كيف إعاد (فيس بوك) أسرة حضرمية نزحت إلى الصومال؟
المشهد الجنوبي الاول|حضرموت
لم يدر بخلد الفتاة الحضرمية سلوى العمودي (18عاماً) أن تكون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، هي الملاذ الأخير لمحنتها، وأن تجمعها مجدداً مع أسرتها التي تشتت بين الصومال ومدينة المكلا في حضرموت جنوب شرق اليمن، بعد اندلاع الحرب في المدينة مطلع العام 2015.
ففي أبريل الجاري استقلت والدة سلوى وأشقاؤها مركباً بحرياً واتجهوا للصومال، بعد سيطرة تنظيم «القاعدة» على مدينة المكلا، وبقي النزوح هو الخيار الآمن لتلك الأسرة، فيما ظلت الفتاة في المدينة لإتمام امتحاناتها.
وبعد أشهر، كانت الأم وأبناؤها يعيشون في ظل ظروف حرجة بالصومال، وساءت حالتهم المعيشية والمالية وعلى بُعد آلاف الأميال منها، عملت الابنة سلوى في المنازل لتعيل نفسها، وبعد أن ضاق الحال بالطرفين، قررت الوالدة العودة لمنزلها في المكلا، لكن تكاليف السفر التي وصلت لـ2400 دولار منعت ذلك.
واضطرت سلوى إلى العمل بشكل مكثف ولم تحصل المبلغ المطلوب لكن إحدى صديقاتها طرحت عليها فكرة أن تعرض قصتها على مدون يُدعى سالم باراس سخّر صفحته التي حملت اسمه على موقع «فيسبوك»، لمساعدة الناس، وبعد أيام من ذلك كانت الفتاة اليمنية تحتضن والدتها في أول رحلة آتية من الصومال.
ووصلت التبرعات لصفحة باراس إلى نحو 70 مليون ريال أي ما يعادل ( 280 ألف دولار، وهي تكفل 18 أسرة من الأيتام، و12 طالباً بينهم جامعيون، والفطور الصباحي لعدد من المدارس، كما ساهمت في إيواء نازحين جراء الحرب، والكوارث الطبيعية.