شرعية هادي تطرح عدن بين تكدس القمامات وطفح المجاري
Share
استطلاع / ميرام ماهر
تكدست مخلفات القمامة في شوارع عدن التي جعلت معظم مناطقها تقبع في مستنقعات من القمامة والمجاري، وانتشرت الاوبئة وكثرت الأمراض الخطيرة، ووقف الكل متفرجا دون أن يحركوا ساكناً امام تكدس القمامات وطفح المجاري في الشوارع الخلفية والرئيسية وعند أبواب المنازل بل وتقطع الطرقات وتعيق الحركة اليومية بالمدينة، مضيفه معاناة اخرى لأهالي المدينة.
عدن لم تعد جميلة بل تركت غارقة في القمامة التي تهدد المواطن، وهناك أكياس من الاوبئة والأمراض تتكدس في شوارع وازقة عدن.
معاناة عدن لم تتوقف عند اكوام القمامة التي يتحمل نص تكدسها الأهالي الذي يتوانوا عن رمي القمامة في مكانها الصحيح ورميها بشكل عشوائي وهمجي، فيما أنفرد عاملو النظافة بالنصف الأخر وبطرق متعددة ومتنوعة، فتارة تترك الشوارع مليئة بالقمامة والاسواق في حالة يرثى لحالها بحجة أن عاملو النظافة لم يستلموا رواتبهم وتارة يعمل عاملو النظافة على اماكن لتكدس القمامة ولو على شارع رئيسي في المدينة عدن .
طفح المجاري هي الأخرى مصيبة وخرابُ طغى على شوارع مدينة عدن وأزقتها وأفسد الطرقات واصطنع الحفر والتشرخات في الأرصفة والطرق وجعلها مشققة تعرقل حركة سير السيارات وتغير مسار الناس الذين يحاصرهم طفح مياه الصرف الصحي الذي يسير لمسافات طويلة، حيث تعتبر هذه الظاهرة بنسبة 70% مفتعلة من جهات ترى فيه المصلحة ومن طرف ثاني تعتبر انتشار طفح مياه الصرف الصحي بسبب تقاعس الجهات المختصة في معالجتها أولاً بأول .
وفي هاتين المعاناتين اللتين ارهقتا أهالي مدينة عدن نترككم مع هذا الاستطلاع الذي أخذ آراء المواطنين في المدينة وعبروا من خلاله عن ما يعتلج في نفوسهم، فإلى الاستطلاع :
استياء الأهالي
المواطن حمود خالد من أبناء مديرية الشيخ عثمان فضفض عن ما يجول في نفسه جراء استنشاقه اليومي لمياه الصرف الصحي وقال :”الروائح المنبعثة من مياه الصرف الصحي ازكمت أنوفنا وأصابتنا بالغثيان لما لها من روائح قذرة، وكذا لما تجلبه من الحشرات التي تنقل الأمراض الخطيرة والمزمنة، هي التي زادت من معاناتنا في الحي حيث نشكي من تواجدها امام منازلنا دون اي حل يذكر لها، لقد استأنا من هذا الوضع ومن تواجد هذه المياه وبصورة يومية في الحي لقد تسببت في عرقلة السير ومنع المصلين من اداء فريضتهم بالإضافة إلى الأطفال الذي يحاولون قطعها ويغرقون فيها ثم ينقلون القذارة معهم إلى ارجاء المنازل وهذا ما زاد استياءنا .
مشهد معبر
المواطن سعيد فارع أحد مواطني مديرية الشيخ عثمان يقول :”مشاكل كثيرة تخلفها تكدس اكوام القمامة، منها تكاثر البعوض الناقل الأكبر للعديد من الأمراض والحشرات الأخرى، حيث يأتي ذلك في غياب عاملو النظافة وتوجيهات مدراءهم في صندوق النظافة بالمحافظة، حيث حولت شوارع مديرية الشيخ عثمان وباقي مديريات عدن إلى مقالب للقمامة حيث تعمل على إزعاج الساكنين والمارين أيضاً لما تخلفه من تبعات حيث تزايدت معاناة سكان عدن منذ اعوام نتيجة الإهمال واللا مبالاة في صحتهم وسلامتهم .
وأضاف المواطن سعيد في معاناته الأخرى وهي طفح المجاري قائلاً :”اثناء مروري في احد شوارع مديرية الشيخ عثمان استوقفني مشهد للمارة وهم يعبرون في شارع قصدوا آخر واثناء محاولتهم التنقل إلى الشارع الآخر صعب عليهم ذلك نتيجة مياه المجاري، والبعض منهم حاولوا العبور عن طريق القفز والبعض الآخر توقف عن ذلك وغيروا من طريقهم ووجهتهم ليسلكوا طريقاً أطول من أجل أن يجدوا طريقاً للعبور والبضع ينتظر لدقائق ليقوم بعد يأسه من تغيير مساره بسبب من سببه طفح المجاري ليفكر بجلب قطع من الحجارة ويبني بها جسراً ليتم من خلالها العبور إلى الطريق الآخر.
ليست المرة الأولى
ويقول المواطن ياسين العولقي وهو من القاطنين في مديرية كريتر متضرر بشكل رئيسي من طفح المجاري وتكدس القمامة، حيث يقول :”لو اردتم الحقيقة ليست المرة الأولى ولا الثانية، بل نحن دائماً نعاني من طفح المجاري نظراً لتماطل الجيران وعدم وجود المساعدة فيما بيننا، في مرة سابقة طفحت المجاري وعرقلت الأهالي من العبور وانا طرقت كل ابواب الجيران وكلهم يتجاهلون ذلك وقمت بإعادة إصلاحها وتحملت الغرامة وحدي، كما نعاني أيضاً من تكدس القمامة وتقاعس عاملي النظافة من القيام بعملهم جراء العمل بجهوية وحرية مقيتة في ظل صمت مسئولي صندوق النظافة وعدم إلزامهم بتأدية واجبهم المناط بهم عمله .
أجبرنا على التشاجر
المواطن محمد اليافعي أحد أبناء مديرية كريتر قال لنا :”مرت ايام ونحن نعاني من هذه المجاري وطرقت كل ابواب الجيران ولم نجد آذاناً صاغية لنا واجبرنا إلى ان نتشاجر معاهم بسبب ما طرأ على اولادنا من مشاكل وامراض جلدية، وفي الحقيقة انا شخصياً لم استطع فتح باب حمام منزلي بسبب رد مياه المجاري إلى حوض الحمام والمطبخ هذا من جهة، ومن جهة اخرى عشوائية الأطفال اتجاههم نحو المياه في الأحواض مما يسبب لهم الامراض.
نتيجة لا تحمد عقباها
لسان الأمهات في عدن كان واحداً وأخذنا آراءهن التي قلن فيها : ”الناظر إلى تكدس القمامة وطفح مياه الصرف الصحي في شوارع وأزقة مديريات مدينة عدن يرثي حالها الذي آلت إليه جراء الصمت المخزي الذي تنتهجه الجهات المختصة في صندوق النظافة في المدينة وعدم حل هذه المشكلة التي أرهقت كاهل أهالي عدن وزادت من معاناتهم ومشاكلهم التي هم في غنا عنها فوق ما يعانوه من أزمات الكهرباء والماء ورواتب وغيرها من المشاكل والأزمات، فنرجو من المسئولين عن صندوق النظافة والصرف الصحي حل هذه المشاكل والتخفيف من أعباء الأهالي.