هل يتغير مسار الحرب على غزة؟
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
فجّر مقتل 7 من عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي بغارة إسرائيلية وسط قطاع غزة ردودا غاضبة، مما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء مكالمة هاتفية وصفت بالأصعب مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث هدد بايدن بتغيير التعامل الأميركي مع الحرب على غزة الذي اتصف بالدعم الكامل للعدوان سياسيا وعسكريا.
ووجه بايدن ما وصف بأنه أقوى توبيخ أميركي لإسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجاء في غمرة خلافات أميركية إسرائيلية حول إدارة الحرب وأهدافها، ووصف بايدن خلالها نتنياهو بأنه يضر إسرائيل أكثر مما يساعدها.
ثم جاء الموقف الأميركي المضطر للتخلي عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار بمجلس الأمن ليدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة.
وفي غمرة انتقادات لبايدن من يساريي الحزب الديمقراطي، وتراجع شعبيته في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، وبعد خلافات أميركية إسرائيلية حول اجتياح رفح وصفقة الأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ولخطة ما بعد الحرب، جاء القصف الإسرائيلي لقافلة المطبخ العالمي المكونة من 3 سيارات ليكون القشة التي تقصم ظهر البعير.
دعونا نتعرف على طبيعة المواقف الأميركية، وهل تشكل تغييرا حقيقيا في موقف واشنطن من الحرب؟ وما تأثيرها على مسارها فيما يتعلق بإدخال المساعدات وصفقة وقف إطلاق النار واجتياح رفح؟
ازدواجية المعايير
بدا قصف القافلة الإنسانية كقشة بالفعل أمام ما سببه العدوان الإسرائيلي على غزة من استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني خلال 6 شهور، وهو ما كشف ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع الضحايا، فضلا عن استهتار حكومة الاحتلال بقيمة الحياة البشرية واستهتارها بالقيم الإنسانية وبقوانين الحرب التي تقر بحق حماية المدنيين والجهات الإنسانية التي تقدم لهم الخدمات.
ومن خلال ما صدر عن البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وما تم تسريبه عقب المكالمة، فقد تركزت المطالب التي قدمها بايدن لنتنياهو خلال المكالمة على اتخاذ “سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس” متمثلة في:
زيادة هائلة في إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وفتح معابر إضافية، ووقف استهداف العاملين في المجال الإنساني.
خفض العنف ضد المدنيين.
تمكين المفاوضين الإسرائيليين من التوصل إلى اتفاق مع حماس دون تأخير لإعادة الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم.
طلب تقرير مفصل عن مقتل عمال الإغاثة، ودعوة نتنياهو لتحقيق فوري يتضمن محاسبة شاملة للمسؤولين عن الحادثة.