نزوح أقباط من شمال سيناء إثر تهديدات “إرهابية”
المشهد الجنوبي الأول/بي بي سي
عبّرت صحف مصرية عدة عن أسفها لنزوح عشرات من الأسر المسيحية من مدينة العريش في شمال سيناء، وذلك بعد مقتل عدد من الأقباط في هجمات شنها مسلحون متطرفون في الأيام الأخيرة.
ويقول فهمي هويدي في الشروق المصرية إن “لغز سيناء يزداد غموضا واستعصاء، ذلك أننا انتقلنا من مشهد مهاجمة كمائن الجيش والشرطة إلى مهاجمة الأقباط”.
وتساءل الكاتب: “هل أقدم الإرهابيون على قتل الأقباط لأنهم لم ينجحوا في الانتقام من القوات المسلحة والشرطة ووجدوا في الأقباط نقطة ضعف يمكن استهدافها لإزعاج السلطة؟”
وفي نفس الصحيفة، يرى أحمد عبدربه أن مواجهة الإرهاب في سيناء تحتاج إلى تنمية وإصلاح وتحسين الظروف المعيشية والحياتية للبشر.
ويضيف الكاتب: “أن تحارب الإرهاب هو أن تحارب من أجل أن يكون لحياة البشر فرادى وجماعات معنى وهدف! فقدان المعنى والهدف في الحياة يحول حياة البشر إلى جحيم، يحول أرواحهم وأجسادهم إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة دون سابق إنذار”.
وفي صحيفة الزمان العراقية، حذر جاسم مراد من أن الأحداث التي تجري في سيناء بشكل عام “تقودها وتمولها وتعتني برموزها علنا وفي السر دول ودويلات وكيانات مشتركة، وإن اختلفت في التوجهات، على إشغال مصر عن دورها القيادي العروبي وجعلها منكفئة على نفسها”.
ويقول أسامة الغزالي حرب، في الأهرام المصرية، إنه من “العار” أن يكون هناك “ترحيل قسري لمواطنين مصريين أصبحوا لاجئين في وطنهم”.
ويضيف الكاتب: “الحقيقة المُرة هي أن هيبة الدولة… تُنتهك بأبشع ما يكون في أقصى شمال مصر في العريش على يد مجرمي داعش وغيرهم من القوى التي تواطأت على إهدار هيبة الدولة”.
وفي نفس الصحيفة، يرى القمص أنجيلوس جرجس أن أحداث العريش “في غاية الخطورة إذ تصيب الوحدة الوطنية في مقتل، والصمت عنها وتجاهلها سيكرس حالة يمكن أن تترك شرخاً من الصعب تجاوزه”.
ويضيف جرجس بأن المقصود هنا ليسوا المسيحيين بعينهم “إنما المقصود هو كسر هيبة الدولة، وفرض مناخ طائفي اعتادت هذه الجماعات أن تكسب به تأييدا لقاعدة من المتطرفين وأصحاب الأجندات الخاصة التي تريد لمصر أن تسقط في حروب طائفية”.
في السياق ذاته، يرى السيد البابلي في الجمهورية المصرية أن استهداف المسيحيين في سيناء “يعني انتقال المواجهات المسلحة ضد عناصر الإرهاب هناك إلي مرحلة جديدة تستلزم الحسم للقضاء علي التنظيمات الإرهابية التي تحاول توسيع نطاق المعارك وإشعال فتنة طائفية” في البلاد.
“انتصار ذهني”
ويؤكد خالد منتصر في صحيفة الوطن المصرية بأن هناك نجاحات للجيش ضد الجماعات المسلحة في سيناء، لكنه يتساءل “متى كان مجرد اغتيال جنود مصريين هو غرض داعش الوحيد؟”
ويضيف الكاتب: “هناك ما هو أخطر بالنسبة إليهم، وهو تصدير الصورة الذهنية إلى الخارج والداخل، إلى الغرب والمصريين، بأنهم إذا كانوا قد انهزموا عسكريا فقد انتصروا ذهنيا، نجحوا في نقل الصورة الذهنية لتنظيم شرير يحرق ويسحل ويأكل الأكباد ويهجر الأقباط قسريا، بث الرعب غرضهم الأساسي وقد نجحوا فيه، هذا هو الخطير والمفزع في الأمر”.
ومن جانبه، يقول محمد الهواري في صحيفة الأخبار: “اعتقد أنه من الضروري تنظيف شمال سيناء من جماعات العنف والإرهاب وعلي الشعب في سيناء أن يلفظ هذه الجماعات حتي لو كان أبناء بعض القبائل من أعضاء هذه الجماعات التي لا تستهدف سوي التخريب والقتل ليس فقط لرجال الجيش والشرطة بل وأيضا المواطنين”.