أمريكا تتكبد خسائر باهظة في مواردها الإستراتيجية نتيجة التصعيد اليمني في البحر الأحمر

المشهد الجنوبي الأول – متابعات

 

اكدت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية، في تقرير نشرته، أن الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر تواجه تحديات هائلة نتيجة التصعيد اليمني المستمر. حيث تتكبد الولايات المتحدة تكلفة باهظة في مواردها الاستراتيجية نتيجة ملاحقتها لقوات صنعاء، التي أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح واشنطن في المنطقة.

وأشارت إلى أن قوات صنعاء نجحت في تحويل البحر الأحمر إلى منطقة خطر دائم للسفن التجارية، مما أدى إلى تراجع حركة المرور عبر المضيق بنسبة تقارب 50%. واضطرت السفن الدولية إلى اتخاذ طرق بديلة عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لقناة السويس، قدرت بحوالي 2 مليار دولار.

أوضحت أن الولايات المتحدة أرسلت أربع مجموعات حاملة طائرات متتالية، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، لحماية الشحن الدولي في البحر الأحمر، ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة. بل على العكس، فإن تواجد هذه القوات أصبح يشكل عبئًا استراتيجياً كبيرًا على البحرية الأمريكية، حيث اضطر البنتاغون إلى تخصيص ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية لمجرد مراقبة الوضع في البحر الأحمر.

ووفق المجلة فإن التهديدات اليمنية لا تزال قائمة، مما يعكس فشل الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة التحدي بشكل فعّال، وأن الولايات المتحدة اختارت نهجاً “متناسباً” لكنه غير كافٍ لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، مما يعزز من قوة صنعاء ويدفع واشنطن إلى استنزاف ذخيرتها الحيوية، محذره من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى خسائر أكبر للولايات المتحدة، ليس فقط في البحر الأحمر ولكن في قدرتها على التصدي لتحديات أخرى أكثر خطورة في مناطق أخرى من العالم.

ولهذا فان تقرير مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية التقرير يعكس حقيقة واضحة، وهي ان صنعاء استطاعت فرض واقع جديد في البحر الأحمر، مما أجبر الولايات المتحدة على تخصيص موارد ضخمة لمجرد الحفاظ على الوضع القائم. هذه الحقيقة تكشف عن تراجع واضح في قدرة واشنطن على فرض إرادتها في المنطقة، وتعزز من موقف صنعاء التي تمكنت من تحويل واحدة من أهم الممرات المائية في العالم إلى منطقة خطر دائم أمام الهيمنة الأمريكية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com