لست أدري من أين أبدأ كتابة مقالي هذا, وبأي لغة اكتبه, وكيف أسطره على أوراقي, أأكتبه بلغة الوجع والألم, أم أسطره بالمآسي والآهات التي حلت وترجلت عن جواد الرحيل وأبت إلا أن تخط قسوتها وشدتها بين ثنايا محافظتي البائسة, وتزرع الأسى والأنين والوجع في دواخل (ثلة) من أهلها وتغمد خناجرها المسمومة في صدورهم وتصيبهم بمقتل..
ولست أدي هل ستجدي نفع كتابتي ومناشدتي وصراخي, وهل ستثمر في صحراء الإهمال والفوضى واللامبالاة وفقدان الضمير وعدم مخافة الله؟ وغياب الوازع الديني وحتى الهوية والإنسانية والإنتماء, ولكني سأكتب من منطلق الأمانة والمسؤولية والشعور بمعاناة الغير, فمعاناة هؤلاء لاتطاق ولا تُحتمل, (وحملهم) ناءت منه الجبال قبل أنفسهم..
وحينما نتحدث عن المعاناة فللمراء أن يتخيل (حجمها) والمها ووقعها في النفس والقلب والواقع والحياة, وهي عصارة ثلاثة أشهر من الترقب والتقلب على جمر الإنتظار على أمل أن يجود الزمان أو تتحرك ضمائر وإنسانية الحكومة والسلطة المحلية وتنظر لهؤلاء بعين الرأفة والرحمة والإنسانية وتشعر بمعاناتهم وهمومهم وآلامهم التي تحفر عميقا في دواخلهم..
ثلاثة أشهر (وتربويو) أبين يتجرعون المرار والحرمان, ويمنون أنفسهم بغدٍ أفضل ومفاجآت تحملها لهم الأقدار في جوفها, وبشائر ترقص لها قلوبهم وتزيح عنهم جبال الهم الجاثمة على صدورهم, ويأتيهم البشير يزف لهم خبر الإفراج عن (مرتباتهم) التي توقفت عمدا وعدون مع (سبق) الإصرار والترصد من قبل مجهولين ونافذون وربما أعداء حاقدين, فاسدين, لأسباب واهية وحجج وأكاذيب لا يقبل بها عقل أو منطق..
توقفت مرتبات هؤلاء ومع توقفها تعطلت مصالحهم, وتكدرت حياتهم وأستبد الهم والحاجة والعوز بهم, وتناسى من أوقفها أن (المعلم) كاد أن يكون (رسولا), وأنهم (قناديل) تضيء سماء الأمية وتشق غياهب الجهل المتفشي, بل وتناسى أنهم يقتاتون من هذه (المرتبات) ويعيلون منها أسرهم وذويهم, والواقع كما يعلم الجميع (لايرحم) لاسيما ونحن في ظل وضع متردي ومتهالك القى بظلاله على كل شيء..
توقفت مرتباتهم وبات ينذر توقفها عن ضياع (آلاف) من الطلاب والطالبات وضياع مستقبلهم التعليمي في حال لم يضع المعنيون في المحافظة والحكومة حلا لمرتبات (معلمو) أبين المنقطعة منذ ثلاثة أشهر دون سبب يذكر أو عذر يجيز ذلك التوقف القسري..
هي رسالة أوجهها لمن لايزال يحمل بين (جنبيه) قلب ولم (يلقي) السمع أو يضع في أذنيه (عجين) سارعوا لحل مشكلة موظفي قطاع التربية بأبين وكل القطاعات ولا تحاربوا المواطن في (قوت) أسرته وتكدروا حياته لم تصفوا قط ولم تستقر على حال منذ أن بات صراع الساسة في هذه المحافظة هو السمة السائدة..والله من وراء القصد