الكشف عن الهدف الرئيسي من فوضى عدن وعلاقة الانتقالي بها
المشهد الجنوبي الأول – عدن
على مدى الأيام الماضية ، شهدت عدن احداث دراماتيكية غير معهودة رغم انتشار عشرات الفصائل في ارجائها من حوادث قتل وتجارة مخدرات إلى اقتحام محل مجوهرات ونهبه وصولا إلى اختطاف فتيات وتفجيرات.
مع ان هذه الاحداث باتت عادية بالنسبة للمواطنين في المدينة التي تكتوي بنيران الفوضى وعصابات القتل والنهب وتجار المخدرات والجنس منذ سيطرة التحالف عليها في العام 2016 وإعادة توزيعها بين فصائلها كمربعات سكنية، الا ان تزامنها مع حملات إعلامية لتسويق فصيل بعينه يشير إلى حجم العبث الذي تمارسه فصائل الانتقالي بالمدينة في سبيل الحفاظ على بقائها في المدينة.
الاحداث الأخيرة جاءت في اعقاب اعلان رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي نقل صلاحيات قيادة الفصائل الجنوبية بما فيها الأمنية إلى نائبه ابوزرعة المحرمي الذي يقود فصائل العمالقة ويتم تسويقه من قبل اطراف إقليمية ودولية كزعيم جديد للجنوب، وقد اثارت الخطوة مخاوف العديد من فصائل جنوبية سبق لها وان خاضت معارك ضد قوات المحرمي وتتوقع استهدافها وابرز تلك الفصائل الحزام الأمني الذي تم ضمه على الفصائل الأمنية الجنوبية بقرار سابق من الزبيدي.
كانت الأنظار تتطلع لتغييرات في الحزام الأمني في ضوء الحملة الإعلامية التي رافقت قرار تكليف المحرمي بإعادة هيكلته ووصلت حد اتهام قائده في عدن بممارسات مناطقية ضد أبناء محافظات جنوبية رغم انه مشهور بجرائمه ضد أبناء المحافظات الشمالية.
وبعد نحو أسبوع عاصف بالحوادث في عدن إعادت وسائل اعلام الانتقالي تسويق الحزام الأمني بطريقة جديدة والهدف ابقائه على حاله دون مساس ، فهو بحسب الحملة الجديدة من أعاد فتح محلات المجوهرات التي اضربت نتيجة النهب الصباحي لها وهو الذي قبض على قتلة ومروجي مخدرات مع أنه كان يفترض ان يمنع وقوع تلك الحوادث في ظل انتشار قواته في طول عدن وعرضها.
قد تكون الحوادث الأخيرة في عدن ضمن صراع داخلي لكنها من حيث التوقيت تكشف حجم العبث الذي تمارسه الفصائل الانفصالية بالمدينة حتى أوصلت الصراع إلى كل بيت جنوبي ومدى تأثير بقائها على استقرار المدينة.