الايدلوجيات في الجنوب مرسى لشلالات الدم !
بقلم/عوض كشميم
ماذا أهل الجنوب سمحوا ان تكون جغرافيتهم مسرح للدم والفوضى والانفلات الامني والاضطراابات السياسية ؟ بينما بقية الجوار بما فيه صنعاء وجوارها تعيش هدوء ولا تنقصهم الا الكهرباء !!!
هل توجد في الجنوب قوى جنوبية تتصارع على السلطة والنفوذ للسيطرة على الجنوب بجغرافيته ؟ أم أن هناك صراع لمشاريع ورؤيات وأجندات لكيفية إدارة الحكم ؟ أذا كان هناك من يقول ان مايجري في الجنوب هي أدوات لصنعاء مع حكام صنعاء الجدد على نقيض ايدلوجي مع الطرف الرئيس في صراع الجنوب القائم !!؟؟ هل يقصدون ان ادوات صنعاء ركائز ومرجعيات قيادات سياسية في حزب الاصلاح ومشائخهم ؟؟
فالواقع يقول أن هذه القيادات والمرجعيات هاربة من جغرافيا صنعاء وملاحقة وضعيفة ولو كانت مؤثرة وبيدها تحريك ادوات الجنوب لكانت استجلبتها لمواجهة الحوثيين ؟؟ اما انهم يتبعون قوات صالح او احد اركانه فاعتقد انهم لايشكلون قوة مؤثرة وان كان وجودهم ضروري فهما لدوافع الكسب للاموال وحين الجدية هربوا الى محافظاتهم ولم يبقى في المواجهة الا شباب من منشاء وتربية حضرمية صرفة فكرا ومؤسسة … هل وصل ببعض من يصرون ويتمسكون على تسويق وترويج بلا أدلة مقنعة وقرائن تثبت صحة مايروجون له بعيدا عن اعتماد العاطفة السياسية وسيلة غير منهجية ودقيقة في وصم مايحصل باطراف آخرى هي اساسا على الضد للمشروع السياسي الذي تطالب به هذه القوىوالتيارات ..؟؟
أعتقد أن الهروب من مواجهة الحقيقة وعدم الاعتراف بها لن يفيد في حل المعضلة ؟؟ من خلال رمي ثقل التهم لاطراف الخصومة السياسية مع قناعتي انه الضرورة تقتضي توفير الادلة الثبوتية بعيدا عن التحليل ..
المؤلم انه كل يوم نشاهد نزيف الدم والنعوش في مدن ومناطق الجنوب ولا نجروء على قول الحقيقة والتفاهم في وضع الحلول بالحوار بدلا عن العنف ؟؟ اذا قبلت كل للاطراف ان دوافع مايحصل الخلافات السياسية وطالما ان القضية تحركها دوافع ايدلوجية وعقائدية فأن الجميع يتحمل المسئولية لأن الجميع على روؤسهم الطير حين بداءت حواضن المدن الاجتماعية في ارجاء الجنوب تلوذ بالصمت عندما دشنت مصانع التخصيب العقائدي عملها ونشاطها وانتاجها في سنوات مبكرة والكل كان يشاهد والعالم يتحرك حولنا ونحن نغض النظر عن ماتنتجه مصانعنا المحلية وفقا للاصدارات الحديثة المشبعة بافكار لم تعد خافية على أحد ولعل اركان النظام الحاكم (الصالحي العفاشي واحلفائه القداماء ) فاعليين رئيسيين فيما يحصل بما في ذلك سركائه في المحافظات الجنوبية ومدنها الرئيسية لاسباب انهم يتحاشون قطع حجم المصالح التي كانت تتدفق عليهم من الاموال والخيرات والاسنادات وووو؟؟ مقابل الصمت وفتح البلاد وتهيئة بيئتها نفسيا واجتماعيا وسياسيا لتمدد الثرات من كتيبات الغث والسمين وبلا ترقب وتنقية من كل الشوائب ؟؟ ترك الباب على مصراعيه وراح يوضب منضومته العسكرية والامنية للشروع في تأسيس مشروع حكم الابناء ومن خلفهم وبالمقابل أمن حواضنه الاجتماعية من غزوة المد الفكري ليترح مساحات واسعة من ماكان يسمونه الجنوب الضال لاعادة بنائه عقائديا وعلى طريقة من الفكر الشيوعي الى الفكر الوهابي وكلاهما تحت ذرائع السياسة الحقيرة ؟؟
وبسبب الفقر والعوزة والحاجة المالية أستغلال لحاجة الشباب في مختلف مناطق الجنوب جؤاء استقطابهم عبر مؤسسات تارة بأسم الجمعيات وتارة تحت حجة بناء المساجد السلفية وكانت جامعة الايمان والمراكز الدعوية تشكل العمق الايدلوجي للتاهيل والتعبيئة منهجيا وفكريا ومعهد تخرج الخطباء والدعاة والمدرسين من كلا الجنسيين للشباب والفتيات وغزوا مدن الجنوب وقراءها للعمل ائمة للمساجد وزوجاتهم لا يقل دورهن التعبئوي للنساء في الريف والبادية والحواضر …
قد يقول قائل انني متحامل فكرا وضد الدين ومنهج الشريعة المحمدية _ وانا وربي العزة انني مخلصا ومحبا ومؤمنا بمافطرة عليه ديني وشريعة محمد بن عبدالله – على افضل الصلاة والسلام -قناعتي في دينا واخرة انه لا بوجد منهج وبديل عن قيمة الدين الإاسلامي منهجا وعقيدة وفكرا لكن بعيدا عن التطرفوالغلو والتفسير غير الصائب وملحقات التجديد … لاني أؤمن بالدين رسالة ايمانية اساسها العدل والمحبة والسلام.