الكوليرا تفتك بأهالي عدن وسط عجز حكومي فاضح

المشهد الجنوبي الاول_عدن
يواصل وباء الكوليرا حصد أرواح العشرات من أهالي العاصمة عدن وسط صمت محلي وعجز حكومي فاضح في مواجهة الوباء المنتشر بقوة بالمدينة الجنوبية العتيقة وخاصة في مديريات كريتر والمعلا ودار سعد حيث تجاوز عدد الضحايا المائة شخص بين وفيات وحالة إصابة واشتباه خلال أقل من أسبوعين  على ظهور  الوباء  القاتل الذي يفقد الإنسان كافة السوائل الغذائية بصورة خطيرة تؤدي لوفاته بغضون ثلاثة أيام مالم يتدارك نفسه ويلحقها بمغذيات ومحاليل إرواء كفيلة بانعاش عروق نبضه لمواجهة حالة الطرش والإسهال الحادين نتيجة العدوى  المنتشرة بشكل مخيف ومقلق لجميع  سكان مناطق عدن.
ورغم التحذيرات الصحية من خطورة  استيطان الوباء واستمرار المناشدات الدولية للمنظمات  والمجتمع  الدولي لسرعة التحرك وتقديم العلاجات الاسعافية  اللازمة  لمواجهة الوباء الجانح على المدينة في ظل استمرار أزمات غياب الخدمات الرئيسة وانقطاعات  الكهرباء والمياه وتصريف المجاري  والقمامة التي تشكل عوامل  رئيسة لانتشار الوباء المرعب وتزامن كل ذلك العجز المحلي المزري والفشل الحكومي الفاضح عن تقديم الدعم الصحي اللازم لمواجهة المرض وانقاض ضحاياه  من الموت المتربص بهم،مع غياب  مدير  للصحة  بعد ترقية د. الخضر  لصور إلى رئاسة جامعة عدن بقرار  اعتباطي أثار جدلا محليا  واسعا وترك منصبه  السابق كمدير للصحة بعدن شاغرا حتى الساعة بشكل انعكس سلبا على الأوضاع الصحية المتردية اصلا بشكل غير مسبوق بعدن،وخاصة مع استمرار إيقاف  المرتبات عن موظفي  العديد من المؤسسات  الحكومية بعدن وجنوب وشمال  اليمن ولجوء موظفين  وأسر  بأكملها إلى تسول قوت يومهم بشوارع عدن في سابقة تشكل إهانة  بالغة لحكومة  الشرعية التي تعهدت عشبة  قرارها الاعتباطي بنقل البنك المركزي الى عدن بصرف مرتبات جميع  موظفي الدولة اليمنية دون استثناء.
ولذلك وفي ظل العجز الحكومي  المخز عن القيام بأهم واجبات الدولة الشرعية تجاه أهالي عدن،فإن المسؤولية الأخلاقية  والإنسانية لاتعفي دول التحالف العربي من واجباتها  تجاه أهالي  عدن والمناطق  الجنوبية المحررة  واليمنية بشكل عام باعتبار  ذلك إحدى أهم الالتزامات الأخلاقية  والسياسية المترتبة على مشاركتهم بالحرب باليمن وزعمها التدخل العسكري لمساعدة الشعب اليمني وإنقاذه من الانقلابيين وبالتالي فإن  إنقاذه  أيضا من موت الأمراض  والأوبئة أهم وأولى من الانقلابيين العاجزين  اليوم حتى عن مواصلة  مناوراتهم الانقلابية في ظل ضيق  الخناق الذي يقترب  من أعناقهم  بصعدة  وصنعاء.

*ماجد الداعري

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com