حقائق وأساطير حول عمليات زراعة رقائق إلكترونية في أجسادنا
المشهد الجنوبي الاول|منوعات
لا تخلو عمليات زرع الرقائق الإلكترونية – التي توفرها بعض الشركات الآن لموظفيها – من مخاطر، لكنها ليست كتلك العمليات التي يمكن أن تتبادر إلى ذهنك.
لا يكاد المرء يلمح النتوء الصغير الموجود على ظهر إحدى يديّ ديف ويليامز. وللوهلة الأولى، قد لا يلحظ غالبية من يرونه ذلك الانتفاخ الذي لا يتجاوز حجمه حجم حبة الأرز، بين إبهامه وسبابته. ولا يبدو للعيان أن ثمة شيئاً غير مألوف يكمن في يد هذا الرجل سوى عندما يفتح الباب بمجرد تمرير راحة اليد أمامه.
تحت جلد ويليامز (33 عاماً) زُرِعت رقاقة شديدة الصغر، عبارة عن دائرة إلكترونية موضوعة داخل كبسولة زجاجية على شكل حبة دواء، وهي رقاقة تبدو أقرب في وظيفتها إلى بطاقة ائتمان تعمل باللمس، ولا يحتاج صاحبها إلى أن يُدخل كلمة سر.
ويعمل ويليامز مهندساً للنظم في شركة “موزيلا” للبرمجيات، وهو واحد من بين عددٍ متزايد ممن يمكن أن نُطلق عليهم اسم “المتلاعبون في صفاتهم البيولوجية باستخدام التكنولوجيا”، وهم من يختارون تعزيز قدراتهم الجسدية بوسائل تقنية متقدمة.
وفي حالتنا هذه، اختار ويليامز أن يزرع في يده – وبدافع الفضول – رقاقة لتحديد الهوية باستخدام موجات الراديو تُعرف علمياً باسم “آر إف آي دي”.
وبفضل هذه الخطوة، تحول هذا الرجل فعلياً إلى بطاقة ذكية متحركة تعمل باللمس. وبوسع ويليامز من خلال تسجيل هذه البطاقة على مجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية، استخدامها لأداء وظائف بعينها مثل نقل التفاصيل الخاصة به وبرقم هاتفه وبريده الإلكتروني إلى الهاتف المحمول الخاص بأحد أصدقائه.
مستوى مختلف من الراحة
ولهذه البطاقة فوائد جمة بالنسبة لـ”ويليامز” الذي يعترف بأنه صاحب أسوأ ذاكرة في العالم. فلديه الآن – على الدوام – أداة إلكترونية تمكنه من فتح الأبواب والدخول على حاسبه الآلي المشفر، دون وجود أدنى احتمال لأن يتركها في مكانٍ ما أو ينساها في المنزل على سبيل المثال.
وبنظر هذا الرجل، يبدو الأمر مسلياً ولطيفاً حينما يتمكن من نقل بياناته إلى صديقٍ- كما أسلفنا سابقاً – بمجرد لمس هاتف هذه الصديق بيده.