ثورة وليست مؤسسة في اطار دول سياسة الازدواج
الشاعر محسن صالح اليافعي
نحن تحدثنا كثيراً وقلنا نحن لسنا ضد الانتقالي ولكن هناك ادوات لا تملك من النضال إلا المال السياسي والتضليل والخداع تحت مسميات الثورة والنضال وهذا طبعاً يغضبنا، لهذا نحن ضد كل الممارسات السياسية التي تفقد الثورة قيمتها الثورية وتحولها الى كومة قمامة للمخلفات. هذه الممارسات نبغضها وندينها بقوة لأنها اسس الفساد والفوضى ..
نحن نصيح من البداية ياعالم؟
ونقول نحن ثورة وليس مؤسسة في اطار دول سياسة الازدواج هذه المعادلات التي خلقتها الثورة في ظل هذه الادوات مثلة تفسخ سياسي انعكس سلباً على واقعنا الثوري والاجتماعي وبالتالي الثورة لم تبلغ اهدافها وبنفس الوقت سياسة هذه الادوات افقدت الواقع الاجتماعي او واقع المجتمع الوعي, وكان مفروض ان تنتصر الثورة لأهدافها الثورية وتحافظ بالوقت نفسه على الترابط الاجتماعي للمجتمع وتبني وعيه وهو الاساس لانتصار الثورة, لان اي ثورة لا تملك وعي هي فاشلة فاشلة وهذا ما بلغوه الادوات, ولا يمكن لي ان اطبل لهذا الواقع او لأدواته لان ما تنفذ من سياسات هي خاطئة تناقض الواقع ..
فلا يمكن للثورة ان تملك توجهين سياسيين او منهجين في آن واحد إلا في ثورتنا توجه ثوري وتوجه سلطوي هذا يسموه استغلال وما هو ابلغ وفوق الاستغلال، بل هذا يسموه في قاموس الثورة خيانة لنضال الشعب عندما تمارس توجهين سياسيين وانت فاقد القدرة السياسية والاستراتيجية ..
اليوم الوضع المعيشي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ومختلف الصعد الاخرى للشعب بلغة مرحلة الانهيار، بل شارف الشعب على الهلاك، وازدهرت الحياة المعيشية للأدوات التي اراد الشعب ان تمثله. فهل قامت الثورة ليهلك الشعب وتتحسن الحياة المعيشية للأدوات على حسابه (الشعب)؟
هذه النتائج لا يمكن لها ان تحدث إلا في حالة ان فقدت القيم والأخلاق وغيبوا وعي المجتمع، وهذه المسارات المظلمة يجب ان تنتهي وان يبلغ شعبنا أهدافه وفق المعايير النضالية والثورية وليس وفق المعايير المستوردة خارجياً ..
عدن اليوم تعيش نظام العصر البدائي بل نظام العصر البدائي كان افضل كانت الحياة مستقرة والصراع التناحري والاستغلال كان مش موجود، لكن ان تكون عدن في القرن الواحد والعشرين بلا ماء بلا كهرباء لا استقرار لا أمن وهي اول مدينة تعرف الدولة المدنية وتقام عليها اول محطة كهرباء بالجزيرة العربية واول اذاعة وتلفزيون وكانت محط كل زوار العالم وكانت تتحكم باهم مرفئ بين قارات العالم والمنطقة.
اليوم صارت غابة متوحشة انتشرت فيها مظاهر الفساد والبلطجة والنهب والمسلحين والقتل والسرقة والبسط العشوائي، تلك
الممارسات شكلة حالة لتشويه واختزال وجه عدن الحضاري, وهنا يخلق الف سؤال وسؤال فمن المسؤول عن انتاج هذا الواقع بل من انتجه ؟
والكارثة العظمى ان قادة الانتقالي وإعلام التضليل والخداع يمارسون الكذب وتزييف الحقائق والتدليس، فهل كان هذا ما ينتظره منهم الشعب ..؟!
للأسف الأدوات تطاولوا على الثورة وقيمها وتطاولوا على المجتمع وخدماته. وهنا على الشعب ان يختار الاستمرار في مضاعفة المعاناة او ان ينتفض لحقه والوفاء لتضحيات شهدائه.
ولا يمكن ان يغسل الدنس الذي علق بالجنوب إلا الثورة كخلاص لكل هذا البلاء والوباء ..
عيشوا أحرار