“تقرير” الجزيرة تدعم الإرهاب بالعربية وتتصنّع مواجهته بالإنجليزية

المشهد الجنوبي الأول/وكالات

تبقى ازدواجية الخطاب من أهم مميزات قناة «الجزيرة» المتماهية مع طبيعة المشروع الأيديولوجي الذي تتبناه وتدافع عنه وتنطلق من حيثياته الفكرية والعقائدية لتشكيل خصوصيات الدور الذي تأسست من أجله في العام 1996، ويتأكد ذلك من خلال الاختلاف الجوهري بين خطاب القناة باللغة العربية وشقيقتها «الإنجليزية» وبين ما ينشر في صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لكل منهما، حيث يعتمد الخطاب الموجه للعرب على التعاطف مع التطرف والإرهاب وقوى الإسلام السياسي وميليشياتها المسلحة وانتقاد كل ما يتناقض مع مشروع الإخوان من ثقافة الحداثة والانفتاح والتقدمية والليبيرالية والوحدة الوطنية، وما تعود على تسميته مذيعوها من «قومجية»، في إشارة إلى أي مشروع قومي حضاري، عكس الخطاب الموجه للغرب باللغة الإنجليزية والذي يدافع عن الديمقراطية والحريات والانفتاح والتسامح وينتقد التطرف والإرهاب.

وخلال أيام قليلة، كشفت «الجزيرة» عن نواياها العدائية من خلال محاولات الهمز والغمز ضد المملكة العربية السعودية وقرارات قيادتها السياسية، سواء في ما يتعلق بالسماح للمرأة بحضور احتفالات اليوم الوطني، أو بالسماح لها بقيادة السيارة بداية من يونيو المقبل، كما تبين حقد القناة على بوادر المصالحة الفلسطينية التي قادتها مصر، وعلى تقدم قوات التحالف العربي في اليمن، واعتراف العالم بالدور البارز لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، كحل أساسي من حل الأزمة السياسية في بلاده، فكل نقطة ضوء في المسار العربي تمثّل حجر عثرة في مشروع الإخوان الذي يتبناه تنظيم الحمدين، كونه أحد مبررات الفوضى التي تتزعمها قطر، وذلك وفق مراقبين، يرون أن القناة لا يمكن أن تدعم أي مشروع تحديثي تنويري، رغم أنها تتظاهر بالعكس، فما يهمها والقائمين عليها وفي ظلها، هو أن تتعفن الأوضاع، وتتصادم فئات المجتمع، وتنهار الدولة الوطنية.

آراء شاذة

ويشير المراقبون إلى أن «الجزيرة» تعمل على إبراز الرأي الشاذ أو النادر على أنه يمثل جزءاً مهماً من الرأي، كما فعلت في تغطيتها «المشبوهة» للقرارات السعودية الجديدة، حيث حاولت أن تتحرش بالانفتاح الاجتماعي عبر التركيز باللغة العربية على تغريدات فئة قليلة من المتشددين، في حين كانت صفحاتها بالإنجليزية ترصد المواقف المناقضة تماماً، فالقناة القطرية تدافع عن «الحريات في المملكة ضمن خطابها الموجه للغرب، بينما تهاجم الخطوات التحديثية في الخطاب الموجه للعرب، أو بالأحرى للمتشددين ممن ترى فيهم أغلبية جمهورها المستهدف»، وفق ما يرى أستاذ الإعلام بالجامعات الليبية عبد الكريم العجمي الذي أكد أن «اللعبة صارت مفضوحة أكثر من خلال تكليف وسائل إعلام أجنبية تملكها أوتمولها أو تدعمها قطر، بنشر مقالات أو أخبار أو إجراء مقابلات تتضمن هجوماً شرساً على المملكة لتجد فيها قناة «الجزيرة» فيما بعد مادة تنطلق منها لتشويه صورة المملكة وبقية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، في نظر شعوبها والشعوب العربية الأخرى».

وقد دفع هذا الموقف وغيره بصحيفة «الرياض» السعودية إلى عنونة افتتاحيتها الخميس الماضي، بـ«السلوك الإعلامي لقناة الجزيرة.. هل هو حالة حرب تعلنها قطر؟» قائلة إن «قطر أعلنتها حرباً بمختلف الأسلحة، تنظيم طابور خامس لبعض صحف خارجية تمولها بلا حساب، وتعيد تكرار التهم، والمقابلات ونشر ما تقبله غوغائية الشارع، ويرفضه العقل، ومع هذا ظل السيناريو مستمراً بتكبير الأحداث المتصلة بالمملكة لدرجة صرنا لا نفهم.. هل نبادل العداء بعداء آخر لمن يريدون أن ينتشر مجرمو القاعدة، وحكومة طالبان، ليتأسس عليهما البناء الجديد على أرض المملكة..؟».

وأضافت «لم يكن بيننا ثارات مع القطريين، ولم نكن أدعياء مطالب إقليمية، أو نفوذ على الدولة والمواطن هناك، ولم نتدخل في الشؤون الداخلية، لأننا نحترم خصوصيات الدول والشعوب، وليس لنا ثارات تاريخية حتى نستعيدها بلحظة غضب لندمر ما بنته سنوات الإخاء والجوار، لكن إذا كانت القضية تستهدفنا بشكل مباشر، فإننا نرجو ألا نستخدم إمكاناتنا بالدفاع عن النفس حتى لا تكون القضية حرباً عبثية تجرنا لها محطة فضاء وهواة صغار يعتقدون بتميزهم الذاتي وكبرياء كاذبة».

وأردفت الصحيفة، «ليس من مصلحة قطر أن يتزعزع أمن المملكة، لأنها مربوطة بنفس الحبل إلى الإقليم الأكبر، ومن السخرية أن تتجدد مصادر العداء، لأسباب تتكرر دائماً بعقدة المدينة، أو الإمارة الصغيرة للدولة والإقليم الأكبر، ومن اللافت للانتباه أن محطة «الجزيرة» التي حاولنا أن نتركها لعبثها تتحول إلى أداة تحريض بعد تفجيرات الرياض الأخيرة، وتجعل من عدد لا يتجاوز أصابع اليد، تسميهم المعارضين، أوصياء يقدمون النصائح والشروط، مدركين أن قطر ليست النموذج ولا المثال حتى تقدم لوائح التغيير في المملكة وغيرها.

ولأسباب نحتفظ بها لأنفسنا، ندرك أن قطر تؤدي دوراً فوق قدراتها، وبالتالي ليس من مصلحتها أن تنمي العداء، وهي لا تملك من الأسلحة إلا منبر الجزيرة، كمدرسة للمشاغبين وصورة مكرورة من ظواهر الدعايات الخارجية بداية من محطة الشرق الأدنى، وآخر ما يفرزه أرشيف الدول الأجنبية التي حاربت بأساليب أكثر ذكاءً من المحطة القطرية، وسقطت بفعل تقادم معلوماتها ودسائسها»، لافتة إلى «سلاح الدسائس وتوظيف الأموال من أجل تضخيم الصورة السلبية للمملكة سبق أن جرّبته دول أكثر قوة وتأثيراً من قطر، ونحن هنا نعرف أن البعوضة تدمي مقلة الأسد، ولكنها لا تقتله، أو تزيل معالمه».

انفتاح يزعج قطر

وهاجم مغردون سعوديون إشارات «الجزيرة» لقرارات المملكة ذات البعد الاجتماعي كالسماح للمرأة بحضور احتفالات اليوم الوطني أو بقيادة السيارة، مبرزين أن القناة القطرية تتهم بلادهم بالتطرف في خطابها الإنجليزي وبالسير في طريق المجون في خطابها الموجه للعرب، وهو ما فسّره المحلل السياسي التونسي منذر ثابت بأن «خطاب الجزيرة الإنجليزي موجه لدول الغرب لتحريضها على المملكة، بينما الخطاب باللغة العربية موجه للإخوان والجماعات المتشددة ولمن تحاول استقطابهم لمشروعها، فقطر سعت منذ فترة لاختطاف الدور الروحي للمملكة، وقامت باستقطاب عدد من الدعاة السعوديين من أتباع المنهج السروري الذي يدمج بين الفكر السلفي المتشدد وفكر سيد قطب التكفيري، كما ادعى حاكم قطر السابق أنه الحفيد 13 للمصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ما دفع بأسرة آل الشيخ الى تكذيبه في بيان رسمي أوائل يونيو الماضي، وأطلقت الدوحة اسم محمد بن عبد الوهاب على أكبر مسجد في البلاد، ثم بات تنظيم الحمدين يقدم نفسه على أنه راعي السلفية وناصر الإسلام ليجعل من تلك الشعارات غطاء لدعمه للإرهاب في الدول العربية».

وأضاف ثابت، «لذلك ليس غريباً أن يستعمل تنظيم الحمدين قناة «الجزيرة» للمزايدة على المملكة في مواقفها وقرارات قيادتها». وقال إن «أي خطوة تحديثية في المملكة تسحب من يد النظام القطري ورقة طالما كان يستعملها في تشويه السعودية وخاصة في ما يتعلق بالحريات الفردية وحرية المرأة، ويقدمها للغرب دليلاً على أن المملكة تحتاج إلى تحولات كتلك التي تحدث عنها كل من حمد بن خليفة وحمد بن جاسم مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وبالمقابل فإن أي خطوة نحو المستقبل بالمملكة تستعملها قطر لتجييش المتطرفين والمتشددين».

وتأكيداً على ذلك استشهد المحلل التونسي بما بثته قناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الإنجليزية في أبريل الماضي من أكاذيب أن المملكة العربية السعودية تدعم الإرهاب.

وفي هذا الاتجاه، قال الكاتب السياسي السعودي تركي الدعجاني، إن إعلام قطر، يوحي للمسلمين غير الناطقين بالعربية بأنه لا فرق بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي. كما اعتبر المحلل السياسي السعودي بدر بن عبد الله الشهري أن الدور المشبوه الذي لعبته «الجزيرة» في إثارة الفتن الطائفية بين السُنة والشيعة في العالم العربي ودول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، من خلال الندوات والحوارات التي كانت ولا تزال تجريها، ولعبها بمشاعر السنة وإثارة حفيظة شيعة الخليج ضد إخوتهم، لم يكن ليخدم أحداً غير أعداء الأمة العربية والإسلامية، بدليل الأحداث التي شهدتها مناطق شرق السعودية والبحرين خلال السنوات الماضية، وضلوع القناة في تأجيجها.

وأشار الخبير الإعلامي د. محمد السحيم الشمري، إلى أن القناة ارتكزت في توجهاتها الإعلامية على مناصرة فئة أو طائفة ضد أخرى تحت ذريعة الرأي والرأي الآخر، وهللت بما سمي وقتها بـ«ثورات الربيع العربي» التي صنعتها أجهزة المخابرات الغربية لتفكيك العالم العربي، والسيطرة على ثرواته باسم الديمقراطية، وفقاً لما سمي بالفوضى الخلاقة التي روّجتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس في مشروعها «الشرق الأوسط الكبير»، وكانت «الجزيرة» الأداة الإعلامية الأفضل لتنفيذ هذه المخططات الغربية.

تناقض في المصطلحات

في كتاب «الجزيرة وقطر.. خطابات السياسة وسياسات الخطاب»، أبرز المحاضر والباحث الفلسطيني محمد أحمد أبو الرب أنه «أمكن القول إن تحليل الخطاب الإعلامي لا ينفصل عن البنية الجمعية التي ينتج خلالها ويصدر، خصوصاً تأثره بالأبعاد السياسية والاجتماعية والأيديولوجية، وقد يعتمد خطاب المرئي على بعض هذه الأبعاد بغية التأثير في الأبعاد الأخرى، أو استغلالها في توجيه خيارات الجمهور تجاه أحداث ومواقف يرغب الخطاب المرئي في تعميمها وتشكيل رأي عام حولها».

وبالتالي «فإن إتاحة منبر لمن لا منبر له، ليست سوى تصدير لتصور ساذج حول واقعة معينة، يراد من خلالها إثارة جمهور المرئي وإشغاله بوعي من قبل الوسيلة الإعلامية»، بحسب الباحث.

ويقدم المؤلف في سلسلة سردية من التصريحات الدالة على انسجام قناة «الجزيرة» مع الدوحة مع مصادر هذه التصريحات بالطبع، لينفي عنها صفة «الاستقلالية» التي يروّجها دائماً من قبل مريديها والعاملين فيها.

فيشير إلى تصريح حمد بن ثامر آل ثاني، الذي حدد فيه مسار قناة الجزيرة «بأنها ذاهبة في نفس اتجاه الدولة القطرية في تطورها، ومن الطبيعي أن يكون اتجاه «الجزيرة» من حيث اختيار المراسلين، أولئك الذين يأخذون باستراتيجية قطر في هذه المرحلة».

وفي استشهاد آخر على لسان ياسر أبوهلالة مدير مكتب قناة الجزيرة في حينها في الأردن، ذكر أنه لا ينكر أن «الجزيرة جزء منها تخطيط من حاكم لبناء أدوات نفوذ من خلال السيطرة على الفضاء الإعلامي، وجزء منها ضربة حظ».

وكاستشهاد أخير يدلل على أنه لا يمكن فهم قناة «الجزيرة» إلا كجزء من مشروع قطر، وليس صحيحاً اعتبارها غير ذلك، قبل الابتعاد لفصول أخرى من الكتاب.

وفي مبحث الفرق بين الجزيرة الناطقة بالعربية والإنجليزية يورد الكاتب مفارقات لافتة في الخط التحريري للقناتين الممولتين بالكامل من الحكومة القطرية، وحيث يتفق مع د.عادل إسكندر، أستاذ الإعلام في جامعة جورج تاون، في اعتبار أن القناة العربية هي «الرأي» بينما «الإنجليزية» هي «الرأي الآخر»، والدافع لهذا التصنيف هو التفاوت في خطاب القناتين.

فالجزيرة الإنجليزية، تستخدم كلمة «قتيل» فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، بينما تسوق القناة الناطقة باللغة العربية الشحنة العاطفية والأيديولوجية على الجمهور العربي عبر استخدام كلمة «شهيد».

والمثال الآخر الذي يدركه المتابع للجزيرة الإنجليزية، استخدامها مصطلح «الجدار الأمني» للذي بنته إسرائيل للسيطرة على مزيد من أراضي الفلسطينيين، بدلاً من مصطلح «جدار الفصل العنصري» المستخدم في القناة الناطقة بالعربية. أما مصطلح «قوات الاحتلال الإسرائيلي» المستخدم في العربية، فغالباً لا يستخدم في القناة الإنجليزية ويكون البديل «القوات الإسرائيلية». ومن المفارقات الأخرى بين القناتين، أن الانجليزية عينت الناطق باسم القوات الأميركية في قاعدة «العديد» جوش رشنج، مراسلاً لها.

وبعد سوقه عدداً كبيراً من الشواهد مع مصادرها، يخلص الكتاب إلى أن «ما يميز عمل كل من القناتين، أن النموذج العربي يعتمد على تصوير الأحداث بقالب عاطفي مؤدلج بما يتناسب ورغبات الجمهور العربي، ويعترف المحرر في «الجزيرة» إبراهيم هلال «أن العاطفة جزء من القصة، وأن روح الكذب الإخباري في العاطفة.

أما بالنسبة إلى القناة الناطقة بالإنجليزية فإنها تطبق النموذج الأميركي في الإعلام، حيث إن خسارة الهدوء تعني خسارة الموضوعية، وخسارة الموضوعية تعني أن النقاش وما يصدر على أنه حقائق هو توقعات».

دراسة: القناة تنشر الفتن وتؤجج الطائفية

وفق دراسة للباحث في شؤون الإعلام والكاتب الصحافي المغربي مصطفى قطبي، فإن قناة «الجزيرة» القطرية كانت قناة ناطقه باللغة العربية فقط حتى وقت قريب في كل برامجها، وهو ما يعني أن المستهدف لها هو المتلقي العربي وليس أحداً سواه، وهو ما يؤكد حقيقة أنها ليست قناة لنقل وجهة النظر العربية إلى الآخر، وليست قناة للدفاع عن الحقوق العربية أمام الآخر، بل هي قناة عربية للعرب فقط، ويبدو جلياً من نوعية البرامج التي تقدم والتي كانت تستهدف النزاعات بين الدول العربية، والخلافات داخل الدولة الواحدة بين طوائفها وعرقياتها، وحتى بين التوجهات الفكرية وبين أصحاب المواقف السياسية ضمن الدولة الواحدة، وهو الأمر الذي لم يترك أثراً إيجابياً على المواطن العربي في أية دولة كان. ثم جاء ما يسمى بالثورات العربية وكانت الطامة الكبرى حيث رأينا الحقائق تشوه والأخبار الكاذبة تنتشر والتحريض الداخلي وغياب الرؤى والحلول.

خليط مشبوه

وتشير الباحث في الدراسة إلى أن أمر قناة الجزيرة إنفضح، وأصبح أداؤها الإعلامي مثل لوحة فسيفسائية جديدة من تركيب للألوان عجيب وهجين، من التعتيم الكامل على ما يجري في بلد، إلى التشديد الكامل على ما يجري في ثان، إلى التحريض على نظام في بلد ثالث، وهكذا دواليك، والضحية في هذا كله هي الرسالة الأصل، الخبر، هكذا يتحول الخبر إلى موقف سياسي، بحجبه هنا وبتضخيمه هناك.

الكيل بمكاييل

ويؤكد الباحث أن الكيل بمكاييل أصدق وصف لـ«فلسفة قناة الجزيرة»، فهي هنا ثورية تبرز الثوريين أنفسهم وتملي عليهم الخيارات والشعارات، وتخلط بين حابلهم ونابلهم، فتستضيف منهم النبيل والنظيف، مثلما تستضيف منهم من أجمع القوم على طويل خدمته لإسرائيل، وهي محافظة ورجعية تلوذ بالصمت على شرائع القرون الوسطى، ولا ببنت شفة تنبس عما يجري وراء ستار التعتيم المطلق، وما أغنانا عن القول أن الانتهازية والنفاق جوهر أية سياسة تكيل بمكاييل: في السياسة أو في الفكر أو في الإعلام، إذ هي تفتقر إلى أي مبدأ أو وازع أخلاقي يعصمها من السقوط المعنوي وفقدان الصدقية.

نهاية التواطؤ

ويضيف قطبي: انكشفت الجزيرة، وانتهت مرحلة طويلة من التواطؤ، في التعامل مع هذه الوسيلة الإعلامية. ومع الانكشاف صار بالإمكان الإجابة عن كثير من الأسئلة التي كانت لغزاً محيراً.

والسؤال الذي يطرحه أي مواطن عربي اليوم على إعلاميي القناة، ونعرف أنه ليس بمقدورهم الإجابة عنه، هو: إلى أين تريدون الوصول بما تقومون به من تحريض على الفتنة وقتل الأبرياء، وتزييف الوقائع والافتئات على الحقيقة وفبركة الأحداث وتلفيق الاتهامات الباطلة ضد شرفاء الأمة العربية، وحماية الجماعات الإرهابية المسلحة، وتغطية جرائمها الوحشية بادعاءات كاذبة؟

مصدر معلومات

يقول مايكل وولف الإعلامي الأميركي المعروف في مقال له بعنوان «حد الجزيرة»: إن الإعلام الأميركي لديه رغبة جامحة في الجزيرة ومراسليها، لأنها تستخدم الأساليب التي يستخدمها التلفزيون الأميركي، والأهم من ذلك أن «الجزيرة» عملت كمصدر معلوماتي ثمين للأميركيين، وتفوقت في ذلك على المحطات الإعلامية الأميركية نفسها، وزودتهم بمعلومات قيمة من ساحات الحرب.

ويتابع بأن الإدارة الأميركية تطمح في أن تصبح «الجزيرة» محايدة بالمعنى الأميركي، بحيث يقتصر عملها على نقل الرؤية الأميركية للأحداث، وتعمل إدارة «الجزيرة» من أجل الوصول إلى هذه الغاية.

ويختم مايكل وولف مقاله بالقول: إن قناة «الجزيرة» في طريقها إلى أن تصبح جزءاً من ماكينة الأمركة ولا سبيل لنجاحها، إلا بتحولها إلى أداة تعمل على تحويل المشاهد العربي، بشكل مطرد، إلى مستهلك جشع ومتلق لا يفكر!

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com