مجلة أمريكية: لماذا لا تتم الإشادة بدحر الإمارات لتنظيم القاعدة في اليمن؟
المشهد الجنوبي الأول/أرم
أكدت مجلة “بوليتكو” الأمريكية، المهتمة بالدراسات والشؤون السياسية، أن الآثار المترتبة على العملية الإماراتية في اليمن كبيرة للغاية، لأنها تظهر القدرة العسكرية والاستعداد للتحرك ضد الإرهابيين، وهو ما ينبغي أن يصبح نموذجًا تنتهجه الدول الأخرى في المنطقة.
وأضافت، في مقال تحليلي لنائب مدير المخابرات المركزية السابق “مايكل موريل”، أن ما تقوم به الإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط، تحت راية التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، هو شيء هام وإيجابي لا يعلم عنه شيئًا معظم الأمريكيين، بعدما وجهت ضربة عسكرية موجعة ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
واستهل نائب مدير المخابرات المركزية السابق، مقاله بالإشارة إلى أن الإعلام الغربي دائمًا ما يشير إلى دول الخليج السنية، بأنها دائمًا ما تتجنب قتال الإرهابيين والمتطرفين في الشرق الأوسط، لعدم قدرتهم على مواجهتهم أو التعامل معهم، إلا إن العمليات العسكرية التي تشنها الإمارات العربية المتحدة في اليمن، أثبتت عدم صحة تلك التلميحات.
وأشار، إلى أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل تهديدًا ضد الولايات المتحدة، فقد أثبتت التحقيقات أن الهجمات الإرهابية الثلاث، التي تعرضت لها الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، يقف وراءها تنظيم القاعدة، ففي 25 ديسمبر 2009 حاولت القاعدة إسقاط طائرة متجة إلى ديترويت، والمعروف صاحبها باسم “مفجر الملابس الداخلية”.
وفي العام 2010، تعرضت طائرة شحن أمريكية قادمة من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، لعملية إرهابية، بعدما تم إخفاء القنابل في خراطيش الطابعة، وفي العام 2011 حاول التنظيم إسقاط طائرة مدنية متجهة إلى الولايات المتحدة باستخدام سترة ناسفة لا تحتوي على أي أجهزة معدنية.
ونوه الكاتب، إلى أن تلك الهجمات الإرهابية، نتجت عن الملاذ الآمن، الذي يتمتع به التنظيم في جزيرة العرب في اليمن، إلا أنه في العام 2012 و2013، وفي ظل العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة اليمنية وفي ظل عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، تمكنت من القضاء على الملاذ الآمن الذي يتمتع به التنظيم في الجزيرة، والقضاء على العديد من زعماء القاعدة في جزيرة العرب.
ضربة موجعة
واستطرد مايكل موريل، قائلا إن الحرب الأهلية التي اشتعلت عام 2014 في اليمن، خلقت فراغًا في السلطة، ما اسهم في إحياء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مرة أخرى، والذي تمكن في وقت مبكر من العام الماضي من الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي، وتجنيد الآلاف، وحصل على مزيد من الأسلحة، وعزز من إيراداته الجديدة.
ونوه، إلى أن التحالف العربي حول انتباهه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، إلى التهديد المتزايد من قبل القاعدة في جزيرة العرب، والتي بلغت ذروتها في الشهر الماضي.
ولفت، إلى نجاح الجيش الإماراتي بدعم من الجيش اليمني والقبائل اليمنية، في تحقيق تقدم على حساب تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أدت إلى طرده من أحد معاقله، ومقتل المئات من عناصره.
وأكد مايكل موريل، أن تلك المدينة كانت لتصبح إمارة إسلامية للقاعدة في اليمن، وخسارتها للمدينة تعد ضربة موجعة للقاعدة في جزيرة العرب، وهو ما يعادل فقدان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” للموصل أو الرقة.
وشدد نائب مدير المخابرات المركزية الأمريكية، على أن التحالف يبدأ حاليًا شن عمليات للتأكد من أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لن يستطيع العودة ليفكر في السيطرة على نظام الحكم في اليمن.
إشادة بالجيش الإماراتي
وقال مايكل موريل، إن هزيمة القاعدة هي في مصلحة السعوديين والإماراتيين، لأن البلدين هما الأهداف الرئيسة للقاعدة في المنطقة، إلا إن هزيمتها أيضًا هي في صالح الأمن القومي للولايات المتحدة، حيث إن الولايات المتحدة هي الهدف الرئيس للقاعدة خارج المنطقة.
وأكد موريل، أن الآثار المترتبة على العملية الإماراتية كبيرة، لأنه يظهر القدرة العسكرية والاستعداد للتحرك ضد الإرهابيين، وهو ما ينبغي أن يصبح نموذجًا تنتهجه الدول الأخرى في المنطقة.
ولفت نائب مدير المخابرات الأمريكية السابق في ختام المقال، إلى أن الولايات المتحدة عليها أن تقدم الدعم والمساعدات الملموسة والتصريحات العلنية لذلك النهج، الذي تتبعه الإمارات العربية المتحدة في تعاملها مع الإرهابيين، بما في ذلك تنظيم داعش، بالإضافة إلى تدريب القوى السنية المحلية لمساعدتهم على الانخراط في المعارك ضد الإرهابيين، ومساعدتهم بالقوة العسكرية أيضا عند الضرورة.