رفح .. الرمق الأخير للكيان الهزيل
د. عوض احمد العلقمي
مرت الأيام والليالي طويلة وصعبة ومؤلمة على نساء وشيوخ وأطفال غزة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ؛ فلا مأوى يأويهم ، ولا مسكن يحميهم من صقيع الشتاء ، وأمطار السماء ، ولا مشرب يروي عطشهم ، أو يخفف من ظمإهم ، جراء حمم النيران الصهيونية الصليبية التي تنهال عليهم ليل نهار ، ولا دواء يخفف من نزيف دمائهم ، أو يساعد في التئام بعض جراحهم .
مر شهر وثان وثالث ورابع ومازالت الجراح تغور ، والأجسام تنزف ، والقلوب تكلم ، والألم يعتصر قلوب الأحرار والشرفاء الذين حالت بينهم وبين إخوانهم في غزة لعنة الحدود الجغرافية المصطنعة ، وكذلك مازال موقف النظام العربي غارقا في صمته المخزي ، وخانعا على عروش العار والمذلة والمهانة التي أجلسهم عليها العدو الصهيوني الصليبي المتغطرس . أما العدو الصهيوني فما زال مستمرا في قتله ، تائها في غيه ؛ يبحث في غزة ويفتش في أرجائها شبرا شبرا وحجرا حجرا ؛ لعله يظفر بمعقل من معاقل المجاهدين ، أو يعثر على أثر لأحد الأسرى أو الآسرين ، لكن دون جدوى .
وهاهو الكيان الصهيوني الهزيل يغير وجهته نحو رفح ، بعد أن تأكد أن عدد النازحين إليها قد تجاوز الثلاثمائة ألف ومليون ، معظمهم من النساء والأطفال ، علما بأن رفح هي آخر مدن غزة المحاذية لجمهورية مصر العربية ، التي صمتت صمت القبور ، وكأن الأمر لايعنيها ، مع أن قطاع غزة برمته ، هو الخط الدفاعي الأول لها ، هذا لو كان للنظام عين تبصر ، أو أذن تسمع ، الأمر الذي نعهده من القطر المصري لاسيما في المعارك المصيرية ، كمعركة طوفان الأقصى .
ويبدو أن الكيان الدموي الهزيل ، قد توجه نحو رفح للتغطية على فشله ، يجر وراءه أذيال خيبته وهزيمته ، إنه الرمق الأخير لهذا الكيان الهزيل الدموي النازي ، إنه يريد أن يظفر بقتل أكبر عدد من النساء والشيوخ والأطفال في رفح ، فضلا عن تهجير من ينجو من الموت إلى الأراضي المصرية ، لعله يرفع بعد ذلك راية النصر الوهمية ، ولكن يبدو أن هذا الكيان الهزيل لايعلم أن رفح ستكون المعقل الأخير لدفن ماتبقى من فلول جيشه الجبان ، بل حتما سيلفظ أنفاسه الأخيرة هناك …د