الجيش الغائب يخدم المتشددون في وادي حضرموت!!

تقرير: صالح المحوري

الإرهاب يضرب وادي حضرموت!

الجيش الغائب يخدم المتشددون في وادي حضرموت!!

تنظيم القاعدة يسعى لإيجاد مركز نفوذ في الوادي!!

تعود المحافظة النفطية الأكبر جنوبي شرق البلاد إلى الواجهة مجددًا لكن هذه المرة من البوابة الأمنية التي شهدت عمليات اغتيال منفصلة استهدفت قادة عسكريين وأمنيين ومجندين من قوات النخبة الحضرمية المدعومة من أبوظبي في الوادي الشهير شرقي وشمالي شرق المحافظة الإستراتيجية.

كان مسلحون متشددون يعتقد أنهم على صلة بفرع التنظيم الجهادي في جزيرة العرب،قادوا عمليات منظمة طالت قيادات ومجندين في القوة الأمنية المدعومة الإماراتية ما أثار مخاوف السكان المحليون بعدما تصاعدت عمليات التنظيم بشكل لافت مؤخرًا.

قادت الحكومة المحلية في حضرموت وهي ثاني كبرى مدن جنوبي اليمن،حملة نجاح لافت في الخدمات والأمن وأستطاعت ضبط زمام الإدارة المحلية في المدينة الكبيرة في مشهد مُغاير للوضع الدائر أقصى جنوبي البلاد في مدينة عدن الساحلية التي باتت منذ عامين عاصمة مؤقتة للبلاد.

عزز النجاح الإداري البارز في المحافظة حينها الحديث عن محاولات إستقلال سياسي وإداري ناعم للمحافظة عن الإطار العام جنوبًا وعلى الصعيد العام يمنيًا على حد سواء بدعم مباشر من التحالف الذي تقوده الرياض لكن الأخير وهو الذي يشكل مركز ثقل هناك أبدى مرونة في التعامل مع المطالب الموحّدة للسكان المحليون وسياسيي المحافظة لكن التحالف الداعم للشرعية اليمنية لم يصدر خطوة سياسية داعمة لهذا الحديث حتى اللحظة.

ظل الإستقرار في الخدمات وسريان العملية التنموية بشكل متناسق مع التقدم اللافت في الأمن توازيًا،عامل مشجّع للتحالف العربي لمضاعفة الدعم سعيًا لإنجاز إستقلال إقتصادي في المرحلة الأولى لكن الإضطراب الأمني عاد مجددًا في المحافظة التي مالبث إن تعافت من سيطرة دامت عامين لتنظيم القاعدة.

قبل ما يقارب العام بدئت سلسلة الإغتيالات تحديدًا في مدن وادي حضرموت ما أعاد الحديث عن المخاوف من سيطرة تدريجية لبعض الفصائل الجهادية في الجزيرة العربية لكن التحرك الأمني كان فاعلًا بالتوازي وأحدث توازنًا في صراع الفعل وردة الفعل قبل ان تنجز قوات النخبة الحضرمية نجاحًا أمنيًا أفضى في النهاية القبض على عناصر متطرفة كان تنتوي القيام بهجمات ضد القوات الحكومية المنتشرة هناك وأفصحت أيضًا عن أبرز مراكز القيادة في مديريتي دوعن والضليعة التي نالت نصيبًا من عمليات التنظيم المتطرف.

لم تكن تلك العمليات في وادي حضرموت الأولى من نوعها في المحافظة أو الأكثر فداحة وكلفة،إذ ان التنظيم المتطرف نفذ عمليات استهدفت مراكز عسكرية في عاصمة المحافظة ومدن مجاورة لها لكن تتابع عمليات الفصيل المتشدد في المحافظة ينذر بمحاولات حثيثة لإبراز الوجود في المكان ذاته خصوصًا وان 90%الهجمات التي قتلت قادة عسكريين وأمنيين نُفذت في النطاق الجغرافي لوادي حضرموت.

القاعدة تضرب في وادي حضرموت لماذا؟ وما السبب؟

مسلحون مجهولون لم تعرف هويتهم بعد، يقودون دراجات نارية نفذوا عمليات إغتيال طالت قيادات عسكرية ومدنية وضباط ومجندين في قوات النخبة الحضرمية وبات هذا الوضع حاضرًا على الأقل كل يومين أو ثلاثة أيام لكن التصاعد اللافت في عمليات الإغتيال ينذر بخطر قادم مالم يشهد الوضع الأمني تصحيحًا من السلطات الرسمية.

بلغت عمليات الإغتيال في الوادي الشهير ما يقارب ال50 بحسب إحصائيات لكن حتى الآن لايوجد رقم ثابت لقائمةالضحايا التي يقول السكان المحليون أنها سترتفع في ظل غياب فاعلية الدور الأمني للسلطات المركزية في المكلا التي قالوا أنها تراقب الوضع وتعي الذي يحصل لكنها لم تتحرك حتى اللحظة.

حوالي12 عملية إغتيال نُفذت خلال أقل من نصف شهر آخرها عمليتان منفصلتان قتلتا ضابطًا في قوات النخبة في المدينة التاريخية شبام، ومجند في قوات النخبة الحضرمية.

هذا الأول هو شقيق مدير عام مديرية شبام حضرموت الذي كان نجى من محاولة إغتيال مُماثلة قبل نصف عام.

هذا رقم مروع لمواطني المدن التابعة لوادي حضرموت ويبرز هشاشة الحكومية المنتشرة هناك رغم كثافتها وهي التي تتبع المنطقة العسكرية الأولى الواقعة في مديرية سيئون القريبة من المكان.

مدن وادي حضرموت تقع في النطاق العسكري التابع للمنطقة العسكرية الأولى ووجود تلك القوات التي تضم أفرادًا من خارج الإطار الجغرافي للمنطقة أوجد حالة من غياب الثقة بين السكان المحليون وجنود الجيش الحكومي،بحسب سكان محليون ومراقبون بقاء قوات المنطقة العسكرية في وادي حضرموت لم يعد صحيًا وملائمًا لبقائها حيث يغيب التعاون بينها وبين مواطني الوادي وبالمقابل تحضر بعض الأحداث القديمة في إذهان السكان المحليون حينما كانت تلك القوات على إرتباط بمركز الحكم التقليدي شمالًا لكن متابعون يعتقدون إن العلاقة لازآلت جيدة بين بعض مراكز النفوذ شمالًا مع عديد قيادات عسكرية في المنطقة الأولى وبواسطة بعض الوكلاء المحليين وان تغيرت قليلًا ميازين القوى صوب أطراف نافذة في الشرعية هذه المرة.

يرغب تنظيم القاعدة في إيجاد مركز بديل بعدما خسر الموقع المهم في عاصمة المحافظة قبل حوالي عامين حينما كان يفرض سيطرته المطلقة هناك ويعتقد متابعون مهتمون إن التنظيم المتشدد أستغل إنفلات المؤسسة العسكرية هناك وتمدد العشوائية التي لاتزال محتفظة بتأثير المركز التقليدي السابق وهو ما أوجد برأيهم عامل إسناد في التمدد هناك بعدما بدأ ان ثمة نقاط إلتقاء ألتئمت بين الفريقين.

في وادي حضرموت ينخفض التحرك الرسمي كلما ابتعدت رويدًا من مركز المحافظة المكلا وفي الأخيرة يحضر الوجود الرسمي بقوة عبر السلطات الرسمية وثقل التحالف العربي اللذات يبدوان غائبين تمامًا في الوادي الزراعي الشهير.

هذا الغياب للمؤسسة الرسمية لحكومة المحافظة المحلية يضاف إليها غياب الحكومة اليمنية والتحالف العربي جعل منطقة الوادي منعزلة قليلًا عن المحافظة على الأقل من الناحية العسكرية والأمنية وأحدث إختراق ناجح لبعض الفصائل المتشددة مع حضور الجيش الحكومي الذي لم يحرك ساكنًا إزاء ما يعتمل ويتهم السكان المحليون هذا الأخير بالإرتباط بتنظيم القاعدة.

يحاول تنظيم القاعدة إيجاد ثغرة في وادي حضرموت تجعله يشكل قوة ترهيب بعد سلسلة من عمليات الإغتيال ليظل قويًا عبر الطريق الممتد إلى شبوة حيث يحضر التنظيم في مواقع متفرقة هناك وهذا يندرج في الهدف العام للتنظيم وهو إيجاد فرصة لخلق إستفزاز للسلطات الرسمية في محافظتي حضرموت وشبوة وهذا يعده مراقبون ورقة ضغط تستخدمها بعض القوى النافذة في المشهد شمالًا عبر فتح جبهة صراع مستعر تخفف الضغط عن الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق/علي عبدالله صالح.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com