مصدر مصري: القاهرة رفضت طلبا للرياض بإرسال قوات برية إلى اليمن.. ونستغرب توقيت التصريحات
المشهد الجنوبي الأول | متابعات خاصة
فى مصدر مصرى مطلع، ما ذكره اللواء أحمد عسيرى، المتحدث باسم قوات التحالف الذى تقوده السعودية فى اليمن، عن أن مصر عرضت فى السابق على السعودية والتحالف إرسال 40 ألف جندى من قواتها البرية إلى اليمن، مشددا على أن «هذا الأمر لم يحدث إطلاقا».
كان عسيرى قال فى مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية، مساء الأحد الماضى، إن «الرئيس عبدالفتاح السيسى عرض على الحكومة السعودية وعلى التحالف أن تضع الحكومة المصرية قوات على الأرض، كنا نتكلم عن حجم يتراوح بين 30 ألفا و40 ألف جندى كقوة برية».
وأضاف عسيرى أن منهجية العمل فى اليمن تؤكد عدم دخول أى قوات برية غير يمنية على الأرض اليمنية، منوها بأن مصر تشارك من خلال قوات جوية وبحرية على الحدود.
وقال مصدر مصرى مطلع فضل عدم ذكر اسمه فى تصريحات لـ«الشروق»، إن ما تردد على لسان عسيرى «لم يحدث نهائيا».
وأضاف أن السعودية طلبت من مصر فى وقت سابق إرسال قوات برية لكننا رفضنا ذلك الأمر نهائيا، وهذا هو أحد الأسباب الأساسية للخلاف بين الدولتين خلال الفترة الماضية. وأشار المصدر إلى أن مصر رفضت نهائيا إرسال قوات برية للمشاركة فى حرب اليمن، لأن هذا البلد العربى غير آمن لنزول قوات برية، مع توقع وجود خسائر فادحة فى الأرواح مع هذا الخيار.
وأضاف المصدر أن إرسال أى جندى خارج البلاد يستلزم موافقة مجلس الدفاع الوطنى ومجلس الوزراء ثم موافقة مجلس النواب المصرى.
ورجح المصدر أن يكون المتحدث باسم قوات التحالف العربى قد خانه اللفظ والتعبير، شارحا أنه فى وقت التفاوض على إعلان القوات العربية المشتركة، كانت مصر ستشارك بقوات سواء برية وجوية وبحرية، لكنها لم تعرض نهائيا على قوات التحالف مشاركة قوات برية فى الحرب داخل اليمن.
وأوضح المصدر أن مجلس الدفاع الوطنى عندما قرر الموافقة على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية فى مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومى المصرى والعربى فى منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك إعمالا للمادة 152 من الدستور، التى تشترط أخذ رأى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وموافقة كل من مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطنى، على إرسال قوات فى مهمة قتالية خارج حدود الدولة ــ كانت الموافقة على مشاركة قوات جوية وبحرية فقط ولم تكن قوات برية.
وأبدى مصدر مطلع آخر دهشته من تصريحات العسيرى الأخيرة، خصوصا من جهة توقيتها، بعد أن التقى الرئيس السيسى مع الملك سلمان فى البحر الميت قبل أيام، وزيارته المتوقعة للرياض قريبا، فى إطار تصفية الخلافات بين البلدين والتى تراكمت فى الشهور الأخيرة على خلفية ملفات أخرى كثيرة منها جزيرتا تيران وصنافير، والأزمة السورية، ودور الإسلام السياسى فى المنطقة.