حي على الجهاد
د. باسم المذحجي
العام 1914 أوقف الجنود خلال الحرب العالمية الاولى القتال، وتبادلوا الهدايا ،وانشدوا ترانيم ميلادية ،ولعبوا كرة القدم في ما يسمى بالمنطقة الفاصلة.وحدث ذلك بين الألمان والبريطانيين معتنقي المسيحية ،والأجدر بالمسلمين أن يتكرر هذا المشهد يومنا هذا بمناسبة ” داعي الجهاد”، والحديث موجه للعرب والمسلمين في كلا من اليمن، والسودان، ومختلف البلدان العربية ،لكن الهدف منه توحيد أنفسنا، وتسخير طاقاتنا نحو عدو وحيد هو الكيان الصهيوني ،وحلفه الشيطاني.
يومها خرج أحد جنود الألمان من الخندق رافعاً يده متمتِماً: “اليوم، لن تمسكم نيراننا، ونيرانكم لن تمسّنا” فحذا جُندي إنجليزي حذوَه، وتقدَّمَ كُلٌّ منهما بحذر في اتجاه الآخر، من دون سلاح خفي، ومن دون نية للغدر، كُل خطوة خطاها أحدهما ناحية مُعسكر الآخر دهست أمرَ قائدٍ في طريقها، كسرت قواعدَ وُضعت في غُرفٍ مُغلقة، لكن أحداً منهما لم يهتم، مد أحدهما يده بالسلام،
-اليوم نحن العرب والمسلمين لدينا دافع اكبر للسلام وهو هدنة “حي على الجهاد*،حيث قال ابن القيم:«الجهاد أربع مراتب : جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين.»والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة معلومة، ومما ورد في فضل الجهاد والمجاهدين من الكتاب المبين قوله تعالى: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة:41-45]
-وقد يتسائل البعض،”لماذا شُرع الجهاد في الإسلام؟ ومتى يجوز؟ وضد من؟”
شُرع الجهاد في الإسلام لمقاومة الأعداء والمعتدين الآثمين الذين يحاولون أن يغتصبوا أرضنا، أو ينالوا منا ليأخذوا أموالنا أو يعتدوا على عرضنا. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَن قُتل دون أرضه فهو شهيد، ومَن قُتل دون عرضه فهو شهيد). وهذا هو الجهاد العام الذي شرعه الإسلام .
كمالابد والتذكير بقول الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا.وله منا الأمن والأمان والعيش معززا مكرم كمايحب.