شرعية وانتقالي.. شركاء في تعذيبنا!.
بقلم: ياسر الأعسم
– لم يتبقى شيء من شرف التضحية، و النصر، فقد بتنا نعلم زيفهم، ووهمهم، وندرك ضعفهم، وكذبهم.
– عصروا حياتنا، وأحلامنا، وخبزنا، وقهرنا، وأنين عجزتنا، ودموع أطفالنا، ومدارسهم، ومستقبلهم في كاسهم، وسكروا بمعاناتنا ليلا، وصبحا، وترنحوا ظهرا، وعصرا، حتى باتوا قاب قوسين من زوالهم.
– ضميرهم شبع موت، ويعيشون يتفاخرون بجشعهم، ومجد لصوصيتهم، وجعلونا شعب على هوامش الحياة، وفي جحر المعاناة، وكف عفريتهم.
– ولم يعدوا يحسبونا بشرا، جردونا من آدميتنا، ويستنزفون رواتبنا، وجيوبنا، وشرفنا، وقيمنا، اتينا بهم إلى القصور، والمناصب ، وقد كانوا عدما، وأمسينا في وجودهم عدم، بسطوا على كل خزق في عدن، وصار الثوار تجار، وإذا سألناهم على الكهرباء خرسوا، وعندما احتجنا (تنكة) وقود، و(جلن) مازوت انبطحوا، وقالوا مش شغلنا، حاسبوا الشرعية أو أنتظرونا، والوعد بيننا، وبينكم العشرين السنة القادمة.
– يلقون خطبة العزيمة بساحة احتضرنا، ويقيمون حفلتهم على شرف موتنا، ويودعون جنازتنا بزفة، خلفها طابور المطبلين، يهرولون بالنعش فيه جثة بنيهم أو صحابتهم، واخيهم، والعشيرة التي تاؤيهم، وشعب الجنوب جميعا، إلا نفر كانوا حفاة، وأصبحوا طغاة !.
– لم يشفع لنا نصر، ولا كرمتنا حرية، تسع سنوات نصرخ ” الضرب في الميت حرام “، والتحالف أول من يتحملون وزر معاناتنا، فقد اكتفوا بموقف المتفرج من تعذيبنا، وهم الذين يملكون حبل الوصاية، ولم نعد نعلم بأي جريرة يلفونه على رقابنا، عقابا أم حذرا أو سياسة اشتري كبارهم، وجوع، وعذب شعبهم، يصيرون كلهم كلابك يتبعونك، وبعضهم حراسه، ومنهم لصيد، واتعسهم مطبل، وقد بتنا على قناعة أن وصايتهم باطلة، والبند السابع جريمة.
– الشرعية متهم رئيسي في عقابنا، والقهر أن شعبنا المنتصر أمسى تحت رحمة المهزومين، بداية من (معين الوحش)، الذي تركوا غله، وطابوهم الخامس يتشفوا بنا، فقد كانوا يعتقدون أنه مفصل على مقاسهم، وكان يشخط قرار تعيين واحد جنوبي من حاشيتهم، ويجر خلفه عشرة من جماعته، وكانت أخته رئيسة، وخالتهم مستشارة، وبنت جدتهم سفيرة، وبقية الأسرة دبلوماسيين، وملحقية في السفارة.
– من عهد حكومة (الوحش) سعر الصرف لاصي، والخدمات طافي، وحضر (بن مبارك)، وغرقت عدن في ظلموهم، وظلامهم، وهو يتجول، ويتصور ، وهل يشفع للحزينة البكاء؟!.
– لا نستطيع أن نعفي الانتقالي من جريمة معاناتنا، فالشرعية التي يرمونها بحجر رجسهم، هم من اتى بها بصفتهم ممثلين الجنوب، وشعبه، وناصفوها حقائبها الوزارية، وشاركوها كراسي السلطة، وحقنا عندهم، وليس عند غيرهم، والمصيبة أننا إذا حاولنا الخروج عليها، كانوا سند، وحزاما، ودرعا لها !.
– لقد تشابه بقرنا علينا، ولكن الحقيقة أن الشرعية بضاعة الانتقالي، ونردها إليهم، ونرفض أن يستغبوا عقولنا، وعندما تكون الشرعية لهم بقرة رضعوها، وإذا صارت جيفة طرشوها !.
– إذا كنتم تصروا على تمثيلنا، عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم كاملة، وترفعوا عنا المعاناة، وأن كانت سلطتكم عاجزة عن شراء قاطرة وقود، وتشغيل محطة كهرباء، اعتزلونا، وتفرغوا لتجارتكم، فالذين فوضوكم يريدون استرداد حقوقهم، وحياة كريمة، لا أن تصيروا قادة، وتجار، وسادة، فلن نعيش على هوامشكم أو نكون عبيد لأحد.
– سنشعل شمعة، ونلعنهم.
– ياسر محمد الأعسم