«المارينز» في أسواق حضرموت ومدارسها: توطئة لتطبيع الاحتلال

المشهد الجنوبي الأول _ وكالات

في انتهاك جديد للسيادة اليمنية، عزّزت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في محافظة حضرموت شرقي اليمن، ودفعت منتصف الأسبوع الجاري بالعشرات من عناصر «المارينز» إلى معسكر القوات السعودية المتواجد في محيط المنطقة العسكرية الأولى في ضواحي مدينة سيئون، المركز الإداري لوادي حضرموت. كذلك، توجّه السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، أمس، إلى مدينة المكلا، بحسب ما أكّد محافظ حضرموت في صنعاء، اللواء لقمان باراس، في حديث إلى «الأخبار». وفي خلال زيارته، تفقّد فاجن القوات الأميركية في مطار الريان، ثمّ توجّه مساءً إلى مطار سيئون حيث كانت في استقباله قيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادات عسكرية سعودية وضباط أميركيون. ووصف باراس الزيارة بـ«المشبوهة»، قائلاً إنها «تأتي في إطار تنفيذ مؤامرة أميركية في حضرموت، وتناقض كافة مساعي السلام الإقليمية والدولية». وإذ لفت إلى أن «المجتمع في المحافظة يرفض تلك التحركات الأميركية الانتهازية رفضاً قاطعاً»، حمّل «السلطات الموالية للتحالف كامل المسؤولية عن التفريط بالسيادة الوطنية».

وبالعودة إلى التحركات العسكرية، قالت مصادر متعدّدة، أحدها عسكري في حضرموت، إن العشرات من العناصر التابعين لقوات «المارينز» الأميركية وصلوا، فجر الإثنين، إلى مطار سيئون الدولي، على متن طائرة عسكرية سعودية. وأشارت إلى أن المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة قيادتها على حزب «الإصلاح»، تلقّت توجيهات من غرفة عمليات «التحالف» في الرياض، بتوفير الحماية للقوات الأميركية والفريق العسكري الخاص بالمسح الميداني لعدد من مدن وادي حضرموت. وأوضحت أن العشرات من المدرعات السعودية، وأطقماً من «الفرقة 101» التابعة للمنطقة الأولى، رافقت نحو 20 عنصراً من «المارينز» في زيارة ميدانية الإثنين، شملت مدينة تريم التاريخية ومستشفى سيئون العام، قبل أن يقوم الفريق العسكري الأميركي، الثلاثاء، بزيارة منطقة الغرفة التي تقع على بعد ستة كيلومترات غرب سيئون، حيث جال على مدرستين ثانويتين من دون تنسيق مسبق مع السلطات المحلية، ومن دون إبلاغ مكاتب التربية والتعليم في حضرموت.
وتداول عدد من الناشطين الجنوبيين ما قالوا إنها مشاهد لزيارة «المارينز» ثانوية الغرفة للبنين في سيئون، فيما أفادت مصادر طلابية في المنطقة بأن القوات الأميركية انتقلت بعد زيارتها تلك إلى مدرسة أخرى خاصة بالبنات، حيث لم تستغرق جولتها أكثر من خمس دقائق، بعدما رفضت إدارة المدرسة السماح لها بتفقّد مرافقها. وأشارت المصادر إلى أن «الغرض من الزيارة استعراض القوة والحضور، ولا علاقة له بأي جوانب إنسانية»، وخصوصاً في ظلّ تعمد الأميركيين أيضاً الانتشار في الأسواق، وهم مدجّجون بمختلف أنواع الأسلحة، وبحماية سعودية. وبحسب مصادر عسكرية مقرّبة من المنطقة الأولى، فإن زيارة الفريق الأميركي التي تمّ الترتيب لها مع القوات السعودية من دون التواصل مع وزارة الدفاع في حكومة معين عبد الملك، ستشمل مناطق عدة في وادي حضرموت وتستمر عدة أيام، فيما لم تُعرف حتى الآن مهمتها الحقيقية.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com