جرحى المقاومة في مشافي الهند بين الإهمال وإقامات منتهية ومداهمة الأمن لمساكنهم
المشهد الجنوبي الاول|عدن
ما تزال معاناة جرحى مقاومة عدن المتواجدون في مشافي مدينة بونا الهندية قائمةً, بالرغم من احتجاجاتهم المستمرة والتي نجحت مؤخراً في تحقيق إنجاز محدود تمثل في حلحلة مشكلة إقاماتهم المنتهية وكذا وقف أي مداهمات لمساكنهم من قبل الأمن الهندي.
فيما لا تزال مشكلة استكمال العلاجات وصرف المستحقات المالية معلقةً وتنتظر تدخلاً قوياً من الحكومة الشرعية ممثلةً بوزير الدولة المكلف بملف الجرحى هاني بن بريك.
جهود السفارة
استبشر الجرحى الذين يفوق عددهم 250 جريحاً , خيراً بتعاون القنصل اليمني في الهند فؤاد محمد مهيوب وكذا الملحق الطبي الدكتور أنيس الردفاني , واللذان قاما بتوجيه الجهات المعنية لتجديد إقامات الجرحى المنتهية , وكذا مقابلة قيادة الأمن العام في مدينة بونا وذلك لتفادي أي مداهمات لمساكن الجرحى , كون الاحتجاجات التي يقومون بها لا تهدد الأمن الهندي وإنما هي للمطالبة بحقوقهم من المسؤولين اليمنيين.
وجاء تدخل القنصل اليمني عقب تحركات قام بها قادة المقاومة الشعبية المتواجدون في مدينة بونا الهندية للعلاج , حيث قاموا بمقابلة القنصل و أوضحوا له مطالب الجرحى ومعاناتهم , ليتم الاستجابة لهم في وقت قياسي حسبما ذكر القيادي بالمقاومة بهيج باجراد في سياق حديثه .
وقد مثلت معضلة انتهاء إقامات الجرحى مشكلةً كبيرة للجرحى, فلم يعد باستطاعتهم الحراك إلا ضمن إطار محدود , إضافةً لعدم مقدرتهم على رفع شكاوى للأمن الهندي على الموظفين الهنود الذين يعاملونهم بشكل سيء.
وبانتهاء مشكلة الاقامات المنتهية وكذا مشكلة سوء الفهم مع الأمن الهندي ينتظر الجرحى بأن يتم حلحلة مشكلتهم الرئيسية والكامنة في الافراج عن مستحقاتهم المالية واستكمال علاجهم , ولكن حلول هذه المشكلة ليست من اختصاص السفارة اليمنية بالهند وإنما من اختصاص المسؤولين المكلفين من وزير الدولة هاني بن بريك.
مطالبات مستمرة
احتجاجات الجرحى ومطالباتهم بحقوقهم لم تتوقف , وكان آخرها نزول عشرات الجرحى إلى أمام منزل المسؤول الأول على ملفهم و هاني الصيادي, ومحاصرته والتظاهر لمطالبته بالرحيل , كونه قد صدرت توجيهات بتغييره واستبداله بآخرين إلا أنهم لم يستطيعوا استلام مهامهم بظل تعنت الصيادي.
ويقول الجرحى بأنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة والتي هي أساساً حقٌ من حقوقهم, مبدين استغرابهم من حالة اللامبالاة والتي تبديها الحكومة الشرعية تجاههم, متناسيةً تضحياتهم في سبيل إعادة الشرعية والقضاء على ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح الانقلابية.
ويضيف الجرحى الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب تتعلق بسلامتهم الشخصية “أن المسؤولين على ملف الجرحى يحاولون ابتزازهم وإهانتهم للتنازل عن حقوقهم.
يفيد الجريح بهيج باجراد وهو قيادي بالمقاومة الشعبية وأصيب خلال معارك السهم الذهبي , بأن ما يتعرض له الجرحى من إهمال ونهب ممنهج لمخصصاتهم بشكل مهين , يعد نكراناً لجميل هؤلاء الجرحى الذين تقدموا الصفوف وواجهوا ميليشيا الانقلابيين.
ويذكر باجراد في حديثه :” متابعاتي لشؤون زملائي الجرحى جعلتني في مرمى تهديدات هاني الصيادي وهو المسؤول عن ملف جرحى الهند , وبالرغم من تغييره إلا أنه ما يزال متمسكاً بالملف ورفض التسليم للمعينين الجدد.
وأكد الصيادي للجرحى بأن إستكمال علاجهم مرهون بترحيلي من الهند لا لشيء سوى لأني أطالب بحقوقي وحقوق زملائي,يذكر باجراد.
ويلفت إلى أنه وبقية زملاءه سيستمرون بمتابعة الاحتجاجات والمطالبات حتى تتم الاستجابة الكاملة وذلك بالافراج عن مخصصات الجرحى وعلاجهم بأسرع وقت.
ويختتم باجراد حديثه : لم نكن نتوقع بأن يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه الان , حيث أصبح أبطال المقاومة الشعبية يتسولون حقوقهم من المسؤولين الذين من المفترض عليهم خدمتنا.