انعدام 50 بالمائة من أصناف أدوية بالمستشيات ومعاناة مرضى السرطان في عدن ومناشدات عاجلة للجهات المعنية
المشهد الجنوبي الأول/متابعات
عند زيارتك لمركز أمراض الدم وأورام الأطفال في الدور الرابع بمستشفى الصداقة، الجميع هنا حاسري رؤوسهم، أكثرهم أطفالاً بعمر الزهور، وتعد سارة علي مهدي ذات الأربعة عشر ربيعاً المصابة باللوكيميا الحادة (سرطان الدم) هي الاستثناء الحقيقي، فغريزة الأنوثة في أمثالها ومن هن في عمرها تدفعهن للاهتمام بضفائر شعرهن، تلك الغريزة، لم تظهر تجلياتها في “سارة” لذا نراها تلف رأسها بذلك المنديل الزهري (لا تحجبا) لكنه العلاج الكيماوي الذي تتعاطاه أسكن رأسها ووجهها خريفا قاسياً تساقطت خلاله كل شعيرة منهما صغرت من ليل شعرها.
ليست هذه أكبر مشاكل “سارة” التي طمأننا الأطباء إلى سرعة تجاوب جسدها مع العلاج، بل أن المشكلة الكبرى لدى والديها أنهم لم يتمكنوا من السفر بها إلى الخارج لتلقي قدراً أكبر من الرعاية الصحية والاهتمام، ذلك بسبب إغلاق (المطار)! لا تعليق ولماذا السفر؟.
شح الأدوية وقلة الإمكانات
ويعاني مركز أمراض الدم وأورام الأطفال في مستشفى الصداقة عدن , أستطاع الكادر الطبي الذي يدير المركز القفز فوق حدود الإمكانيات لتقديم أفضل أساليب الرعاية للحفاظ على صحة نزلاؤه.
كان للحرب الذي في الجنوب وخصوصاً مدينة عدن تأثيراً سلبياً على حياة مرضى السرطان , حيث ارتفعت نسبة الوفيات الناجمة عن السرطان بسبب انقطاعهم عن العلاج الكيماوي
وبحسب مختصين فإن: “كثيراً من المرضى تعرضوا لانتكاسة مرضية نتيجة انقطاع وتأخر الأدوية عنهم .
وإنعدام الأدوية عن مستشفيات عدن ومنها مركز الأورام .
مركز الاورام
منذ بدأت الحرب في مارس من العام المنصرم حتى الآن ومركز علاج الأورام الذي أنشئ في العام 2013م والذي يتسع إلى 75 سرير , تشمل أمراض الدم والأورام السرطانية للكبار والصغار , وأيضاً وحدة رعاية سرطانات المرأة يواجه صعوبات جمة نتيجة لعدم التواصل وتوقف أنماط الشحن من والى عدن منها: توقف ما يعادل 50% من أصناف العلاج الكيماوي , وتعطل أجهزة فحص كريات الدم البيضاء , وفحص نسبة الدم والصفائح وفحص السكر.
بالرغم من شح الأدوية وقلة إمكانيات المركز وفي ظل عدم توفر جهاز السونار , الإيكو , الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي إلا أن كادره الطبي أستطاع أن يحقق نجاح وتفوق في خدمة وعلاج مرضى السرطان بوتيرة عالية برغم عدم استلامهم لحقوقهم , حيث يسعى المركز إلى تطوير برامجه المرتبطة بالبرامج الدولية في الأعوام القادمة.
مناشدات عاجلة
مدير مستشفى الصداقة رئيس مركز الأورام بعدن الدكتور جمال عبد الحميد يقول: ” الفترة السابقة ما قبل الحرب كانت جميع الأدوية متوفرة وكان الدعم الشعبي ودعم المجالس المحلية متوفر إلى حدً ما ويساعد المركز بتقديم خدماته , ولكن بعد الحرب انقطع التواصل مع الجهات المعنية وبالتالي أثر سلباً على المرضى.
وأضاف: نأمل من دول التحالف ومجلس التعاون الخليجي لحل معضلة نقص الأدوية” , وبصورة عاجلة ناشد الدكتور عبد الحميد: “مجلس الوزراء ووزارتي الصحة والمالية إلى إطلاق بند الأدوية”.
الأمل يفتقر للعلاج الإشعاعي
مشروع الأمل كأكبر مشروع خيري لمستشفى متخصص للأورام السرطانية في اليمن , الذي توقف عمله أثناء الحرب , يعمل حالياً بمرحلته الأولى بسعة سريريه 16 سرير , عشرة منها عادة ما تكون للنساء نظراً لكثرة أعدادهن وانتشار المرض ما بينهن.
عمل مركز الأمل لعلاج الأورام بشكل اضطراري بنظام العناية اليومية كجزئية أولية , حيث يأتي المريض بدء كل صباح ليأخذ برنامجه العلاجي إلى الساعة الثانية بعد الظهر ثم يعود إلى منزلة لكون المركز يعمل بالدوام الطبيعي , وفي حالات الضرورة يستمر دوام المركز إلى السادسة مساء.
الدكتور أحمد راوح رئيس مركز الأمل لعلاج الأورام يقول: “نعتمد بتمويل المركز على تبرعات المواطنين وأهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة”.
كبقية مراكز عدن ونتيجة لافتقار مركز الأمل (للعلاج الإشعاعي) الذي يستخدم كشفاء من السرطان , أو مع طرق علاجية أخرى كمساعد على علاجه أو للتحكم في منع وانتشار الخلايا الخبيثة , يضطر أغلب المرضى للسفر للخارج للحصول على هذا العلاج.
ويبذل مدير مكتب الصحة عدن جهودً مضنية لإنعاش الوضع الصحي بالمحافظة في ظل غياب حكومي تام , حيث تكفل بدعم مركز الأمل لعلاج الأورام بأكثر من علاج , سواء علاجات كيماوية أو علاجات داعمة للعلاج الكيماوي.
وتعود أسباب مرض السرطان في اليمن إلى الضعف الشديد في الرقابة والتفتيش على التصنيع والمواد المتسرطنة التي تدخل البلد , وكذلك ضعف الرقابة على الأدوية , وأيضاً عدم التفتيش على الهواتف التي تدخل البلد من دون الرقابة على مدى جودة وسلامة مستهلكيها , وكذلك عدم الرقابة على مجموعة من الأمور منها عدم سن التشريعات التي تقف أمام تلك المخالفات , وعدم وجود الإدارة التنفيذية التي تراقب مثل تلك الأعمال.