أطفال المقابر في عدن .. منسيون.. بين تلابييب التهميش والفقر والتسييب وخطر الضياع
المشهد الجنوبي الأول/محمد مساعد صالح
حقيقة مؤلمة،تلك التي يعيشها عشرات الأطفال في أحد أحياء عدن..
لا تستطيع أن تحبس دموعك وأنت تتابع مسيرة حياتهم،يجتاحك الألم دونما أستئذان ، ويرسم شظف عيشهم وقسوته الحزن على محياك، فلا تقوى ابتسامتك الصمود وأنت ترى أطفال توأد براءة طفولتهم مع بقائهم على قيد الحياة.
*مبادرة روح للأعمال الإنسانية تبادر
تصف رئيسة مبادرة روح للأعمال الإنسانية رويدا عدنان وهي اخصائية اجتماعية واقع أطفال المقابر عقب نزول ميداني استطلعت وفريق مبادرة روح واقع الأطفال في المقابر وفي الأسرة..
تقول رويدا عدنان :
إنها الطفولة المنسية..إنهم مهمشين ..!
ضروفهم تعدت خط الفقر بكثير وأسرهم فقيرة يسكنون في مقابر تختلف عن مقابر الأموات انها فوق سطح الأرض وتبنى من الخيام وبعض المخلفات كالكراتيين والستائر و بينها بعض المساكن بنيت من البردين، ويمكن وصفها ككل انها متهاوية،،
وتختلف ايضا مساكنهم التي يعيشون فيها عن تلك التي يقضي فيها الأطفال ساعات طويلة انهم يقضون ليلهم مع اسرهم في عداد الاحياء،ونهارهم بمقابر الأموات.. .
ايضا تجد انهم يعيشون في غرفه تبدو مثل الصندقة وفي حالة ازدحام
ولا وجود للحمامات في مكان اقامتهم..
الأطفال لا ينفكون من حياة مقابرهم بين أسرهم الى حياة أخرى، فالمقابر هي حياتهم في لباسهم ومعاشهم .. مدفونون فيها مع ايقاف التنفيد،
ففي مقابر الأموت يتسابقون على كل زائر الى المقبرة ويرددون عباراتهم المشهورة
“ياخالة اجيب مي”ياخال،اجيب مي”
يتسابقون أملا بموافقة أحد الزائرين للقبور، كون الموافقة تعد أجرا ازاء ما يقوم به الطفل.
تقول رويدا وحسب ما علمنا من الأطفال ان الأجر الذي يتقاضاه الأطفال يتفاوت بين(عشرة وخمسين ريال يمني )
يقوم الطفل مقابل تلك الريالات بجلب ماء في قارورته ويصب قطرات المياة على القبر الذي اشير اليه من الزائر،،،
تواصل سرد معاناة الأطفال بألم وحسره وتضيف على ذلك الحال يكسب الأطفال من وراء عملهم مايسد حاجاتهم وان كان مايجنوه لايتعدى الشيءالقليل والقليل جدا والمؤلم حسب قول رويدا أن التنشئة التي يعيشها الأطفال تعد مشكلة بحد ذاتها لايجب السكوت عنها لما لها من نتائج سلبية على المجتمع بشكل عام
وتتساءل من يضمن أن هؤلاء الأطفال سيقضون كل حياتهم هنا؟؟
وتشير إلى أننا في هذه الأيام نرى اعداد كبيره من الأطفال في الشوارع والأماكن العامة يمارسون التسول وتتساءل ايضا من يضمن أن هؤلاء سيقضون حياتهم في ممارسة التسول؟؟
وتناشد كل الجهات المسؤولة لفت النظر الى هذه الظواهر فهي اليوم في وضع يمكن معالجته والسيطرة عليه،
وتحذر من اهماله وتسييبه ولا تستبعد ان ضل في خانة الإهمال والنسيان ان يتحول إلى كارثة تعصف بالكل على حد قولها..
* تتعدد وتختلف قصصهم ومأساتهم واحده
تضيف رويدا عدنان، تأملت واقعهم وكنت حريصة على الخروج برؤوية متكاملة وفعلا ادركت أن لكل طفل قصة مختلفة لكنهم يشتركون في المأساة.. نعم المأساة واحدة
فقرهم المدقع الدي دفعهم للخروج واتخاذ سقي القبور والاعتناءبها وغرس الشتلات
وغيرها السبيل للحصول على بعض ما يعينهم في توفير لقمة العيش…
توصل الاخصائية الإجتماعية رويدا عدنان سرد تفاصيل الأطفال وتؤكد ان هناك أمر لفت انتباهها وجعلها اكثر اصرار على عمل شيء لهم وهو رغم الظروف لديهم اصرار للدراسة ففي الصباح يدهبون للمدرسة وبعدالظهر تبدا رحلتهم في عالم القبور..،وفي المساء يعودون لمنازلهم(سبق وصفها بالمقابر) البسيطة الكائنة في محيط وبالقرب من المقبرة.
تقول رويدا عدنان ليس الفقروحده من ينمو معهم ،فالفقر كائن اجتماعي.
ولكن تتجمع الامراض هناك ولايستبعد العنف او التحرش الجنسي بالاطفال فهناك لارقيب ولاحسيب
ولارعاية للاطفال وكلمة طفولة لامعنى لها في مربع معيشتهم …
تتسأل رويدا عدنان اين نحن منهم؟؟
من يشعر بهم؟؟
اين دور المنظمات التي تهتم بالطفولة والاطفال؟؟؟
وتعود رويدا عدنان للحديث ان الطفل من هؤلاء يمكن ان يقضي طفولته كلها بدون ابسط حقوق من الترفية
فان ماياتي من دخل لايكفي سوا للطعام والشراب..
تؤكد ان وجود مبادرة روح للأعمال الإنسانية هنا لنمد لهم ايدينا قدر استطاعتنا ووجدنا ان القصة مؤلمة ويجب أن نقلها ونأمل أن يكون هناك تجاوب فعال لتلك القضية فنحن مستعدون التعاون مع من يسعى للمساهمة بتوفير مايحتاجونه وتحويلهم من واقع البؤس والشقاء والضياع ليكونوا أطفال بما تحمل الكلمة من معنى …
توضح رويدا عدنان ان المسح الميداني للاطفال الذين يعملون في المقابر
تتراوح اعمارهم بين (3)سنوات الى (13) سنةاغلبهم في المدارس…
تتراوح اعداد الأسر المقيمة حوالي (100)أسرة
تنتشر بينهم الامراض بعضهم لديهم الثلاسيميا والانيميا وامراض القلب والاعاقات والشلل واصابات بسبب الحروب…
ايضا بعضهم فقدو ذويهم بالحرب مماكان الدافع الاكبر للنزول للعمل..
وتضيف رويدا ان المسح الميداني قام فريق مبادرة روح بعمل نشاط ترفيهي لهم
وجعلهم يرسمون لاخراج مابداخلهم
من ابداعات
وانتهى يومنا معم بتوزيع الشوكلاته عليهم
اهم مااردنا ايصاله ان هناك فئة تسمى اطفال المقابر التي يجب النظر اليها ورفع المعاناه عنها قدرالامكان
هدا مااراده فريق مبادرة روح للاعمال الانسانية
ونتمنى ان يتلقوا الدعم اللازم ليعودو لحياتهم الطبيعية كباقي الاطفال
*مبادرة روح للأعمال الإنسانية في سطور ::
مبادرة روح للاعمال الانسانية
شبابية أجتماعية غير ربحية
تهدف الى الى انشطة ومشاريع تنموية ؛ومساعدات خيرية
((نشر الخير لمساعدة الغير))
التأسيس في 24 ديسمبر، 2015
قيم المبادرة :الاخلاص لوجه الله تعالى ،التعاون،العطاء،حب الخير،الانتماء
رؤية المبادرة : ترسيخ قيم بناءة في المجتمع لنشرالخير ومساعدة الغير نحو اسره امنة وواعية منتجة في المجتمع
اهداف المبادرة :
1) الرقي بشريحة الشباب خاصة والمجتمع عامة
2) تعزيز قيم العطاءبلاحدود
3) القضاءعلى الافكارالسلبية والعادات السيئة في المجتمع (العنف الاسري_المخدرات_التدخين )
4)التطوع للجميع والمساعدة للمجتمع
5)االعمل على التاتير والتغيرالايجابي في المجتمع من خلال التوعية
6) اظهار الابداع الموجود لدى الشباب
7) احياءروح التعاون بين الناس
قامت مبادرة روح للاعمال الانسانية حملة لجمع التبرعات للطالبات الجامعيات الاشد حاجة واقامت طبق خيري للحملة
في كلية الاداب
تتطلع مبادرة روح للاعمال الانسانية لاكمال طريقها في نشرالخير والمساعدة بكل ماتستطيع
رئيسة مبادرة روح للاعمال الانسانية رويدا عدنان