صحيفة أمريكية: هجمات اليمنيين في البحر الأحمر تحمل دروساً قاسية للغرب
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
كتب رامون ماركس في صحيفة “ناشيونال انترست” الأمريكية، وهو محامٍ دولي متقاعد من نيويورك ونائب رئيس مجلس إدارة مديري الأعمال للأمن القومي (BENS)، تقرير بعنوان هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحمل دروساً قاسية للغرب.
وأوضح ماركس انه لا يزال الحوثيون متماسكين، ولا يزالون يهاجمون بشكل منتظم السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأمريكية، رغم القوة النارية للبحرية الأمريكية. وأضاف أن ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر كيف أن تطوير الصواريخ الأرضية المتنقلة والمضادة للسفن والطائرات بدون طيار الرخيصة قد أحدث ثورة في الحرب البحرية تمامًا كما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي.
وأكد ماركس انه لم تعد السفن القتالية السطحية، بما في ذلك حاملات الطائرات، قادرة على فرض السيطرة المطلقة على البحار. وانه يجب أن تراقب هذه المنصات السطحية بحذر أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن للدول القومية الوصول إليها.
وأشار الى أن الدرس الاستراتيجي المستفاد من حملات البحر الأحمر والأسود هو أن إحصاء السفن الحربية ربما لم يعد الدليل الأفضل لتقييم قدرة أي دولة على وقف الممرات البحرية والسيطرة عليها. كما لفت الى انه يمكن للصواريخ والطائرات بدون طيار غير القابلة للغرق والمنطلقة من الشاطئ، والقادرة على ضرب أهداف على بعد مئات أو حتى آلاف الأميال في البحر، أن تحمل الآن تهديدًا كبيرًا أو أكثر مثل السفن الحربية السطحية.
وذكر صعوبة مواجهة البحرية الأمريكية للهجمات اليمنية، وضرب مثلا لصعوبة ذلك بأن التصدي لأنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار الصينية الأرضية غير القابلة للغرق سيكون أكثر صعوبة بالنسبة للبحرية الأمريكية من قتال الحوثيين.
وقال أن إحدى النتائج الأخرى لهجمات الحوثيين على البحر الأحمر هي إدخال ما قد يكون تغييراً دائماً في أنماط التجارة والنقل العالمية. وأوضح ماركس انه ليس هناك احتمال كبير أن تتمكن البحرية الأمريكية، التي انضم إليها الحلفاء الأوروبيون في إطار عملية “أسبيدس” ، من ابتكار حل عسكري نهائي للقضاء على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
وأكد أن استمرار الجمود البحري مع الحوثيين ليس انتصارا. ونظراً لعدم وجود حل عسكري حقيقي، بدأت واشنطن بالفعل في البحث عن صيغة دبلوماسية، حتى أنها تواصلت مع طهران للحصول على المساعدة في مفاوضات القنوات الخلفية.
وفي الختام قال ماركس في تحليله أنه قد يتعين على إنهاء الهجمات الحوثية أن ينتظر السلام في غزة، مؤكداً انه عندما يأتي ذلك اليوم، فإن التداعيات طويلة المدى لما حدث في البحر الأحمر لن تنتهي. وسوف تستمر شرايين النقل التجاري الجديدة في روسيا في الالتحام، مما يؤدي إلى تحويل أنماط التجارة العالمية، كما ستستمر المناقشة حول كيفية قدرة القوات البحرية الحديثة على التكيف مع الطائرات بدون طيار الأرضية والصواريخ المضادة للسفن. وستظل هذه التحديات التي يواجهها الغرب قائمة بعد أن توقفت هجمات الحوثيين نهائياً إلى الأبد.