بين سقوط المكلا و تحريرها حكاية
المشهد الجنوبي الأول / تقرير
تحررت مدينة المكلا من عناصر تنظيم القاعدة بطريقة تشبه سقوطها تماما بيد عناصر التنظيم فسرعة سقوطها وسرعة تحريرها ترك تساؤلات في عقول كثير من المتابعين لهذه المعارك وخصوصا أبناء الجنوب الذين ضحو بأرواح أبناءهم لمحاربة التنظيم سوى أثناء دخوله المكلا أو أثناء طرده منها بل وزاد فوق ذلك أن تلقو أبشع الظلم والطغيان أثناء حكم التنظيم للمدينة.
صحيح أن قوات التحالف العربي وعناصر المقاومة الجنوبية أظهرو شراستهم في طرد عناصر التنظيم ولكن على مايبدو أن انسحاب عناصر التنظيم بهذه السهولة وعدم مقاومته بالشكل الذي كان الشارع الجنوبي يتوقعة , أظهر تساؤلات جانبية تدور حول اتفاق مسبقاً بين الطرفين , وكأن التحالف العربي سلم هذه المحافظة لعناصر التنظيم واستلمها منها بعد تحقيق مطالبه.
نعم كان يفسر المواطن الجنوبي والناشط الجنوبي والسياسي الجنوبي أن سيطرة تنظيم القاعدة على المدن الجنوبية خطيرراً جدا وأن تحريرها من التنظيم يتطلب مرحلة كبيرة وزمن متسع وقوات هائلة وأن نظرة ابن الجنوب لأرضه أثناء سيطرة التنظيم عليها وارتكاب الجرائم البشعة بحق الجنوبية نظرة يائسه بل نظرة في غاية اليأس.
تحررت المكلا وستتحرر بقية المدن الجنوبية التي بقبضة عناصر التنظيم طالما أن الأمر سهلاً هكذا , ولكن بعد ماذا؟ بعد أن جندت المئات من أبناء المحافظات الجنوبية في صفوفها ! بعد أن غرست فكرها الخبيث في أوساط الشباب و المواطنين المساكين! بعد أن دمرت المعالم الأثرية وتسلطت على أموال الموانئ واستحوذت على المخزون النفطي الذي بحوزتها!!
حكاية تلقيها دول التحالف على أبناء الجنوب ولكن يصعب فهمها لماذا؟
لأن عناصر تنظيم القاعدة التي انسحبت من المكلا مشاركة في المعارك التي تخوضها قوات التحالف في تعز وتخوضها في شبوة والجوف ومارب بل التي خاضتها في عدن وابين ,,فكان عناصر التنظيم مشارك في كل جبهة خاضتها المقاومة مع قوات التحالف , بعد ذلك جاءت قوات التحالف لمحاربتها في المكلا واقتنعت عناصر التنظيم بالإنساب لكن انسحابها كان مع كل عتادها وعدتها العسكرية , هذه نقاط التفسير التي يبحث عنها ابن الجنوب!! .
انسحبت عناصر التنظيم من مدينة المكلا ولكن الى اين ؟ فهل لديهم مكان ما في الجنوب يحق لهم فرض قوانينهم و تطبيق دينهم الذي يزعموه؟
انسحبت الى ابين, الى زنجبار, الى جعار, الى لحج, الى عدن, حيث تدور معارك في المنصورة حالياً بين المقاومة الجنوبية وعناصر التنظيم التي كنا نعتقد أن مدينة المنصورة قد حررت منها في الشهر الماضي كما أعلن عن ذلك.
ننتظر ماذا سيحدث في ابين هل سيسمح لهم بالإنسحاب والى اين سيتجهوا وماهي المحافظة التي ستستقبلهم ؟ واين ستنتهي اللعبة؟
لماذا يتم لهم السماح بالإنسحاب كونهم مجاميع ارهابية وخطرهم كبير على البلد؟لماذا لم يتم محاربتهم حتى الخضوع ومعاقبتهم والتخلص منهم؟
دور أبناء المقاومة الجنوبية في تحرير المكلا لا ينتسي لأنهم لا يعرفون سوى رؤية أرض الجنوب محررة لايهمهم الهدف الذي تسعى له دول االتحالف او الهدف الذي تسعى له القوات التابعة لهادي فهمهم الوحيد هو التخلص من الجرائم التي ترتكبها عناصر التنظيم بحقهم ولذلك سيستمرون في السعي وراء ذلك باذلين أرواحهم وأموالهم الى ان ينالو حريتهم.