صحيفة: فدية أممية بقيمة 3 ملايين دولار تفجّر خلافات كبيرة داخل تنظيم القاعدة في اليمن
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
تصاعدت خلافات قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، عقب تسريب معلومات عن قيمة الفدية التي قدمتها الأمم المتحدة لإطلاق عدد من موظفيها المختطفين لدى التنظيم خلال الشهر الماضي، وفق ما أوردته صحيفة الأيام العدنية عن مصادرها.
وبحسب المصادر فإن تنظيم القاعدة يعاني من أزمة مالية كبيرة دفعته إلى العودة إلى مسلسل اختطاف الأجانب التي كان ينتهجها سابقاً، واعتماده كمصدر دخل رئيس بعد تضييق الخناق على التنظيم في الكثير من المحافظات والمناطق التي كان يسيطر عليها.
وأوضحت أن التنظيم الإرهابي وعبر وسطاء محليين، أبرموا صفقة لإطلاق سراح عدد من الموظفين التابعين للأمم المتحدة، جرى اختطافهم في فبراير 2022 في محافظة أبين.
وذكرت المصادر أن زعيم التنظيم الحالي خالد باطرفي قام بعملية سرية وغامضة بعيداً عن قيادات الصف الأولى في التنظيم لإبرام الصفقة واستلام مبلغ الفدية الذي قدره بنحو 3 ملايين ريال (أكثر من ثلاثة مليارات ريال يمني).
ونشرت صحيفة الأيام العدنية تقريراً أكدت فيه أن هذه الصفقة كانت سبباً في احتدام الخلافات الداخلية بين عناصر وقيادات التنظيم. ووصفت الصفقة بالأكثر غموضاً وسرّية داخل التنظيم، حيث عقد باطرفي تلك الصفقة متجاهلاً الجميع، بمن فيهم قيادات الصف الأول، الذين كان الأمر بالنسبة لهم صادماً.
وأوضح الصحافي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عاصم الصبري، أن صفقة إطلاق المختطفين الأمميين التي حصلت مؤخرا تم إبرامها بتكتم وسرّية وغموض، وهو ما يؤكد أن الوضع داخل التنظيم محتدم جداً”.
ووصلت حدة الخلافات إلى توجيه اتهامات لقيادات التنظيم بالفساد المالي والتلاعب بأموال الفديات والغش، وممارسة سياسة التجويع وقطع الإمدادات عن بعض العناصر المحسوبين على أطراف معينة داخل التنظيم.
وذكر تقرير الصحيفة أن الخلافات الداخلية بين عناصر القاعدة وقياداتها خلال الأعوام الماضية، كانت دوافعها فكرية وعقائدية، حيث كان عدد من المنشقين عن التنظيم يتهمون قيادته بتغيير مساره واستخدامه كبندقية مأجورة لصالح دول ضد مصالح دول أخرى في اليمن، لكن الخلافات الآن تتمحور حول فساد مالي.
وبحسب تصريحات لمصدر مقرب من القيادي في تنظيم القاعدة، سعد بن عاطف العولقي -أو ما يسمى أمير محافظة شبوة وعضو مجلس شورى التنظيم- فإن خالد باطرفي، زعيم التنظيم في جزيرة العرب، ينتهج سياسة تجويع عناصر التنظيم، وتحديداً المحسوبين على سعد بن عاطف، بينما يرى هؤلاء أنّهم الأكثر تأثيراً في الميدان، والأكثر مواجهة لخصوم التنظيم، الأمر الذي جعل الأزمة المالية أكثر تعقيداً.
وبحسب مصادر قبيلة، فإنّ الوسيط القبلي الذي كلفه أمير التنظيم بإجراء الصفقة، تسلَّم المبلغ كاملاً، والذي قدّر بـ(3) ملايين دولار أمريكي، ورفض الوسيط إعطاءه للتنظيم، بعد إطلاق المختطفين، وهذا ما دفع بخالد باطرفي إلى اختطاف شقيق الوسيط القبلي، إلّا أنّ التنظيم عاد وأفرج عنه بعد أنّ قوبل الأمر بغضب قبلي، في حين قالت مصادر أخرى: إنّ شقيق الوسيط هرب من قبضة التنظيم، ولم يُفرج عنه.
ومع الأزمة المالية التي تعصف بتنظيم القاعدة في اليمن، وصف مراقبون صفقة الفدية بأنها أكبر عملية نصب يتعرض لها تنظيم القاعدة، خصوصاً بعد ما فشلت محاولات خالد باطرفي في استرجاع المبلغ بأقل الخسائر.