وطننا غني بثرواته فقير بضمائر وإنسانية قياداته
عبد الله مريقش
ينعم وطننا الممزق بثروات و بسبب صراعات عبثية وقيادات عبثت بكل مقدراته وبثرواته الكفيلة بان تجعل ابناء هذا الوطن ان ينعمون بحياة كريمة وعيشه رقيدة وان يكونوا في صفوف الشعوب المتقدمة في تنميتها والارتقاء بأوطانها ، لكننا في وطن استفحلها الجهل وتسلطت عليها قيادات ضمائرها تجردت من الانسانية لا تؤمن إلا بالارتقاء الذاتي لهم وبناء دويلاتهم الصغيرة المحيطة بذويهم واقاربهم تحت راية المصلحة الخاصة وتنكيس راية المصلحة العامة لينعمون وحدهم بحياة البذخ والترف بخيرات هذا الوطن المتشظي على شقاء واشلاء ابنائه الذين يعانون مرارة العيش وحياة البئس والضنك ليتسول عزيزها ويختلس في ظلام الليل الدامس الى نفايات القمامة عفيفها للبحث عن بقايا الطعام ليسد به رمق الجوع ..
إلى اي حال أوصلتنا ضمائر حكامنا الفارقة من ذرات الانسانية الى حياة فقد فيها المواطن انسانيته وكرامته دقائقها وساعتها مؤلمة و مأساوية من جميع اركانها تحمل كل معاني القهر والاذلال، فمتى متى يكتفي المتصارعين في وطني من التلذذ بمعاناة المواطن المكلوم للبحث عن الحياة الكريمة والأمن الغذائي والصحي، والبحث عن العدل والمساواة في طريق بات ملغوم بالمخاطر والمناطقية والعنصرية والمحابة لا يعرف العدل إلا في الخطابات الناعمة من قيادات بعيدة عن واقعة المؤلم ومعاناته عبر وسائل الإعلام لتخدير بها مشاعر المواطن لقاضبه من هول ما يعاني ..
متى تنعم ضمائر الساسة والقادة العارية من المصداقية والمجردة من الانسانية والبعيدة عن الاخلاص لهذا لوطن ، متى تنعم برداء العزة والكرامة والشموخ والكبرياء ولوفاء لهذا الوطن متى تحيى ضمائرهم ليعود نبض الحياة لمواطن يموت باليوم الف مرة بسبب الأوضاع المتردية وانعدام كل وسائل الحياة ؟؟
متى يستشعرون المتصارعين في وطني الألم ويقدمون التنازلات للملمة ما يستطيعون لملمته من وطن تمزق ويضمدون في تنازلاتهم جراحاته العميقة المندملة منذ عشرة اعوام عجاف مضت متى تسخر خيرات هذا الوطن لأبنائه وتكتسي اجسادهم العارية لباس الحياة الكريمة والآمنة ويعلمون ان لهم قيادات وهبهم الله العقل الحكمة لبناء الوطن والمواطن ويعيدوا بتقديم تنازلاتهم واصطفافهم نموذجا لبناء دولة مدنية يحكمها النظام والقانون وينعم شعبها برخاء كباقي شعوب العالم .. فهل يكتفي المتصارعون والعابثون في وطنا من عنادهم المميت لهذا الشعب ومتى تستجيب مسامعهم الى انين الثكلا وصراح الأطفال ودموع قهر العجزة وتنبض ضمائرهم وتوجهم الى طريق الصواب ويكدسون جهودهم للارتقاء بحياة المواطن لا يكدسون حياة المواطن للارتقاء بحياتهم وينهضوا بالوطن وعزته وكرامتها والشموخ بمجده وحضارته ويدخلون التاريخ من اوسع ابوابه ام سيظلون بجهالتهم اشبه بكهنة المعبد يقدمون اجساد شعوبهم غربانا للشيطان من اجل تحقيق مصالحهم الخاصة .