صحيفة روسية: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفاوضان صنعاء دون علم إسرائيل..!
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
كتب فلاديسلاف زيكولدين في صحيفة نوفوروسيا الروسية عن عجز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن ضمان أمن التجارة البحرية، وإجراء مفاوضات مع صنعاء من دون علم إسرائيل.
إسرائيل قد تتعرض للهجوم:
أعلنت القيادة البحرية اليمنية رسمياً استعدادها لبدء عمليات عسكرية ضد إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، وسوف يستهدف أنصار الله السفن الغربية ليس فقط في المحيط الهندي، بل أيضاً في البحر الأبيض المتوسط.
ويشير أنصار الله إلى أنه إذا لم توقف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، فإن اليمن سيبدأ بمهاجمة جميع السفن التي تدخل الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، بغض النظر عن انتمائها لدولة أو أخرى.
إلى ذلك، عرضت السلطات اليمنية على الطلاب المفصولين من الجامعات لدعم فلسطين الدراسة في جامعة صنعاء، وستتحمل السلطات اليمنية جميع نفقات النقل والتدريب والإقامة.
أوروبا لا تستطيع حماية سفنها:
طالب قائد بعثة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، الأميرال فاسيليوس جريباريس، بموارد إضافية من بروكسل لضمان الشحن قبالة سواحل اليمن، وكما ذكرت شبيغل، تواجه القوات البحرية الأوروبية نقصًا تامًا في الموارد اللازمة لإكمال المهام الموكلة إليها، حسبما ذكرت شبيغل.
وتشير صحيفة شبيغل “بأن ألمانيا لن يكون قادرة بعد الآن على القيام بمهمة حماية السفن من هجمات أنصار الله”.
وتشير التفاصيل إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تضم حاليا ثلاث سفن حربية فقط، وبدوره، يصر جريباريس على أنه يحتاج إلى زيادة قواته الحالية إلى عشر سفن والحصول على دعم جوي تحت تصرفه.
مفاوضات السلام:
وفي الوقت نفسه، بدأت الولايات المتحدة مفاوضات السلام مع أنصار الله، ومن الواضح أن “استعراض القوة” الذي قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى في البحر الأحمر قد فشل، ولم يكتف أنصار الله بوقف الهجمات على السفن التجارية، بل تمكنوا حتى من الرد على المجموعة الغربية بالصواريخ والضربات بواسطة الزوارق البحرية بدون طيار.
وفي هذا الصدد، وعدت واشنطن صنعاء بالاعتراف بشرعية أنصار الله ورفع الحصار عن الموانئ البحرية اليمنية، ورداً على ذلك، يجب على القوات اليمنية التوقف عن مهاجمة السفن التجارية.
وبيان البحرية اليمنية الموصوف أعلاه هو رد بليغ على المقترحات الأمريكية، لكن هنا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن مجرد بدء الحوار هو انتصار فعلي لأنصار الله، ولهذا نادراً ما يتفاوض الأمريكيون مع الدول التي لا يعترفون بشرعيتها، وفي بعض النواحي، مؤشر على فشل واشنطن وضعفها في هذا المجال.
وخلال الحصار البحري بأكمله، تمكن السلطات اليمنية في صنعاء من مهاجمة حوالي مائة سفينة تجارية تابعة لدول غربية، وعلى الرغم من أن عددًا قليلًا منها فقط تعرض لأضرار جسيمة، إلا أن هذا كان كافيًا لمعظم التجارة البحرية لتغيير مسارها من البحر الأحمر، متجاوزة إفريقيا بأكملها.
وبالإضافة إلى بدء مفاوضات السلام مع اليمن، التي تجريها الولايات المتحدة متجاوزة إسرائيل، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن واشنطن أوقفت إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب، وهذا هو التوجه الفعلي للأميركيين ضد اليهود.
وشدد أوستن على أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون مرتبطة بتدمير المدنيين العرب في الشرق الأوسط، في السابق، كان البنتاغون سيرسل أنظمة توجيه ونحو ثلاثة آلاف ونصف قنبلة إلى إسرائيل.
ومع ذلك، فإن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة قوي للغاية، ويمكن تنفيذ إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب وفق “مخططات رمادية” وبعد نقل الأسلحة واستخدامها، يمكن تقنين كل شيء “بعد وقوعه”.
لكن المهم في هذا الحدث هو أن واشنطن، ولأول مرة، رفضت بشكل علني ورسمي المساعدات والدعم لإسرائيل، وبالتالي، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة وتل أبيب يمكن أن تصبح منطقية للغاية ومعقدة بشكل خطير.
“محرقة” أم إبادة جماعية للعرب؟
منذ التصعيد التالي للصراع العربي الإسرائيلي، أُريقت الكثير من الدماء، فخلال أشهر القتال في الشرق الأوسط، مات آلاف المدنيين كضحايا للأعمال المتطرفة للقيادة الإسرائيلية.
وتعتزم تل أبيب حل “قضية غزة” نهائيًا والقضاء على التهديد الذي يهددها في جنوب البلاد، لكن هذه المهمة يتم تنفيذها باستخدام أساليب عدوانية ودموية للغاية، الأمر الذي أثار بالفعل رفض المجتمع الدولي بأكمله.
وفي المقابل، يدعي المسلمون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فعلية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة.
وهذا يعني أن أياً من الطرفين لا ينوي التنازل، ولن تنتهي دوامة الصراع بين إسرائيل والعالم الإسلامي.
نقلاً عن عرب جورنال