الجنوب؛أمل في القضاء على الإرهاب واكتشاف خبث قنوات الخليج في مليونية 18ابريل
المشهد الجنوبي الأول/تقرير اسبوعي
الجولة التي رصدها “المشهد الجنوبي الأول” خلال هذا الأسبوع صورت واقع الجنوب بصورتين هامتين، الأولى تاريخية ومصيرية، والأخرى مأساوية وتدميرية، كما شملت الصورة الأخيرة بداية الأمل للقضاء على الإرهاب وتوجه شبه ايجابي من قبل دول التحالف وهادي وحكومته للقضاء على الإرهاب واتباعه من الجماعات المتطرفة التي سيطرت على أجزاء واسعة من الجنوب وأصبحت خطراً يهدد الجميع .
ولنبتدئ اسبوعنا بيوم السبت الموافق 22-4-20116م، من مدينة جعار حيث استهدف الطيران الأمريكي موكب تابع لتنظيم القاعدة بغارة جوية سقط خلالها قتلى وجرحى من عناصر التنظيم،
أما في مدينة عدن فقد قامت عناصر من المقاومة الجنوبية بمداهمة شقة بمدينة “إنماء” لورود أنباء تؤكد تواجد عناصر إرهابية مسلخة داخل الشقة، حيث دخلت المقاومة الجنوبية مع العناصر الإرهابية باشتباكات مباشرة، وتمكنت المقاومة الجنوبية من خلالها السيطرة على الوضع .
كما انتشرت عناصر المقاومة الجنوبية بمدينة إنماء بعد القاء القبض على 10 مطلوبين يشتبه بانتماءهم لتنظيم القاعدة وتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة الأمن والإستقرار في المحافظة.
وفي لحج أكد “عادل الحالمي” مدير امن محافظة عدن والقائد في المقاومة الجنوبية في تصريح أدلى به لصحيفة السياسية الكويتية أنه :” تم ضبط أسلحة بينها صواريخ من نوع “لو” بالإضافة إلى قذائف “آر بي جي” تابعة للإرهابيين خلال الحملة العسكرية والأمنية التي أسفرت عن استعادة السيطرة على الحوطة”.
وفي يوم الأحد الموافق 17-4-2016م، عادت السيارات المفخخة لحصد الدمار والفوضى حيث قُتل شخص وأُصيب 2 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مطار عدن الدولي .
من جهة اخرى أتهم رئيس تحرير صحيفة الأمناء نت الصحافي (عدنان الأعجم)، المسؤولين في حكومة بن دغر بأنهم يعملون على تعتيم الأخبار في الجنوب .
وفي الحشد الذي توافد الى ساحة العروض بعدن من جميع محافظات الجنوب أحيا أبناء الجنوب أمسية ضخمة بساحة العروض استعدادا لمليونية 18 ابريل
وفي أبين إستهدف الطيران الأمريكي منزل “طارق الفضلي”، بعد قيام مسلحي القاعدة بإطلاق مضاد طيران على مروحيات الاباتشي التي ردت بإحراق المنزل بالكامل وبقصف من ثلاث مقاتلات اباتشي .
وفي يوم الإثنين الموافق 18-4-2016م، شهدت المكلا من جديد إستهدافاً للمعالم التاريخية، حيث قام مسلحين من تنظيم القاعدة الإرهابي بتفجير قباب تاريخية في مدينة المكلا بمحافظة
حضرموت.
وفي يوم الإثنين كان أبناء الجنوب على موعد مع المليونية التي ملئت شوارع خور مكسر وساحة العروض والتي احتشد بها أبناء الجنوب من جميع المحافظات الجنوبية، كما حضر المليونية محافظ محافظة عدن “عيدروس الزبيدي” ومدير أمن المحافظة “شلال شايع” واقيم حفل في ساحة العروض، بيد أن انعدام التغطية الإعلامية بمؤامرة حزب الإصلاح ودول الخليج العربي التي منعت قنواتها من بث التظاهرة وقفت حائلاً دون إعطاء التظاهرة حقها في التغطية، الأمر الذي أثار إستياء أبناء الجنوب، وعبَّر عنه مراقبون أن دعم دول الخليج للجنوب كان محاولة منهم لإستثمار الجنوبيين في صراعات مع الحوثي وصالح، بحيث أن حقوق الجنوب سيتم الإستغناء عنها بمجرد أي تفاهم مع الحوثي وصالح .
وعلى الرغم من ذلك حضرت خلال التظاهرة الكثير من الرسائل التي ارسلها أبناء الجنوب لدول التحالف وهادي وحكومته داعين إياهم إحترامها منها :
– تمزيق صور علي محسن الأحمر ودعسها، علي محسن الذي عُين نائباً لهادي بعد اقالة خالد محفوظ بحاح، يُذكر أن علي محسن كان من أبرز الشخصيات التي إجتاحت الجنوب في حرب
1994م، وعلّق مراقبون على أن الرسالة كانت واضحة، حيث أراد أبناء الجنوب القول أن هذا الشخص ليس اهلا للمسؤولية، وماضي الرجل الإجرامي لا يسقط بالتقادم، حيث المجتمع الجنوبي لا يريد تكرار الماضي وعلى هادي وحكومته ودول التحالف إحترام الإرادة الجنوبية ودماء أبناء الجنوب وعدم المزايدة عليها .
وكان الحفل كبيراً حيث حضر الأهالي حضور واسع، وسط أبتهاجات وافراح شملت الجميع، إلا أن البعض أراد إفساد المهرجان، حيث حصل شجار كبير بين مؤيدي عبدربه منصور هادي ومؤيدي علي سالم البيض حيث يرى الأخيرين أن ماضي عبد ربه أيضاً كماضي علي محسن ولا يسقط بالتقادم، الأمر الذي أدى إلى انسحاب المئات من التظاهرة.
والى حضرموت حيث كان حدثاً بارزاً كاد أن يعصف بأهم موقع إستراتيجي للمحافظة، حضرت فيه عناصر تنظيم القاعدة مجدداً لإبراز دورها الفوضوي والعبثي، حيث هدد تنظيم القاعدة الإرهابي في نفس اليوم بنسف ميناء الضبة النفطي في مديرية الشحر بمحافظة حضرموت، على خلفية أنباء أفادت بعزم دول التحالف بتوجيه ضربات جوية للميناء، يُذكر أن ميناء الضبة النفطي يرزح تحت سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، ويتم إستخدامه لتهريب السلاح والنفط منذ أشهر، ويجني من خلاله التنظيم الإرهابي الملايين من الدولارات، الأمر الذي يعتبر خطيراً ويمس أمن الدولة ومراكزها الحيوية ويصيبها بمقتل .
على الصعيد ذاته رصد مراقبون تحركات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة في المكلا بمحافظة حضرموت، وذلك استعدادا للعملية العسكرية المرتقبة التي تعدها الإمارات، منذ أسبوع، وتشرف عليها بدعم أمريكي وبريطاني .
وفي يوم الثلاثاء الموافق 19-4-2016م، كان أبناء الجنوب على موعد مسلسل فوضي وتخريب جديد، حيث أستيقظ أبناء الباسلة عدن على وقع انفجار سيارة مفخخة بمفرق الممدارة في عدن، لم ينجم عنها سقوط ضحايا
أما في المكلا وفي صورة تعبر عن خطورة الوضع في حضرموت جراء إنتشار وسيطرة عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة، أقدمت عناصر التنظيم الإرهابي على طرد حراسة المجلس الأهلي من مطار الريان في عاصمة المحافظة المكلا .
إلى ذلك وفي لحج حيث يزداد القلق على مصير الامن والإستقرار لدى المواطنين، بمقُتل مواطن على أيدي متقطعين، في إطار عمليات إرهابية منتظمة أنتشرت بشكل ملحوظ ومتكرر على الخط الرابط بين لحج وعدن ومن ثم أبين وحضرموت، على الصعيد ذاته قامت عناصر التنظيم الإرهابي بإختطاف 3 مواطنين بمدينة الحوطة محافظة لحج، الأمر الذي أثار السخط على الحكومة والجهات الامنية، جراء الإنفلات الامني والتقصير الكبير بحفظ المواطنين وبسط الأمن .
وفي يوم الأربعاء بتاريخ 20-4-2016م، وفي صورة مبشرة أتت بعد ضغط من المواطنين وانتقادات واسعة، تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على مسلحين في مكتب التعليم الفني في لحج، كانوا بصدد تنفيذ عملية نهب للمكتب.
أما في حضرموت الأسيرة من قبل التنظيم الإرهابي، نصب تنظيم القاعدة الإرهابي نقاط تفتيش في عدة طرق تربط ساحل حضرموت بواديها، الأمن الذي يهدد سلامة المواطنين ويزيد من إحتمال تعرضهم للخطر .
وفي أنباء تُبشر بالخير نحو بسط الأمن والقضاء على التنظيم الإرهابي الذي يحتل محافظة حضرموت ويهدد أمنها منذ أشهر عديدة، وصلت قوة عسكرية ضخمة تابعة للإمارات تضم 200
مدرعة وأسلحة متوسطة وثقيلة إلى معسكر المسيلة، التابع لحماية المنشآت النفطية في محافظة حضرموت بهدف شن حرب ضد التنظيم الإرهابي .
إلى ذلك وفي صورة تزيد الوضع الأمني في حضرموت تفاقماً، قام تنظيم القاعدة الإرهابي بإختطاف 20 جندي في محافظة حضرموت، تم تجنيدهم وتدريبهم مؤخراً في معسكرات قوات التحالف في مدينة المكلا، فيما حدث انفجارين بميناء الضبة النفطي يعتقد انه هجوم محدود لقوات التحالف، ولم يتم التصريح من قبل قوات التحالف والإيضاح بشان ذلك .
وبالعودة إلى الباسلة عدن، مازال الإهمال والتقصير يخيم على إدارة الجانب الأمني والعسكري، حيث نظم أفراد حراسة قصر المعاشيق المواليين لهادي وقفةً احتجاجية أمام مبنى محافظة عدن، مطالبين بصرف مستحقاتهم التي لم تصرف لهم لعدة أشهر، يأتي ذلك بعد مماطلة ووعود وتسويفات وصفها الأفراد المحتجين بأنها وعود وتسويفات مألوفة لم يعدو يثقوا فيها .
وفي أبين يعود الإنفلات الأمني من جديد للمحافظة، حيث هاجم مسلحين مجهولين تضاربت الأنباء حول إنتمائهم لتنظيم القاعدة “عناصر الشريعة” حاجز تفتيش عسكري يقع إلى الشرق من مديرية احور بمحافظة أبين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين المسلحين والجنود المرابطين في حاجز التفتيش .
ونبقى في أبين، حيث إستهدف الطيران الحربي التابع لدول التحالف بتنفيذ أمريكي بغارة جوية منزلاً تابع لأحد المواطنين، في مدينة زنجبار بأبين، ولم يتم الكشف عن وقوع ضحايا سقطوا خلال الغارة أم لا .
وبالإنتقال إلى اليوم التالي وفي المكلا يوم الخميس الموافق 21-4-2016م، يبقى تنظيم القاعدة هو الحدث الأبرز المسيطر عليها، حيث أطلق تنظيم القاعدة الإرهابي سراح الناشط في الحراك الجنوبي (الدكتور عمر سالم باجردانة) الذي تم اختطافه في حضرموت الشهر الماضي .
كما عادت ظاهرة الإنفلات الأمني الخطير في لحج للظهور من جديد، حيث قام مسلحين مجهولين بقتل شقيقين ونهب أغراضهم في منطقة “الشظيف” بلحج، اثناء عودتهم من حضور عرس أحد أصدقائهم في المدينة .
أما في عدن تم العثور على معمل لصناعة السيارات المفخخة في حي الدرين الصناعي وسط المدينة .
ولو ألقينا نظرة بالحدث الأبرز الذي أثار إهتمام الشارع الجنوبي خلال هذا الإسبوع، نجدها المليونيية التي تم الحشد لها طوال الإسبوع المنصرم، إلا أن ما أزعج الجماهير الحاضرة من أبناء الجنوب هي أنها لم تحضى بأي اهتمام من قبل وسائل الإعلام خصوصاً قناتي العربية والحدث اللتان كانا من المفترض أن يكون لهم الدور الأكبر في تغطية التظاهرة إلّا أن الخذلان الذي مارسته القنوات الإعلامية اظهر مدى الحقد الكبير الذي تحمله هذه القنوات والدول التابعه لها للجنوب ارضاً وانساناً، حيث يراها الكثيرين أنها تُعد طعناً في الظهر من قبل الحلفاء .
في حين تمارس بعض القنوات السخرية في إعلامها والبحث عن اخبار أقل أهمية من الحدث الجنوبي الكبير، كما فعلت قناة الجزيرة أثناء تغطيتها لقصة الحمار الذي يزعمون أنه فك الحصار عن تعز، وتم الترويج لهذه القصة وتأليف حكاية طويلة لها، وصرفت النظر عن المليونية التي توافد خلالها أبناء الجنوب من جميع المحافظات الجنوبية، فهل يعقل أن مقارنة حدث بالغ الاهمية بحدث وصفة مراقبون بالسخيف، فهل يعقل أن يقوم حماراً بفك الحصار وإدخال حاويات الغذاء وناقلات الإغاثة إلى مدينة تعز، ولله في خلقه شؤون.
في الصعيد ذاته تحدث الناشطين والسياسيين والإعلاميين الجنوبيين بقساوة عن موقف هذه القنوات الغير مهني واللا أخلاقي، ومعظمهم عرفوا حقيقة بعض هذه الدول ومواقفهم تجاه الجنوب وقضيته, لم تكن قناة الجزيرة التابعة للإخوان المسلمين أن تحكي قصة الحمار وتترك مليونية بطولها وعرضها الّا لأن لها هدف سياسي من ذلك، وهي القناة التي كانت تنقل مسيرات ومظاهرات الأزقة والحواري لبضعة نفر في ثورتي سوريا وليبيا، فحكومة قطر معروف موقفها تجاه الجنوب وقضيته، أيضاً ماضي حزب الإصلاح الدموي في الجنوب قد يكون سبباً في ذلك،
من جهة اخرى قال ناشطون جنوبيون أنه كيف لقناة منهجها دعم “الإخوان المسلمين” يمكن أن تظهر مظاهرة تقوم الجماهير بتمزيق ودعس صور رموز الإخوان المسلمين في اليمن .