دراسة للكونجرس: تصعيد الحوثيين يسمى في السياسة الأمريكية “البجعة السوداء“
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
في دراسة لمركز أبحاث تابع للكونجرس الأمريكي، قال مركز ويلسون ومقره واشنطن، ان الوصف الدقيق لما قامت به اليمن بشأن الحرب على غزة يطلق عليه توصيف (البجعة السوداء) والتي تعني في السياسة الأمريكية الأمنية “الحدث غير المتوقع وغير المتوقع على الإطلاق يؤدي إلى عواقب وخيمة غير متوقعة”.
الدراسة التي رصدها وترجمها وحررها “المساء برس”، أشارت إلى أن الهجوم الذي نفذته القوات اليمنية على ست سفن تجارية في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط نهاية مايو الماضي “يوضح قدرة الحوثيين المستمرة على ضرب أهداف كبيرة ومتعددة حتى بعد ستة أشهر من الحملة العسكرية التي تقودها أمريكا لإنهاء هجمات اليمن”.
وقالت الدراسة لمركز ويلسون التابع للكونجرس، أن القوات اليمنية تملك صاروخ طوفان وهو التهديد الباليستي الأطول مدى “والذي تقدر وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أنه يمكنه الطيران لمسافة 1200 ميل وبالتالي الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط”.
وشككت الدراسة التابعة للكونجرس من أن تكون الهجمات اليمنية لها ارتباط بإيران. وقالت الدراسة “لقد تم التغاضي إلى حد كبير عن فشل استراتيجية إدارة بايدن في التعامل مع التحدي الحوثي”، وأحالت الدراسة سبب ذلك إلى تركيز واشنطن الأساسي على الحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحماس..
لكنها أضافت قائلة “مع ذلك فقد شارك البنتاغون بشكل كبير منذ ديسمبر الماضي عندما أنشأ فرقة عمل خاصة لإطلاق عملية حارس الازدهار لحماية الشحن التجاري من هجمات الحوثيين”.
وتضيف الدراسة “في الواقع كانت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن في البحر الأحمر مجزأة ولم تحظ بدعم محدود من حلفائها الأوروبيين، ولم تحصل على أي دعم من شركائها العرب، بريطانيا فقط هي التي أرسلت سفناً حربية للعمل تحت قيادة حارس الازدهار، في حين أنشأ الاتحاد الأوروبي قوة عمل منفصلة تسمى أسبيدس ولديها حالياً أربع سفن حربية في البحر الأحمر”..
لكن الدراسة لم تشر إلى أن هذه السفن الأربع قد انسحبت منها النصف بعد ضربها بقوة من قبل القوات اليمنية وتعطيل منظوماتها وإفراغ مخزونها من الذخائر الصاروخية.
ووصفت الدراسة التابعة لمركز للكونجرس بأن الفشل في مشاركة دول عربية علناً والانضمام إلى أي من العمليتين مع أمريكا أو أوروبا في مواجهة القوات اليمنية “كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة”..
وأضافت الدراسة إن خوف السعودية ومصر الدولتان الرئيسيتان على البحر الأحمر الأكثر عرضة للخطر، من أن يظهروا بمظهر المتحالفين مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية هو ما كان مصدر القلق الأكبر لهما وأدى لعدم مشاركتهما في التحالف الأمريكي أو الأوروبي.
واختتمت دراسة مركز الكونجرس تقريرها بالقول: “يبقى أن نرى ما إذا كان الحوثيون سيوقفون هجماتهم على البحر الأحمر إذا حدث وقف لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، فإن حكومة الحوثيين، على الرغم من عدم الاعتراف بها دولياً، أثبتت نفسها بالفعل كقوة عسكرية لا يستهان بها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدولتين الرئيسيتين في الشرق الأوسط الحليفتين للغرب، السعودية ومصر”.