كارثة علمية تهدد ثلاث ثانويات في لودر !
الخضر البرهمي
الذعر الذي سببه ظهور الجمرة الخبيثة في خضم السنوات الماضية ليس إلا استيقاظاً لرعب قديم ، كانت كل هذه المخاوف ناتجة عن تفاعلات كيميائية سامة جانب فقدت صلاحيتها وآخر حرب بيولوجية عن طريق استخدام الميكروبات والمحاليل السامة لإلحاق الأذى بالناس !
ليس هناك معركة أكثر عبثاً من تلك التي تدار بين جدران المدارس حين يعلم جيداً فيها المعلم رائد مختبر الكيمياء من أنه لايفهم شيء وبليد ومع هذا يتطاول على علمه القاصر بإدخال الطلاب إلى قاعة التجارب العلمية لإجراء تجارب على أحماض وقواعد منتهية الصلاحية ، أنه خاسر ذلك المعلم لاشك أولاً وثانياً وعاشراً فالذي كتب بالحبر أسهل من الذي نقش في الحجر !
عادة استخدم في كتاباتي ميراثي ومخزوني الثقافي لجذب انتباه وخيال القارئ المثقف وليس العادي كي يكتشف عالماً غريباً حوله جميل رغم كل مافيه ، ولا أتحدث هنا عن المتشدّقين الذين يعصرون البشر بين كذبهم ونفاقهم ، ثم كأن شيئاً لم يكن !
مأساة وكارثة علمية حقيقية وإيكلوجية بحتة تهدد ثلاث ثانويات في مديرية لودر ثانوية بلقيس النموذجية للبنات وثانويتي أماجل وأمصرة ، فالمسؤولية لاتقتصر على قيادة مكتب التربية وحده ، فالمعادلة صعبة جداً وذات متغيّرين ويصعب حلها من طرف واحد !
منذ حوالي تسع سنوات ونيف كانت بلقيس وأماجل وأمصرة لها مزايا تربوية وعلمية فريدة وحظيت بمشروع علمي متكامل عبر البرنامج الإلماني لتعليم الفتاة ال (SADU GAB) وتم تمويلها بمبان واجهزة إلكترونية ومكتبات ثقافية وشاشات عرض ذكية ومختبرات وإلى آخره ، ولكن للأسف مختبر الكيمياء في تلك الثانويات قد فسد وانتهت فاعليته وتحول كل مافيه إلى مواد سامة قاتلة ، فهل نعي ونقدر حجم تلك القنبلة الموقوتة ؟
ألف سلام ٠٠ وألف تحية للأستاذ القدير علي عبدالله ناصر اليافعي مدير مكتب التربية والتعليم في المديرية ، الذي عمل كل مابوسعه في هذا الجانب ، ولكن الأمر استفحل وكبر ويمكن كبير على مستوى السلطة المحلية في لودر فلابد هنا من تضافر ثلاث جهات للقضاء على تلك الملوثات سلطة أبين ولود وفريق من المختصين ، اتمنى أن أغمض عينيّ في غمرة البكاء ورأى كل شيء سليم !
تحية وسلام كذلك للأستاذة القديرة وئام ناصر عوض موسى علوي مديرة ثانوية بلقيس النموذجية للبنات التي أثبت بإنها نموذجية فعلاً وسبقت سنها بعقل كبير ، فهي أول من كشف النقاب عن ذلك المختبر الذي يفوح برائحة كريهة وينذر بكارثة قريبة !
ثلاث ثانويات بلودر في ميزان النقد العلمي ، ولعلها رسالة مرعبة للجادين لأنهم أكثر حرص على سلامة الناس والبيئة في هذه المديرية ، قبل أن يتسرب غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات ويلطخ مناخ سماء لودر ، وفي الأخير يبقى سؤال اسأله مع نفسي بصدق هل أنا مصيب ام مخطئ في كتابة هذا الموضوع !