انا اليوم اكتب الى شعبي البطل الصابر الصامد في ميادين الجوع والفقر والمرض والبطالة والمظالم ..ان قلبي يتألم لتلك المعاناة الطويلة التي طالتكم واحالت حياتكم الى انتكاسات خلف انتكاسات.. صدقوني ان العين تدمع والقلب يحزن والمشاعر تتعذب جراء ذلك الاهمال الواضح الذي سببناه بحكم ودمر فيكم كل الاماني والاحلام الوردية التي طالما انتظرتوها مع اشراقة كل فجر جديد..
انا اسف واقدم لكم اعتذاري لكني اعترف لا استطيع ان اقدم لك شيء يرفع عنكم تلك المعاناة والسبب بسيط جدا وهو انني اعمل في السلطة انا طالب الله مثل اي انسان في هذه المعمورة..
صحيح انني مسؤول ومن واجباتي الأخلاقية والدينية ان اقدم لكم الكثير من الاعمال والصالحات ..لكن هذه هي لعبة السياسة في اليمن التي اذا ٱمنت فيها ان تقدم لشعبك الخير والنماء فسوف يحيلوني للشارع متسولا ابحث عن رغيف لاسرتي واولادي وعائلتي..
استفهمت هذا منذ زمن بعيد وانا اعيش بين اروقة القرار والمراكز العليا للدولة..
في كل اجتماعاتنا التي نبثها لكم في الفضائيات وفي اجهزة الاعلام هي مجرد اخبار وقرارات بليدة فارغه من اي ترجمه فعليه للاهتمام بكم..
ولهذا حرصت ان اكون دائما في دائرة السلطة احصل على الاموال والعقارات واسافر انا وعائلتي الى كافة انحاء المعمورة..
لا يوجد في حياتي طوابير للرغيف او الخضار او الغاز ..عندي شاحنه وسيارات وطاقم يوفر لي كل هذه المتطلبات وانا مرتاح هانئ البال.. اللحوم والخضروات والاسماك والمواد الغذائية تمتلئ في منزلي لدرجة البذخ والاسترخاء..
انا لا اقف في طوابير البريد للحصول على راتبي ولا اهتم لهذه الامور ..كل مستحقاتي ومكافآتي تذهب مباشره لحساباتي البنكية في سويسرا ولندن وباريس..
انا لا انتظر الجرعات اليومية الكهربائية طفي لصي هذا امر استخفافي لم اصل له بعد.. عندي شواحن حديثه والواح وبطاريات تجعل منزلي اربع وعشرين ساعه ونسمات البرود والثلج تحيط بكافة جدران المنزل..
انا لا ادفع فواتير الخدمات فهذا امر لا اطيقه.. انا فقط اجمع ايرادات من كل مكان هكذا علمتني السياسة ولعبتها وفنونها..
انا اتقزز حينما اسمع اناشيد الوطن والوطنية والولاء للشعب وخدمته واستقراره ..هذه اناشيد بلهاء ..انتم تعلمون انكم دهر من السنين تذبحون وتجلدون وتعذبون من قبل السلطة فما هو الجديد الذي حدث؟؟
لا شيء سوئ وعود ووعود قادمه وكذب لا حدود له ولهذا استطعت ان اغير جلدي من حزب الى حزب ومن مبدآ الى مبدا وكلما احسست ببدء برياح التغيير والعواصف لبست جلد اخر وثوب اخر وتحصلت على ما اريده الاهم ان شاحنة الخضار واللحوم مازالت مستمرة بل وتزداد يوميا بالتنوع والكثرة ..هدا هو الوطن الذي اراه.. وهذه هي السياسة التي تفننت في الابداع فيها..
لا يهمني مؤتمر ولا اصلاح ولا جنوب ولا وحده ولا بناء ولا تنميه ولا مواطن ولا مرضى ولا مجاعة تفتك بالناس
الاهم ان اكون في دائرة السلطة التي تصفقون لنا في كل وقت وحين حتى في منع عليكم الكهرباء والمرتبات والدواء انتم تصفقون لنا وتباركون لنا وتخرجوا الميادين تساندوننا فمادا بعد هدا من انجازات واعجاب نناله منكم ..انتم دربنا الوحيد الذي يمنحنا كل الرضى والتشجيع..