حكومة شعيط ومعيط.. والبكاء على الشعب
د . أنور الصوفي
تدخل الجامعات الحكومية الأربع عدن ولحج وأبين وشبوة يومها الخامس في إضرابها الشامل والمفتوح، ولم نقرأ أي تصريح لمسؤول حكومي رشيد يسأل فيه عن أسباب توقف الدراسة في أهم جامعات في المناطق المحررة، ولم يسألوا عن مطالب أساتذة وموظفي الجامعة.
قرأت قصة الأخوين شعيط ومعيط اللذين كانا لا يملكان شيئًا وفجأة أصبح شعيط زوجًا لابنة الملك، وبعد موت الملك تولى شعيط الحكم بدلًا عن الملك باعتباره زوج ابنة الملك، وبعدها جاءه أخوه معيط ونصبه وزيرًا في مملكته، فبكى معيط، وعندما سأله أخوه شعيط ألا ترضى بالوزارة؟ قال: الذي يبكيني أننا أصبحنا حكامًا على هذا الشعب المسكين الذي أصبح يحكمه شعيط ومعيط.
فها هو العليمي ومعين يحكموننا، وها هي الدراسة تتوقف في عاصمة شعيط ومعيط ولم يحركا ساكنًا، فالمدارس مغلقة والجامعات مضربة، والحياة رتيبة، والخدمات تعبانة، وشعيط ومعيط لم يعالجا وضع الموظفين المضربين، فحُق لمعيط أن يبكي على حال هذا الشعب.
كان أبي رحمه الله يقول قديمًا وهو يقص لنا: وعمل فيهم الشعيط والنعيط، أي شنتحهم وبهذلهم، ونحن بهذل بنا العليمي(شعيط) ومعين(معيط) أيما بهذلة، فالجامعات يكاد يخنقها الإضراب وشعيط في نيويورك، ومعيط نائم في تبة معاشق، ليس له هم إلا البكاء على حال هذا الشعب الذي أصبح هو وأخوه شعيط حكامًا له، فاللهم اكفنا شعيط ومعيط بما شئت وكيفما شئت، فقد أصبح الراتب لا يأتي إلا بقطمة رز وقطمة دقيق ودبة زيت، فابك يا معيط وحق لك أن تبكي على حال هذا الشعب الذي أصبحت حاكمًا عليه مع أخيك شعيط، وقل لشعيط إنك تبكي على هذا الشعب الذي عملتم به الشعيط والنعيط.
الأمر وما فيه أن العليمي ومعين عملوا فينا الشعيط والنعيط، فلا أمن في عدن وهم في التبة يستمتعون بروعة المكان، ولا مياه ولا كهرباء، والرواتب مضاربة عليها، والاحتجاجات في كل مكان، والإضرابات عمت أغلب المرافق، وشعيط ومعيط ولا لهم دخل.
سأسأل سؤالًا بريئًا مفاده: إذا راح شعيط ومعيط، هل ستتحسن الأحوال أم سنظل في الشعططة والمعططة؟