او شيء من الإنسانية خاصة وهم يعرفون بواقعك وظروفك.
بينما يفتحون للعرب والعجم الآخرون التأشيرات والمرور الميسر وفوقه ربما تعظيم سلام.
فكفاية ضحك أيها المتشدقون بالوطنية والخوف على المواطن الذي اصبح يعاني الامرين داخل بلده وخارجها.
اخيرا.. ليس معي من قول غير ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” في من اوصلنا الى هكذا حال يرثى له العدو قبل الصديق.