في عدن .. ننامُ بالتقسيط !
بقلم/أحمد محمود السلامي
نعم .. ننام بالتقسيط ، نستيقظ ونصحى ..نحسب ساعات الليل دقائق وثواني .. نقسمها مابين الهم والغم ، والرضا عندما يأتي التيار الكهربائي . أصبح حلم أي مواطن بسيط في عدن هو أن ينام سبع ساعات متواصلة ! دون أن يلجأ إلى تناول أي عقاقير تساعده على النوم كما يفعل بعض المرضى وكبار السن غير آبهين لمخاطرها الصحية مستقبلاً .
هنا معظم الناس يحاولون التكيّف قدر المستطاع مع هذا الوضع المؤلم الذي حل بهم في بداية صيف نتوقع أن يكون حار جداً ، لكنهم لا يستطيعون مهما فعلوا من حلول وحيل آمنة أو غير آمنة ، لان مؤسسة الكهرباء لديها خبراء وأساتذة في العمل العشوائي والبطش بالمواطن وهي في سجالٍ دائماً معه يخسره المواطن في الليل ويصب عليهم لعناته وكلماته الساخرة علّه يخفف عن نفسه غيظ المعاناة بعد أن يفترش الشوارع والأرصفة كملاذٍ له من الحر .
في عدن سترى شبكات الأسلاك العنكبوتية السوداء تغطي واجهات العمارات والبيوت الشعبية بشكل عشوائي مزري ينذر بوقوع الكوارث والحرائق التي يستلحق الأذى بالمواطن نفسه الذي يضطر إلى تتبع التيار الكهربائي المتناوب في هذا الشارع أو ذاك لينعم بنسمة هواء أو كوب من الماء البارد أو ساعة زمن يغفو فيها وينسى همومه اليومية الكثيرة .
صحيح ان مشكلة الكهرباء أصبحت كالمرض العضال المزمن سببته و فاقمته الحكومات المتعاقبة بفسادها وسوء تنفيذها للخطط والمشاريع في كافة المجالات لاسيما قطاعي الكهرباء والمياه . حكومات لم تترك شاردة أو واردة إلا وأفسدتها .. أفسدت حياتنا كلها وصلت إلى مضاجعنا وراحتنا ، ولكن على السلطات الحالية أن تتخذ إجراءات صائبة في اتجاهها العام ولا بأس من الحلول الإسعافية و الشحت من هذه الدولة أو تلك (لصالح المواطن طبعاً) وعليها أن تتخذ حزمة من الإجراءات تحد اولاً من تدهور خدمات الكهرباء في عدن (وقف النزيف) حتى تستطيع معالجة المشكلة خطوة خطوة .
المواطن دون شك سيتعاون وسيفي بالتزاماته إذا لمس تحسناً وانضباطاً قد طرأ على خدمات الكهرباء وان المستقبل سيكون أفضل .. لا يريد أن ينام ليلهُ بالتقسيط أو لا ينامه كله ! والله ان هذا ظلم ، ظلم .