عدن تدخل مرحلة العصيان المدني

د. أنور الصوفي

خاص للرئيس العليمي ونوابه، وللدكتور معين ووزرائه، أقول لهم: ماذا تحكمون؟ وأي مرافق تسيِّرون؟ فمدارس عدن أعلنت إضرابها، والجامعات في عدن ولحج وأبين وشبوة أغلقت أبوابها، وماتت الحياة في العاصمة التي تسكنون أعلى تبة فيها، ألا ترون تلك الجامعات والمدارس مغلقة، فماذا تحكمون؟

نُهِبَتْ أراضي الجمعية السكنية لأساتذة الجامعة والمنتسبين للجامعة من حامي حمى عدن، وأنتم تجتمعون وتضحكون، وتقهقهون، فسلطة الأمر الواقع في عدن بسطت على حلم الأكاديميين، وسوروا على الجمعية السكنية للأكاديميين في عصل المنصورة، وأنتم تنظرون، وتثرثرون، قدمنا لكم مظلمتنا، ولكن يبدو أنكم قد مزقتم أوراقها خوفًا من الباسط عليها، فالباسط عينه حمراء، فإن علم بتسلمكم لمظلمتنا ربما يطردكم من تلك التبة الجميلة الرائعة، وأنتم لا تقدرون على ذلك، فالمكان جميل، فهو أجمل بقعة على وجه الأرض.

لماذا أنتم صامتون؟ فالدراسة في العاصمة تعطلت في مدارس عدن وجامعاتها، فماذا تحكمون؟ لقد خاب ظننا، في حامل قضيتنا فقد سلبنا جمعيتنا، ولم يدافع عن أراضي جمعيتنا، بل سور عليها، وبسط عليها، وقيادتنا تعلم ذلك، فماذا تبقى لكم تحكمونه في عدن؟ وماذا تبقى لنا في مجلسنا حامل قضيتنا كما أدعى في يوم من الأيام ورفع الكثير صوته مباركًا فوضناك، فظن أن التفويض يمنحه الحق في البسط على أراضي جمعيتنا، فبسط عليها، ولم يصرفها لنا، وأصبح حالنا كحال: يا مدور لعانة يا مضيع شلن.

ماذا تحكم أيها الرئيس؟ وماذا تعمل حكومتك ورئيسها؟ فنحن مضربون، فهل بلغكم ذلك؟ هل علمت أن سبب إضرابنا هو البسط على أراضي جمعيتنا السكنية الثانية، وتدني مرتباتنا حتى كادت لا تفي بصرفيات أسبوع؟ هل علمت أن هناك منتدبين ومتعاقدين لهم أكثر من عقد وعقدين، وهم ينتظرون التوظيف؟

رسالة خاصة للأخ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي نائب الرئيس ورئيس المجلس الانتقالي، نقول له فيها: نعلم علم اليقين أنه لا يستطيع العليمي ولا معين حل قضية أراضي جمعيتنا، ولا حل لها إلا عندكم، فبشخطة قلم تستطيع منحنا إياها، وبتجاهل مطلبنا سيصبح المجلس الانتقالي خصمًا لكل الأكاديميين، وأنتم تعلمون أن جميع القوى السياسية تبحث عن كسب ود الأكاديميين، فإن فزت بتأييدهم، فستثبت قدم الدولة القادمة، وبخصومتهم سينتهي حلم الجنوبيين في دولة يكون مجلسكم حاملًا لها، إني لكم من الناصحين، فجهز ورقة وقلمًا واشخط فيها توجيهًا صريحًا لدك ذلك السور اللعين الذي يحاصر أحلامنا، ووجه بتمكيننا من أراضي جمعيتنا، وساعتها سنهتف كلنا عيدروس.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com