طوفان الأقصى مستمر.. والنفاق الأمريكي تجاوز كل الخطوط
مقبل ناجي مسعد
البيت الابيض يقول قبل قليل:(لم نمنح الموافقة على العمليات العسكرية حول مستشفى الشفاء،والخطة والتنفيذ اسرائيليان).
هذا يؤكد انهم لم يجدوا في المستشفى والمباني المجاورة له اي شيء يذكر، يؤكد الرواية الاسرائيلية،وادعائها بإن بعض المباني والاقسام في المستشفى تستخدم للاغراض العسكرية،فحاولت ادارة الرئيس جوبايدن التنصل من الامر،بقولها انها لم تمنح الموافقة على العملية العسكرية في مستشفى الشفاء،بينما في ساعات الفجر.
وأثناء الاقتحام ،الناطق بإسم مجلس الامن القومي الامريكي جون كيربي قال: لدينا معلومات استخبارية ان اجزاء من المستشفى تستخدم لاغراض عسكرية،مرتبطة بغرف عمليات وانفاق تحت المستشفى،هذا التخبط والنفاق الامريكي لم يسبق له مثيل،فلولا الدعم العسكري اللامحدود والغطاء السياسي الامريكي لهذه الحرب،لما اقدمت اسرائيل على ارتكاب هذه الابادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة .
وزير خارجية الاردن في تصريح له يوم الاثنين الماضي قال:( نحن نتعامل مع حكومة اسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمر ومستمرة في جرائمها والقادم اسوأ،لن نقبل بالهرطقات التي تتحدث عن إرسال قوة عربية الى غزة ونرفض غزة لوحدها مفصولة عن الضفة الغربية).
هذا يعني ان الوساطة العربية التي تقودها مصر وقطر ليس من اجل ادخال الاغاثة وفتح الممرات،والافراج عن بعض الرهائن فحسب،بل لإخراج بعض قيادات حماس العسكرية والتي تقود المعارك في ميدان المعركة، وادخال قوات دولية تكون واجهتها عربية مصرية وبإدارة ،،دولية،،.
انا كتبت في مطلع نوفمبر الحالي وقبل وصول وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن في جولته الثانية الى المنطقة،انه يحمل في جعبته مشروعاً جديداً كهذا،حيث تتولى القوات العربية مسؤولية ادارة الاوضاع في غزة وتأسس لسلطة بديلة لحماس والاغاثة والمساعدات الانسانية هي المدخل لذلك ،وسوف يتم استغلال هذه المساعدات والحاجة الماسة لعامة الناس في قطاع غزة اليها، في هذا الاتجاه،وفي محاولة ايجاد سلطة بديلة تقوم بإستلام والاشراف والتوزيع لهذه المساعدات ،،الانسانية،،وهذه الخطة تمت مناقشتها مع بعض الأطراف العربية،وكان ذلك بتوافق ورضاء بعض الانظمة العربية،وهاهي اليوم تتضح الامور اكثر،بعض الأنظمة العربية المتخاذلة، تريد ان تحقق لاسرائيل انجاز سياسي على الارض لم يستطيع الجيش الاسرائيلي انجازه ميدانياً ،رغم استخدامه لكل اساليب البطش والابادة ضد المدنيين الفلسطينيين،وهذا كله إرضاء لحليفتهم أمريكا وعصابتها النازية في فلسطين.
لقد أمل الناس خيراً على انعقاد القمة العربية- الاسلامية الطارئة في الرياض وعلى قراراتها لانقاذ الارواح في فلسطين،لكن القمة وقراراتها ذهبت أدراج الرياح وكلن عاد إلى حصنه،وكان الوضع لا يعنيه،وتبخرت تلك القرارات قبل ان يجف حبرها.
نجدد التأكيد ان تخاذل الانظمة العربية وصمتها على ما يحدث اليوم في فلسطين والاستهانة وعدم المبالاة على ابادة وتهجير الشعب الفلسطيني ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة العربية بأكملها، وسيؤدي غداً بالضرورة الى ابادة وتهجير شعوب دول عربية أخرى وتطبيق سياسة الاحتلال والاستيطان والسيطرة على ثروات هذه الشعوب من قبل قوميات وأجناس وأعراق اخرى من خارج المنطقة ،بدعاوى دينية و خرافات وأساطير لاعلاقة لها بالأديان ولا بالتاريخ الحضاري للمنطقة وأهلها،ويتم التفرد بالدول العربية واحدة تلوى الأخرى.
نسأل الله الهداية للجميع