النموذج المعاصر الاسوأ للاخوان في اليمن ومصر!!

بقلم/حيدرة محمد

تاريخ الاخوان وإصطلاح المسمى وتسويق المنتج عربيا ودوليا يعود لزمن اختطاط الحركة الإسلامية خط الاصلاح الفكري لحركه الاصلاحيين الجدد على يد المجدد في فكر الجماعة الوليدة الشيخ محمد عبده الذي ارسى اسس التحول فيما عرف تأصيلا بالتجديد الفكري الاصلاحي.
والاخوان المسلمون كحركة سياسية اسلامية منذ التأسيس واعلان الحركة التي كان رعيلها الاول ومؤسسيها المصريين الاوائل وابرزهم حسن البناء الذي وضع دستور الجماعة وعلى تعاقب المراحل السياسية في مصر المعقل وعموم معاقل الجماعة في الاردن وسوريا وفلسطين والسودان واليمن كفروع اصبحت حركة الاخوان المسلمين كيان سياسي اسلامي يتمتع بأذرع في اكثر من بلد عربي تمارس السياسة تحت سلطه حظر الأنظمة السياسية العربية لها والتي لها مع الاخوان تاريخ من العداء والصدام والعنف والصراع الدائم لعقود اتسمت بخساره الاخوان في اكثر من مرحله في مصر واقطار عربية محيطه ضاقت ذرعا بالجماعة” وعلى مدى عقود من الحظر والالغاء للأخوان في مصر وباقي دول المنتج الاخواني ذا الايدلوجية لنظرية الاسلام السياسي ضل الرأي العام العربي في عدائه المتصل لعداء الأنظمة للأخوان.
بيد ان منظرو الاخوان وقادات الحركة لطالما طفحت ادبياتهم السياسية بمئات الكتب والرسائل والاطروحات التي تدعي مفهوم الحل السياسي لمنظومة إدارة الحكم والوصول للسلطة ولعل اشهرها شعار الحل في الاسلام.
وفي اكثر من مرحلة كان فيصل خطاب الحركة يتحدى الأنظمة في رفع الحظر عن الجماعة واعطائها الفرصة كي تمارس العمل السياسي وتخوض معترك التنافس الانتخابي وهي تراهن على قاعدتها الشعبية لعقود من العمل الدعوي والأهلي استطاعت بسياستها كسب ود الشارع الذي كان بعيدا كل البعد عن اهتمام الأنظمة.
ولعل ابرز أنموذجين وصلا لسده الحكم والسلطة في مصر واليمن بعد ان قاد الاخوان في القاهرة وصنعاء ثورة الربيع العربي التي اطاحت بمبارك في مصر وخلعت صالح في اليمن “وكانت التجربة بمثابه اول امتحان للأخوان الصاعدون من رحم الربيع البوعزيزي القادم من تونس” وفي مصر وما كان صادما ولا متوقعا كان يتمثل بدرجه اساسية ومهمة في خطاب الاخوان العام من رأس هرم السلطة الجديدة للرئيس مرسي والذي بدى في صورة فاتح مخلص للشعب المصري وهوا يردد نص خطاب الفاروق العادل عمر بن الخطاب بنمطية رجعية لا تمت لحاضر المصريين وتطلعاتهم في القرن العشرين في اول خطاب له. وتوالت كارثيات الخطاب السياسي للأخوان تلازما مع تفاقم الاوضاع الاقتصادية تدهورا وتزامنا مع فوضى عارمه لم تتوقف منذ فوز الاخوان ووصولهم للرئاسة ومجلس الشعب والشورى وقد سيطروا على سلطات البلاد التشريعية والتنفيذية بسلطة الدستور والقانون. ودخلت مصر في حاله فوضى عارمه من اختلال منظومه الامن وانفلات امني عم محافظات مصر وغلاء الاسعار وشح التموين وتردي الخدمات لتشكل حاله من الغضب في الشارع المصري الذي اوصل الاخوان لسده الحكم تحت تأثير خطاب الاخوان في أوج وتيره ثوره25يناير ضد مبارك’
وليس هذا فشل الاخوان الذريع فحسب بل كان لمواقفهم السياسية الخارجية من ازمات المنطقة بالغ التأثير في ناتج الفشل الجمعي الاسوأ في تاريخ الاخوان في مصر وتحديدا موقفهم من الثورة السورية الاستباقي لحجمهم المحفوف بالمخاطر ونظام الاسد في منأى من رؤيه الاخوان للحل في سوريا والذين سقطوا شر سقطه في الثالث من يوليو2013بعد ان خرج المصريين ضد مرسي والاخوان تحت حمايه الجيش المصري الذي طوى صفحة الاخوان الذين قدموا اسوأ انموذج في التطبيق بعد اكثر من قرن من النضال من اجل الوصول للحكم ليفشلوا وقد خسروا الكثير من الرصيد السياسي والعملي الذي فضح هشاشه التنظير البعيد كل البعد عن النهج العملي للنجاح السياسي الذي يرتكز على الإنجاز الذي يحقق ما تصبوا له تطلعات الشعب المصري.
غير ان أنموذج الاخوان في اليمن(حزب الاصلاح) الواصل للحكم عبر سيطرة غير مباشره لسلطه الرئاسة المعتمدة على نفوذ قيادات عسكريه ووجاهات قبليه ترتبط ارتباط وثيق بحزب الاصلاح الاخواني الذي تناصف الحكومة مناصفه مع خصمه السياسي حزب المؤتمر الذي تم تحييده من قبل الاصلاح عن المشهد بعد ان امسكوا بزمام الوزارات السياسية والسيادية والإيرادية في اليمن’ لأول مره في تاريخ الحزب الأخواني ذا العقدين خريفآ ولأن القبيلة هي السلطة السائدة في اليمن عمومآ طغت على مرحله سيطرة اخوان اليمن عوامل عديده لفشلهم الذريع في إدارة شئون البلاد التي تعاني من اشكاليات كبيره مثلت تحدي اكبر من ايدلوجيا فكرهم السياسي وعقليتهم السياسية التي غلب عليها الفساد السياسي والاخلاقي تجاه الشعب اليمني وشباب ثوره التغيير التي انطلقت في11فبراير2011م والتي منحتهم ان يتصدروا مشهد الوصول للسلطة بفضل دماء المئات من شباب الثورة والتي ذهبت دمائهم هدرا كما ذهب حزب الاصلاح بعد ان اوصل اليمن واليمنين لوضع كارثي بعد ان فشلوا في إدارة الحكومة الانتقالية التي كان يحركها مشائخ وعسكر حزب الاصلاح لتحقيق مصالح الحزب ومراكز نفوذه’ ولم ينجح اخوان اليمن في حل الازمات التي تراكمت منذ وصولهم للسلطة بعد ان استنزفوا المال العام للدولة وفشلوا في ايجاد حلول عمليه لمشاكل اليمنيين المتفاقمة سياسيا واقتصاديا من غلاء وتفشي مستوى التضخم والبطالة إضافة الى سياساتهم الخاطئة مع خصومهم السياسيين المؤتمر وحلفائه الذين كانوا يشاركونهم الحكم بالمناصفة على ضوء ما انتجته المبادرة الخليجية الحل الذي وقعه الاخوان مع حزب المؤتمر.
وبدت مرحله الصراع السياسي والذي لم يكن لصالح الاخوان بعد ان تحالف المؤتمر مع انصار لله المكون السياسي للحوثيين الذي اطاح بأخوان اليمن وقد فرت قيادات حزب الاصلاح الى الخارج واذعنت قياداته في الداخل للوضع السياسي القائم دون اخوان اليمن’ ولم يعد للأخوان بعد نتائج الفشل الكارثي في مصر واليمن من ذريعة للعودة لحلم الوصول للسلطة غير معرفة الحقيقة التي تكونت بفعل تجربتهما الكارثية بأن الشعوب لن تحكم ببريق ارتداء عباءه الاسلام بعد سقوط الاخوان من اول امتحان لهم مع شعوبهم والذي لم يعدوا له جيدا!!
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com