التف الاولاد حول والدهم يحاولون اقناعه شراء أضحية العيد مثل باقي الجيران أو مثل بعضهم الذين بادروا بشراء أضحية العيد واعتنوا أن يكون مشتمل على كل مواصفات الاضحية الشرعية ، فالأضحية واجب على المستطيع ويجب أن تكون مشتملة على الشروط الشرعية للأضحية من حيث السن وخلوها من العاهات والامراض فهي قربة يتقرب بها العبد إلى ربه مرة في السنة وبجب ان تكون كاملة الاوصاف الشرعية التي يرتضيها رب العباد ، والرؤوف بعبادة لم يجعلها واجبة على كل العباد وإنما القادر والمستطيع أما من عجز فلا شيئا عليه 0
اما صاحبنا ابو الاولاد مورط لا يستطيع شراء الأضحية لان راتبه يكاد يفي بديون صاحب البقالة وكشك الخضار وأما الكسوة قد أخذها من أم فؤاد بالتقسيط وفي نفس الوقت ما يقدر يكسر بخاطر الاولاد وأم الاولاد قدها صابرة طول السنة على صانونة الباغة او صانونة الهواء0 ( إدام الخضار فقط) 0
أبو الاولاد ما قصر شل ما تبقى من ذهب زوجته وراح يرهنه عند الجارة أم فؤاد وخرج بعشرين الف ريال لكن ايش تسوي العشرين الف ريال صاحبنا ما ضحى من أكثر من عشرين سنة 0
صاحبنا أبو العيال شل الاولاد يشتي يفرحهم إلى حراج المواشي ودخل وهو مبسوط الجيب عامر بعشرين الف ريال والعيال في قمة النشوة والفرحة لانهم بايشتروا كبش العيد وما أن وصل بوابة الحراج إلا والدلالين التفوا حول صاحبنا هذا يشده يمين وهذا يشده يسار هذا يقول له اعطيك من مواشي مجلب لوذر وهذا يرغبه بمواشي الحبيلين وهذا بمواشي طور الباحة وأخر يدله على مواشي تهامة او مواشي صومالي ( بربري )وصاحب العيال يقول في نفسه وانا ما لي من اصلها ومرعاها ليش انا بد خل معها نسب أنا اشتي لحمة عيد وكبش يفرح العيال 0
الاخ صاحب العيال يطلب من دلال المواشي ينقي له كبش مكتمل الشروط الشرعية في الاضحية لان في جيبه عشرين ألف ريال ربطة واحدة رهن ذهب أم العيال والدلال ما يرجع حد يتشرط ، يعرض الدلال على أبو العيال كبش مرعى لودر بمائة الف ريال وكبش مرعى الحبيلين بثمانين ألف ريال وكبش وارد تهامة بستين ألف ريال أما الكبش الصومالي ( بربري) بخمسة وأربعين ألف ريال أخونا أبو العيال ما عاد قدر يخرج نفس ينظر إلى العيال وعيناه تتخبط في السوق يدور فين طريق الباب والدلال يحاول إقناعه يشل تربية لودر لأنه أفضل الجميع والعيال تشده من الطرف الثاني يا أبي اشترِ والجماعة مش دارين إن أبوهم ما فيش معه بنزين المراعي الذي تربت فيه هذه المواشي0
أبو العيال احتال على العيال والدلال وخرج الجوال يتكلم مع نفسه يوهمهم أنه اتصال وأن الكبش قده تحت يده جاء من البلاد بأرخص الاثمان ولا بيوصل إلا يوم العيد مذبوح جاهز للطباخة وخرج أبو العيال من مأزق حراج المواشي وهو يفكر بأنه يوم العيد بيروح يشتري ثلاثة كيلو لحم مع الرأس والكراعين وبيدلس على العيال وأمهم أنه ذبح الكبش وكفى الله المؤمنين القتال0