عدن بين زمان والآن .. قف لو سمحت

 بقلم/علي بن شنظور

قال الشاعر وهو يتغنى بعدن أيام زمان قبل عام67م.. حينما كانت اليمن والجنوب قرى لأتعرف الكهرباء ولا الشوارع الجميلة كشارع المعلا. الذي أبدع في بنائه المهندس المعماري وفشلوا في أن يبنوا شبيه له خلال 50 عام..ِ

عدن المرسى العالمي الذي بات ينقرض, وعدن البساطة والمدنيّة التي اختفت, واستبدلها حمران العيون كما يقولون عليهم…بالفوضى منذ حرب 94 م.. ونحن حتى اليوم في تراجع مخيف جدا.. انتشرت ثقافة القبيلة بصورتها السلبية وليس الحضارية.. وحل السلاح حتى بين من لا ينتمون للقبائل من أبناء عدن محل النظام والقانون..

وإذا انتقد أحد الظواهر السلبية المنتشرة. تصدى له بعض من لا يجعلون فرقاً بين ينتقد الظواهر بهدف تصحيحها, وبين النقد من أجل التشهير والانتقاص من دور الآخر.!

قال الشاعر أيام زمان..

عدن عدن ياليت عدن مسير يوم.

 شاسير به ساعة ماشرقد النوم..

وكان الناس حينها يسيرون مشياً على الأقدام أو فوق الجمال.. يمضون أيام لكي ينالوا من تجارتها قبل أن يجور عليها الزمن وتصبح منطقة للصراع والاطماع.

فقبل أيام اخرجت راسي من الشباك لا سمع قوارح البنادق وهي تتبادل في الشارع.. فإذا بهم يتقاسمون الشارع اراضي سكنية…!بعد ان نفذت المساحات العشوائية.. والعجب العجاب.. أن بعضهم يقول لجاره سنترك لك أمتار عند بيتك للدخول والخروج بحسب النظام المعمول به..!!!

 فاي نظام يتحدثون عنه. وهم يبسطون على المتنفسات والشوارع.؟  وبعضهم يصنع ذلك بحماية رسمية من رجال يزعمون انهم في المقاومة الجنوبية بهدف التشويه بها أو انه صحيح.

انها حالة عبثية تتطلب وقفة جادة من الجميع, ومن السلطة التي تمتلك القرار والقوة.. فعدن بحاجة لمن ينتشلها من وضعها, وفق خطط عمل مدروسة وشاملة وبتعاون من الجميع ,حتى لا نستمر بتحميل السلطة المسؤولية ونحن كشعب نساهم في التخريب والعبث بالمدنية..

الرئيس والمحافظ وقائد الأمن والقاضي بعدن. عليهم مسؤولية وواجب لحماية عدن من العبث. وهذا لا ننكره.. لكن بالمقابل أين مسؤوليتنا كشعب ونخب تنتقد كل يوم ويمارس بعضنا سلوك مغاير لما يطالب به..؟!

فتجد البعض لا يهتم بإغلاق مكيفاته وانوار بيته, ويتركها ليل نهار شغاله حتى لو كان خارج البيت..

 بحجة ان الكهرباء تنطفي لساعات لتعويض الفاقد..!

ولكن الحقيقة أنه لاشعور بالمسؤولية, لان العابث بالكهرباء ربما لايهمه دفع فواتير الكهرباء أو موصل من خارج العداد عشوائي..

لو ادرك كل واحد منا المسؤولية لاقتصد

بالكهرباء وحافظ على نظافة أمام منزله ولم يرمي القمامة خارج المكان المخصص لها.. ولساهمنا في الحد من الخراب الحاصل.. فعدن تنتظر من الجميع العمل بجد وليس التنظير, والخلافات والخطابات, وليساهم كل فرد منا ولو بالكلمة الناصحة بغض النظر عن من يحكم فيها…هادي أو المفلحي..أو الزُبيدي.. أو ابن علوان. المهم من يعمل للصالح العام الناس سوف تحترمه.

لأننا هرمنا من الوعود والحروب العبثية.

والله الموفق.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com