مسلسل درامي يحاكي الأيام الأخيرة للإحتلال البريطاني في عدن
أشرف خليفة- إرم نيوز
تعتزم هيئة الإذاعة البريطانية الـ (BBC) في شهر مارس/ آذار من العام المقبل، عرض مسلسل مكون من 6 حلقات، يُحاكي الفترة الأخيرة التي سبقت خروج بريطانيا من مدينة عدن جنوبي اليمن في العام 1976 من القرن الماضي.
واقتبست أحداث المسلسل من قصة حقيقية وواقعية، عايشها مؤلف المسلسل بيتر موفات، الذي أقام إبان تلك الفترة في عدن برفقة والديه، كونهما كانا يؤديان الخدمة العسكرية في القوات البريطانية.
ويشارك في المسلسل مجموعة من الممثلين العرب، حيث سيقومون بتأدية دور أهالي عدن، ولعدم إتقان ممثلي دور الأهالي للّهجة العدنية، استعان القائمون على العمل بأشخاص من أبناء عدن.
ويخوض مؤدّو الدبلجة الصوتية بلهجة أبناء عدن، هذه التجربة لأول مرة في حياتهم، فهم يعملون في مجالات متخصصة مختلفة، إلا أن إتقانهم للغة الإنجليزية، وتمكنهم طبيعياً من التحدث بلهجة أبناء عدن، من أسباب اختيارهم لأداء هذا الدور.
“إرم نيوز” التقت منسق عمل الفريق العدني، وأحد المشاركين في الدبلجة الصوتية، للحديث عن تفاصيل العمل الدرامي الذي يعد الأول من نوعه، والذي يتحدث عن تواجد الاحتلال البريطاني في الجنوب عموماً وعدن على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الحديث عن التجربة التي خاضها فريق الدبلجة.
حيث يقول بلال غلام، وهو باحث وكاتب متخصص في تاريخ عدن المعاصر: “كان لنا شرف المشاركة بالدبلجة إلى اللكنة العدنية الدارجة لأصوات الممثلين العرب في المسلسل الإنجليزي”. مضيفاً، أن “المسلسل يتكون من 6 حلقات، وسيعرض على قناة الـ(بي بي سي) في شهر مارس/ آذار من العام المقبل، ويتحدث عن الفترة الأخيرة لخروج بريطانيا من عدن في العام 1967، والأحداث التي سبقت خروجها”.
ويشير غلام إلى أنه: “تم تصوير المسلسل، في دولة جنوب أفريقيا، بعد أن تم تصميم مدينة مصغرة تشبه إلى حد ما مدينة عدن وضواحيها”.
وعن كيفية اختيارهم للقيام بهذا الدور، قال بلال غلام: “تم التواصل معي عبر جمعية الصداقة اليمنية البريطانية بعدما تم تعريفهم بي، وبعدها أصبحت منسق فريق العمل العدني مع شركة الصوتيات والدبلجة، وكانوا على تواصل دائم معي طوال فترة التسجيل”.
وأضاف: “الفريق العدني تكون من 4 شباب، و3 فتيات، و5 أطفال، وجميعهم من عدن، وقمت باختيارهم كونهم من عدن، ويتحدثون اللكنة العدنية، بالإضافة إلى أنهم يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل جيد، مما سهل لنا التعامل مع طاقم العمل البريطاني، ومعرفة ماذا يريدون منا أن نعمل بالضبط”.
عن التجربة الأولى التي خاضوها في هذا العمل، أفاد غلام: “طبعاً لأول مرة نخوض هذه التجربة في حياتنا، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، ولكنها تجربة متعبة جداً من حيث إعادة دبلجة المقاطع لعدة مرات، حتى تتوافق مع حركة أفواه حديث الممثلين، وهذا كان الجزء الأصعب”.
وتابع حديثه بقوله: “قبل البدء في غمار العمل، تم تخصيص مدربين لنا في مجال الدبلجة الصوتية، وقاموا بمنحنا دروسًا مكثفة وشروحات مفصلة عن أساسيات مجال الدبلجة، وأثناء العمل كانوا يقومون بتوجيهنا بشكل مستمر حتى يخرج العمل متكاملًا، وفي أجمل صورة”.
يُشار إلى أن المسلسل يحمل عنوان “الموقع الأخير”، وتستمر مدة عرض كل حلقة منه لساعة كاملة، والعمل من بطولة كل من: جيرمي جونس، جيسي باكلي، ستيفن كامبل مور، وجيسيكا رين، وهو من تأليف بيتر موفات ومايك كولينز، ومن إخراج جوني كامبل، وميراندا باون.
يذكر أن الاحتلال البريطاني لمدينة عدن وجنوب اليمن استمر لـ128 عاماً، وتحديداً خلال الفترة من 19 يناير/ كانون الثاني العام 1839، وحتى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1967.