انتهت اللعبة في اليمن.. القصة الاستراتيجية لليمن بقوة الحقيقة

د. باسم المذحجي

السرد الاستراتيجي يعبر عن قدرة الباحث على صياغة رواية استراتيجية واضحة، ومقنعة لواقع بلده ضمن سياق واقعي ملموس، والبداية ؛ أين موقع اليمن بين لعبتي السيادة والمصالح؟ هل تنتهي الشرعية في الحكم مع إنتهاء السيادة؟.

بفرض أن اللعبة انتهت في اليمن ؟ماهو السر الخفي لتدمير اليمن؟ والجواب بكل بساطة ؛ إبحث عن جواب  سؤال  بسيط ؛ماغنائم الحرب في اليمن ؟مالمشاريع الناجحة والفاشلة لطرفي الصراع منذ 2011؟استباحت الحدود والتدخل في صناعة القرار الداخلي أنموذجاً. الحقيقة تقال بأن مغتصب الحكم أو مزوٌر شرعيتهُ سيعبر عن سيادة خارجية، تمثُل جماعته ،أو حزبه ،أو منتفعية، ولكنهُ حتمًا لن يمثل سيادة اليمن وشعبها، وهكذا دواليك ، ضاعت اليمن بين لعبتي السيادة والمصالح وانتهى الأمر.

بقوة الحقائق، التى لا سبيل إلى إنكارها، لم يكن تدخل الأمم المتحدة في 2011  إلا من شباك العولمة والمصالح الرأسمالية العالمية الكبرى، والإميبرالية المتوحشة ، فالأجندات الأقليمية ،أي تدخلها فى  (2014) لم يكن عملًا لأجل اليمن كما قيل بالادعاء فى مقالات منشورة، بل استبيح البلد كله، دمرت بنيته التحتية، فٌكٍكَت دولتهٌ جيشا وأمنا ووجود”ا، استهدفت وحدته الداخلية لإثارة فتن طائفية،ومناطقية، وعنصرية،وحزبية طلبا لتقسيمه، نُهبت الثروات، واغتيلت الذاكرة الوطنية نفسها

أعتقد بأنه يجب أن تكون عندنا الشجاعة الكاملة لقول الحقيقة كما هي، في 2023 نحن في عمر ثلاث عشرة سنة من تعطيل التنمية في اليمن،تحديدًا منذُ مايسمى بالربيع العربي في اليمن مرورًا بعاصفة الحزم،و إعادة الأمل للشعب اليمني، ثم بروباغاندا إعادة الإعمار. بالفعل هكذا تبخرت الوعود المخاتلة على مقاصل المصالح والاستراتيجيات، وهذه قصة طويلة ومحزنة.

لا توجد عبارة مناسبة لوصف هذا الأمر غير عبارة “الضحك على الذقون” ،نحن إذن أمام تعبير يجب أن تزال الأقنعة عن وجهه وتعرف محدّداته، ذلك أن هذا التعبير ليس مطلقاً كما يدّعي هؤلاء وإنما هو نسبي، وأن الارتكان إليه تحدّده حقائق كثيرة،منها بأن بعض المسؤولين اليمنيين عملاء لدول أخرى ،ويقبضون منها أموال من أجل تعطيل أي  نهوض سيادي في الأرض أو البحار  ، أو الأجواء، يزيفون الحقائق ، بل يقتلون الصحوة الوطنية  في مهدها ،والوحدة اليمنية على قيد الحياة.

كذلك بعض المسؤولين اليمنيين يحملون جنسيات دول أخرى” في السر”، لذلك قاموا بتأسيس شركات وهمية في دول أجنبية بأسمائهم أو أسماء أقاربهم ،أو أصدقائهم، وبذلك مستمرون في فسادهم.الإنسان النزيه الوطني لا مكان له في اليمن ، هو بين أمرين أحلاهُما مُرٌ، فأما يغُتال، أويُعتقل،  لأن ترك البلد والمغادرة يعني الهزيمة.

الإنسان النزية الوطني يرى “اليمن بلد ذو سيادة” وإنه “يتعين على اليمنيين أنفسهم أن يتخذوا القرارات المصيرية لمستقبلهم” ،لن نقبل بأن تكون اليمن لعبة تدار من وراء الكواليس.

وفي الختام، لن نجد أحسن ما نختتم به هذا المقال غير أعتقد بأنه يجب أن تكون عندنا الشجاعة الكاملة لقول الحقيقة كما هي، في نهاية 2023، بأنها كانت لعبة تدمير اليمن وإنتهاك سيادته بإمتياز رافقها شلل حركة نهوض اليمن لتكون كبرى غنائم الحرب التي شُنت عليهِ.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com