أحذروا الساحل !!
بقلم/ناصر الساكت
وأنت تتجول في مدينة سيحوت – حاضرة المهرة – ومناطقها المحيطة “تشتم ” عبق “حضارة” عريقة موغلة في القدم .. و”تقرأ”في شوارع المدينة وأزقتها خطوطا ل”تاريخ” ضارب في الأعماق .. و”تلحظ” عادات وتقاليد اجتماعية أصيلة ما تزال تمارس وتتجدد جيلا بعد جيل لا تلغيها تقلبات الزمن أو تجليات الحياة العصرية الحديثة هذا فضلا عن “روائع” الكرم والجود والطيبة والبساطة التي يتصف بها أهالي المدينة الساحلية الجميلة الرابضة بهدوء على بحر العرب !!
هذه عناوين بارزة وشواهد حية تستوقف الزائر ل سيحوت مذ الوهلة الأولى دون أن تجعله بحاجة لملهمات بيكاسو أو عبقرية نيوتن لإكتشافها !
وإذا كان هذا التفرد جميلا وملفتا للنظر .. فإن الأجمل أيضا أن الزائر لمدينة سيحوت يلمس تفردا آخر أكثر جمالا ومتعة .. إنه العشق الأزلي للرياضة المسكون بحب الأخضر القادم بقوة للساحة الرياضية دون الاستسلام لمتاعب بدايات التأسيس , ومصاعب مخاضات النشأة الأولى التي تؤدي في الغالب إلى الفشل الكلوي والكروي أيضا !!
لكن الأخضر الوليد الجديد استطاع أن يقف على قدميه بثبات في سن مبكرة , وفي ظاهرة فريدة لا تحدث إلا مرة كل مئة عام , متجاوزا عوامل الزمن والمحن وكل المسلمات والقوانين المتعارف عليها ليجد نفسه كبيرا عملاقا متألقا فصار الأخضر حديث الناس ومحل إعجاب وفخر وكل يوم يزداد إخضرارا بصورة مذهلة من دون الإستعانة بمادة الكلوروفيل!
في سيحوت تجد لذة الحديث عن الرياضة والرياضيين تجد الكل متيم عشقا بالاخضر حد الجنون .. تجد كل شي من حولك يتكلم رياضة بلغة الساحل !!
في سيحوت .. يختلف الناس في أشياء كثيرة ،لكنهم يتفقون في عشق نادي الساحلوشغوفون بالراية الخضراء .. ومن هنا بدأت حكاية النجاح وتشكلت قصة التفرد !!
في نادي الساحل بسيحوت .. صحيح لن تجد مقرا يأوي الإدارة مما يضطرها لإفتراش أقرب بقعة أرض لعقد اجتماعاتها ، لكنك تجد عمق الولاء ، ومضمون الانتماء ، وجمالية الفكر ،وخطط البناء سبيلا لاعتلاء منصات التتويج ..
كأنك في أكاديمية رياضية عليا .. ومن هنا جاءت الإنتصارات وصنعت الإنجازات !!
في رأيي الشخصي يظل نادي الساحل الرهان الحقيقي لإعادة الاعتبار المفقود لرياضة المهرة .. وفي تألقه خدمة للرياضة .. وأجزم أن فوز الأخضر ببطولة دوري الطائرة 2017 م لم يكن إلا بداية لعهد جديد مزدهر ترسم ملامحه إدارة ناضجة الفكر ، عشقت العمل الرياضي من باب “الغرام” وليس “الاغتنام”،وتعلم جيدا أن النجاح أساسه التخطيط السليم .. إنها إدارة نموذجية رائعة نفتقدها في بقية الأندية !!
وختاما .. أجدني مضطرا لإستخدام هذه الجملة – منبها ومحذرا – عاجل أحذروا الساحل” !!