عن ذكرى 30 نوفمبر المجيدة
شائع بن وبر
تهلّ علينا ذكرى عيد الجلاء في 30 من نوفمبر 1967م، بمثابة ميلاد جديد لجمهورية جديدة عاصمتها عدن، بعد دحر آخر جندي بريطاني مستعمر، جراء ثورة شعبية عارمة لقنت المستعمر درساً في الوطنية والنضال وكبدته خسائر فادحة في الأرواح، ليجر ذيل الهزيمة، معلناٌ انسحابه ورحيل آخر جندي في 29 سبتمبر، ليتم إعلان الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967 م
ثورة حقيقية نابعة من تضحيات جسيمة وأرواح زكية ودماء طاهرة، قُدّمت لنيل هذا الاستقلال وتطهير كل شبر من هذا الوطن، بعد بطولات وملاحم سطرها رجالها وخلّدها التاريخ لتبقى ثابتة وراسخة رسوخ الجبال.
غير أنّ هذا التراب تعرّض مجدداً لحرب عبثية في 1994م، انتهت بنهب ممتلكاته ومدخراته وطمس حضارته وتهميش وإقصاء كوادره في كل شتى مجالات الحياة.
ثم جاءت حرب أخرى في عام 2015م بنفس سيناريو 94م، في محاولة للسيطرة على الجنوب وعاصمتها عدن، غير أنها فشلت أمام بسالة أبناء عدن وجميع المحافظات المجاورة.
نحتفل اليوم بهذه المناسبة والقضية الجنوبية في هرم النجاح ولم يبقَ إلا الثبات في القمة والسيطرة التامة على كل شبر من هذا الوطن.
غير أن كلمة حق لابد من قولها وإن كانت غير مرضية للبعض، مفادها قادة وشخصيات جنوبية أفرزتها الحرب، فاستغلوها لأجل جيوبهم ونسوا آلاف الشهداء والجرحى ولا زالوا يمارسون استغلالهم تحت مرأى ومسمع الجميع ولا سيما صنّاع القرار الجنوبي دون ردع أو إقالة على أقل تقدير.
في الأخير نبارك لأبناء هذا الوطن هذه الذكرى الخالدة والمجد للوطن والجنة للشهداء والشفاء للجرحى والتحية للمرابطين في ميدان العزة والكرامة.
ودمتم في رعاية الله