الراتب يا بن عوض!
بقلم: احمد محمود السلامي
صبرنا على كل المظالم وعلى القهر والانفلات والذل والمعيشة المتدنية .. باقي معنا شيئين ، الهواء (الملوث) الذي نتنفسه والراتب الحقير الذي يادوب يكفي لسد الرمق وكما يقولوا أهل : باولة وبيستين .
شبعنا كذب وهموم ومواعيد وتصريحات وتهريج دون التنفيذ أو الإيفاء بصرف مستحقات الموظفين .. النتيجة سيئة خاصة مع بداية هذه السنة الكبيسة التي أكلت تعزيزات المرتبات للفصل الاول الله لا يسامحها .
كنا نحلم بوطن أو بربع وطن الآن صرنا نحلم اكثر بالراتب ، ليس لدينا مصدر دخل غيره ، لا صرفة ولا إيجارات محلات ولا جبايات ولا رواتب من جهات مغرضة .
سكتنا على الباطل، على أمل أن تصلح الاوضاع وتتحرك الامور حتى بشكل بطئ نحو الأمام ، لكنها للأسف تراجعت إلى الخلف .. اصبحنا لا نثق في الحكومة ولا بالمكونات الأخرى مهما كان جبروتها وبطشها ، لا شيء اقسى من انعدام لقمة العيش والادوية والعلاجات والاستقرار النفسي ، لا نريد عقارات ولا مناصب ولا سفر و فسح ولا (…) تركنا كل شيء للفاسدين يتنعموا به ، ونحن ليس معنا إلا الراتب وهو حق اكتسبناه من بعد سنوات طويلة ومضنية قضيناها بكل إخلاص وتفان في خدمة العمل والمهنة ، وفي الأخير سقطت كل حقوقنا الوظيفية والعلاوات وحق العلاج ، والراعية ، وحق التقاعد ، كل شيء سقط حتى الراتب بدأ بالسقوط والتعثر لأن المعالجات كانت غير صحيحة كلها ترقيع ، والمماحكات كبيرة لا احد يكبح جماحها .
ايام ويحل علينا شهر رمضان المبارك ونحن بلا رواتب للشهر الثالث ، لذا ترونا نناشدكم أن تتقوا الله فينا وفي الوطن ، ونكرر ونقول : نريدُ الراتب الشهري يا بن عوض ؟