معسكر عشرين قصرا للثقافة
بقلم/احمد ناصر حميدان
لا نقول عدن تحررت ,عدن حرة منذ أن وجدت على هذه الأرض , نقول عدن تستعيد حريتها , وبهذا يجب أن تعود عدن كما عرفناها , عدن تلك السباقة في النهضة في المنطقة , أول إذاعة وتلفزيون كان في عدن ,أول فريق كرة قدم ومباراة كانت في عدن , أول برلمان ونقابات وحركة وطنية كانت عدن حاضنتها , وأول غرفة تجارية ,عرفت عدن السرك ( الشركس ) وعرفت عدن أول حديقة حيوانات (بستان عبد المجيد السلفي ) وأول شركة طيران ( طيران الباسكو ), وأول فرقة مسرحية وعرض مسرحي عام 1910 م , أي أن عدن كانت وهج ثقافي وفني ونضالي وسياسي ,في عدن فتحت أول مدرسة حكومية , وتعلمت فيها الفتاة , عدن كانت تكتظ بالأندية الثقافية والفكرية والسياسية والحقوقية ,عدن مجتمع مدني متنوع ثري بالثقافات والأعراق والأجناس, حاضنة للجميع تعايش فيها الكل بحب وسلام و وئام , هذه هي عدن .
حينها كان كل من يدخل عدن يغتسل ذاتيا بما عالق به من تخلف وجهل وتعصب , ويفرض عليه واقع عدن أن يندمج ليتحول كجزءا من مدنيتها وثقافتها أو يرفض , احتضنت عدن المفكرين والسياسيين والمبدعين , وتعلم في عدن كبار سياسي اليمن , ومنها اكتسبت بعض مدن الصحراء في الجزيرة الخبرات والمهارات لتنهض ,قد تكون تجاوزت عدن لن تتمكن من تجاوز صدئها وسمعتها الدولية , فلازالت عدت خصم صعب وعنيد كلما نهضت واستقامت يُرعبون , لهذا أحيكت كل المؤامرات والدسائس لإجهاض عدن وتأخرها , وكان أخرها حرب 1994م العبثية , حاولوا تجريد عدن من كل جميل , من مسارحها ومنابرها الثقافية , من أنديتها العريقة , مورس في عدن سياسة تدمير متعمدة بإصرار , تجهيل وتدمير للتعليم من الموحد للجامعة تحطيم للجيل , حرمت عدن من كل شعاع نور ثقافي وفني ,المسرح الوطني رغم ان الدولة عوضت المالك وأعادت بنائه كاملا , لكن الفساد دمره وسلمه للمالك خراب , ونادي الفنانين استولى عليه متخلف من النافذين , واليوم عدن دون مسرح ولا نادي ثقافي تقدم أعمالها المسرحية في دور سينما خاصة من بقايا الماضي الجميل أيضا , فقدت عدن كل جميل وارسوا فيها التعصب والتذمر والبؤس واليأس , خُربت البنية الاجتماعية , لكن عدن بقت صامدة وهي تستعيد عافيتها وحريتها ,عدن ستستعيد روحها بفضل أبنائها الشرفاء .
الأولوية اليوم لعدن , وإعادة الروح لها , وجدت اليوم عدد من الفنانين والمثقفين وعلى رأسهم الفنان المخرج الكبير قاسم عمر , يطالبون الأخ الرئيس والحكومة الموقرة وقيادة المحافظة ومحبي عدن والمثقفين والسياسيين والنشطاء بقرار من سلطة عليا يتضمن تأسيس قصر للثقافة وهو صرح ثقافي وفني ومسرح ومكتبة ومجمع ثقافي وإبداعي وفني كبير ,والموقع موجود وجاهز وفي وسط عدن وملك لعدن , انه معسكر20 في كريتر , وهو المكان المتاح اليوم بعد نقل المعسكرات خارج المدن , قبل أن تطله أيادي النهب والسطو والعابثين والفاسدين , الذي خربوا عدن وشوهوا وجهها الحسن بالعشوائي .
باسم كل أبناء عدن , ألا تستحق عدن أن تكون منبر ثقافي وفني وفكري , أذا كانت صنعا وتعز وذمار فيها بيوت للثقافة وعدن تفتقد لذلك , أليس ذلك عار علينا , على كل من بيده قدرة على الضغط لإصدار قرار مثل هذا ولم يجتهد , لتعوض عدن على سنوات الألم والبؤس والحرمان , وأنا على ثقة أنها ستتجاوز محنها وستلحق بمن سبقوها بل ستتفوق , أمنية لابد أن تتحقق وبأيدينا ستتحقق , ونحن على ثقة أن سيادة الرئيس والحكومة لن تخذل عدن وأبنائها