غزة مائة يوم صمودٌ وتضحية بطولةٌ وإباء
نيل عارف العمادي
مائة يوم من الصبر والصمود والبطولة، مائة يوم من الانتصارات والملاحم الخالدة التي سطرها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة مائة يوم أنهكت المحللين والسياسيين والخبراء العسكريين، مائة يوم استنفد فيها الجيش الإسرائيلي كل مخزون الأسلحة والذخائر، ولم يتمكن من السيطرة على كيلومتر مربع في قطاع غزة: مائة يوم والإدارة الأمريكية مجتمعة على مدار الساعة ووزير الخارجية الأمريكي ما أن يقلع َمن مطار حتى يهبط في آخر، مائة يوم ونحنُ نعاني كشعوب عربية حرة خلف الشاشات مما يحدث لإخوتنا في غزة من مجازر وجرائم وحرب إبادة جماعية،مائة يوم تحول فيها قطاع غزة إلى كومة من الركام،مائة يوم مرت على أهل قطاع غزة وكأنها «مائة عام» في ظل القصف المتواصل، والنزوح من مكان إلى آخر ضمن القطاع الساحلي الصغير المزدحم بـ 2.4 مليون نسمة والذي تحولت أحياءها مليئة بالأنقاض والمباني المدمرة.
وفي حصيلة لا نهائية، أدى العدوان الإسرائيلي والأمريكي على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 24 ألف مواطن، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، وإصابة أكثر من 60 ألف مواطن، فيما لا يزال الآلاف محاصرين تحت الأنقاض.
مائة يوم من استهداف المنشآت الحكومية والمستشفيات والمدارس والطرق والجامعات والمساجد والكنائس، مائة يوم استخدمت فيها إسرائيل كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ورغم ذلك لم تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية التي لا تزال تطلق الصواريخ على الأراضي المحتلة. من قبل الكيان الإسرائيلي،
مائة يوم من الفشل والهزيمة الإسرائيلية والأمريكي في غزة وعدم تحقيق أي هدف عسكري ، مائة يوم من الانحدار الأخلاقي للجيش الصهيوني في غزة،،
،في المقابل مائة يوم من الانبطاح العربي والإسلامي،
والخنوع والذل،والارتهان والعمالة للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية،،،،