قصف غز ة والإبادة الجماعية … لن تحقق لليهو د غاية
عفاف سالم
مايرتكب في غزة من مجازر وحشية بحق المدنيين العزل من أطفال ونساء وعجزة وهدم البنايات على رؤوس المدنيين المسالمين وصمة في جبين الحكام والرؤساء وقيادات كل الدول الراعية للسلام والمدافعة عن حقوق الانسان التي يجب عليها أن تكبح جماح العدوان الهمجي الذي يقطع كل أسباب الحياة عن شعب اعزل من دون رحمة
قبل أسابيع قرأنا أن اليهود سيدكون المستشفيات التي تضم مئات الضحايا من القتلى والاشلاء الذين يفتشون لهم عن اكفان بعد أن ملأوا الثلاجات بما فيها ثلاجات الايسكريم حينما انعدم الدواء ويضم الجرحى الذين يحتاجون للاسعافات الطارئة جراء المجازر الوحشية فضلا عن اوجاع اهاليهم والباحثين عن مفقوديهم
في ظل هذه الأوضاع الكارثية في غزة المنكوبة بالخذلان المخزي يفرضون الاخلاء للمشفيات ولما ما وجدوا من يحدد موقفه من ذلك التهديد الغير إنساني بقصف للمشفيات دكوها من دون تردد
فمشفى المعمداني الذي شهد الثلاثاء اكبر مجزرة بحق الفلسطينيين عندما تم قصفه والقضاء على اغلب من فيه فأين المنظمات الإنسانية والحقوقية والأخلاقية من جريمة الإبادة الوحشية للبشر والشجر والحجر في غزة
ماالذنب الذي ارتكبه الأبرياء وهم يتعرضون للعقاب الجماعي والقتل البشع بهدم المباني على رؤوس الساكنين بل حتى المشفيات تنتهك حرماتها ليل نهار والصمت المطبق سيد الموقف ولم يحركوا ساكنا وكل ما فعلوه هو تكبيل الأفواج الغاضبة والأفواه المنددة التي هبت لنصرة المستضعفين في غزة الصامدة المثخنة بالجراح اليومية الدامية من الشعوب التي تعاف الظلم وتندد بانتهاك الحرمات التي خرجت ومازالت رافضة للعنف
الجدير أنه كلما ازداد ضعف حكامنا ازداد النهم وفتحت شهية الصهاينة أكثر للتدمير لكن مؤكد أن الضغط سيولد الانفجار وسيتحول أبناء غزة خصوصا وفلسطين عموما لثوار يخوضون المواجهة للثأر والانتقام فكل من فقد أهله وذويه وكل من ضاق ذرعا بالحصار ولم يعد لديه شيئا يخاف عليه لا اهل ولا منزل ولا مأوى آمن يلجأ إليه ولا غذا يطفئ جوعه فسيكون الموت اهون عليه من وطن سلبت فيه منه كرامته
اشتداد وحشية الصهاينة ضد المدنيين سيؤدي للتجييش للدفاع عن غزة والاقصى ولن يتمكن الحكام من كبح جماحه مهما احكموا القبضة وشددوا الخناق فالله سينتصر لتلك الفئة المستضعفة المرابطة رغم روائح الموت التي غدت تكتسح ثلاجات الايسكريم بعد امتلاء ثلاجات الموتى فضلا عن أشلاء بشرية مكومة بمنتهى الوحشية تحت ركام البنايات تردفها انات الجرحى المغمسة بالاوجاع والدماء وايات وملاحم الصمود البطولي الاسطوري المتشبث بالأرض التي تدك يوميا لتجبرهم للبحث عن وطن بديل من دون جدوى فهنيئا لهم الصبر والشهادة
أما كان يجب على كل القوى المحبة للسلام أن تتدخل بقوة لنزع فتيل الحرب وحقن الدماء
أما كان على الحكام العرب أن يحددوا موقفا موحدا للضغط بقوة لوقف الانتهاكات الصارخة للحفاظ على ماء الوجه أمام شعوبهم المقهورة
بالمناسبة سمعنا عن ادعاءات باطلة للتمهيد لقصف مشفيات أخرى بحجة أن معسكرات حماس تحتها لكبر مساحتها وهذا جنون وافلاس فكبر المساحة لأن العدوان متوقع ومتكرر ونتساءل إن كانت حتى المشفيات مستهدفة فما الذي تبقى لأبناء غزة من سبل العيش ومؤكد لن يظلوا مكتوفي الأيدي ولعل ذلك مااربك وزير خارجية اسرائيل حينما سئل أليس من حقهم الدفاع عن النفس
الهجمة البرية على غزة نكبت اليهود الذين اعجبتهم كثرتهم فقد أسفرت عن عشرات القتلى منهم وإحراق دباباتهم فضلا عن الجرحى والاسرى الذين وقعوا في قبضة حماس طبعا عدا من تم نقلهم عبر المروحيات مايعني أن الحصيلة تتجاوز الارقام المعلن عنها بكثير ولذا ازداد جنون الاكتساح وطمس معالم الحياة في غزة بحثا عن إبرة في كومة قش لكن مؤكد سيهزم الجمع ويولون الدبر فقد القى الله في قلوب اليهود الرعب والخوف والذلة وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وماالنصر الا من عند الله
وقتلى غزة والمسلمين شهداء وفي نعيم مقيم وقتلى الكفار في جحيم ابدي فقد اخبر الرسول الكريم أن جنة الكافر دنياه وجنة المسلم اخرته فما بالكم بالشهداء فضلا عن المرابط الصابر الذي له أجر خمسين شهيدا والحديث صحيح وخير الرباط رباط عسقلان كما قال نبيكم في حديث صحيح اخر
بقي أن نقول لكل غيور إن تم تكبيل اجسادكم وايديكم وعجزتم عن نصرة اخوتكم فألسنتكم مازالت حرة طليقة فدعوا المساجد تضج بالدعاء في كل فرض فرب أشعث اغبر من بين تلك الجموع لو أقسم على الله لأبره
ولعل خسوف الامس كان لحكمة إلهية حتى يفزع المسلمون للصلاة في وقت واحد وكي ينصرون اخوتهم بالدعاء وتذكيرا أن الساعة قد اقتربت فقد كثرت علاماتها فالخسوف والكسوف انذار بعقوبات قادمة قد تكون عاجلة أو آجلة ولذا قال رسولكم اذا رأيتم الكسوف فافزعوا إلى الصلاة
وللحديث تتمة وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين